طرطشات

د. فتحي أبو مُغلي
حجم الخط

• العنف في المدارس
يكذب من يدعي ان العنف في مدارسنا توقف، قد يكون قد قل حجما وشدة ولكنه لا يزال مستمرا وهناك من يغذيه ليس فقط من المعلمين وبنسبة اقل كثيرا من المعلمات ولكن أيضا من أولياء الأمور الذين يصرون على ان الضرب يُعلم، ورغم ورود عشرات ان لم يكن مئات من الشكوى من بعض الأهالي الذين يعتقدون محقين انهم مسؤولون عن تربية أولادهم وان هناك أساليب تربوية حديثة غير الضرب للوصول الى النتائج المرجوة، إلا ان الجهات الرسمية لا تحرك ساكنا ولا تتخذ إجراءات صارمة ضد من يمارسون ساديتهم ضد فلذات أكبادنا وصناع المستقبل الذين ان اقتنعوا بأن الضرب، أي العنف، هو الوسيلة المثلى للوصول الى الأهداف فإننا نستطيع ان نستقرئ من الآن المستقبل الذي ينتظر الأجيال القادمة.

• «غطيني يا صفية»
من هي صفية ومن الذي طلب منها ان تغطيه؟ كان هذا سؤالا طرحه علي احد الشباب عندما سمعني اعبر عن استيائي من احد السلوكيات، قد يكون  الشاب محقا في سؤاله فمناهجنا انتقائية في تحديد ما يدرس وكثير من الأحداث التي ساهمت في صنع تاريخ امتنا لا تذكر في كتبنا المدرسية، هنا او في أي مكان مما كنا نسميه وطننا العربي الكبير، وحتى لا اخرج كثيرا عن الموضوع أعود الى صفية وهي للعلم كانت زوجة الزعيم العربي المصري قائد ثورة 1919 سعد زغلول وشريكته في النضال ضد الاحتلال البريطاني، وقد اختلف المحللون حول سبب قوله لزوجته صفية: «غطيني يا صفية ما فيش فايدة»، فقد جنح البعض الى ان قوله هذا كان تعبيرا عن يأسه من الوضع السياسي القائم آنذاك ومخرجات صراعه مع القصر والاحتلال الإنجليزي، لكن من يقرأ تاريخ سعد زغلول يشاركنا في نفي هذا السبب، أما الرواية الأخرى فهي تقول ان سعد كان على فراش الموت وكانت زوجته ورفيقة نضاله صفية تصر على تناوله للدواء فأرادها ان تتوقف عن إعطائه الدواء لأنه لم يعد يعطي أي نتيجة وان القدر المحتوم لا مفر منه. وهذه الرواية هي الأرجح لدى كل من يقرأ تاريخ سعد زغلول.

• كوني كما أنتِ
«ايرين هيثرتون» (27 عاما) وهي عارضة الأزياء الأهم في شركة الملابس الداخلية فيكتوريا سيكريت قدمت استقالتها من الشركة، معلنة ان سبب استقالتها يعود لسببين، الأول: هو المتطلبات الصارمة ومعايير النحافة المستحيلة التي تطلبها الشركة من عارضات الأزياء اللواتي يعملن لصالحها، ووفق أقوالها، أدى الضغط المتواصل الذي مورس عليها لإنقاص وزنها إلى أن تشعر بالاكتئاب، أما السبب الثاني: فهو انها لم تعد قادرة على الاستمرار في أن تبث للنساء رسائل باعتبارها نموذجا يحتذى به وتقديم مفهوم خاطئ للجمال غير الواقعي، لذلك قررت العمل من أجل التغيير، مضيفة انها قررت توجيه طاقتها وتحويلها إلى مصدر للتغيير. وأنها ستنشئ قناة للنساء من شأنها أن تسمح لهن أن يكنَ نسخة صادقة من أنفسهن، ونحن نقول لنسائنا وكل النساء في يوم المرأة، أنتن جميلات كما أنتن، ولكل عرق خصائص جمالية قد تختلف عن أي عرق آخر ولكل قوم معاييره الجمالية الخاصة فلا تتركن العولمة الكاذبة تفسد ذوقكن وجمالكن الطبيعي، حافظن على صحتكن وأنوثتكن والعبن دوركن في الحياة بكل أبعاده الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.