بثلاثية ثقافية بدأت جنين احتفالها ب 8 من آذار، "مسرحية خولة" في مسرح الحرية، ونغمات جمعية الكمنجاتي الموسيقية، و دبكة مركز نقش للفنون الشعبية، كانت كافية لتجعل يوم المرأة هو للمرأة ذاتها، بجمالها، ونضالها، من أجل نفسها فقط.
على خشبة مسرح الحرية بدأت الاحتفالية بالشراكة مع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، والأطر والفعاليات والمؤسسات النسوية في محافظة جنين، وبالتعاون مع شبكة الفنون الأدائية الفلسطينية باليوم العالمي للمرأة الثامن من آذار على خشبة مسرح الحرية في مخيم جنين بحضور أكثر من 200 شخص.
بدأ الاحتفال في تمام الساعة الحادية عشر صباحا على خشبة مسرح الحرية بكلمة مسرح الحرية والتي ألقاها السكرتير العام لمسرح الحرية مصطفى شتا والذي حيى فيها جميع النساء العالم وبالاخص نساء فلسطين، وتحدث عن واقع المراة الفلسطينية وما تعانيه من تحديات، بالإضافة للحديث عن دور مسرح الحرية كونه مكان أكبر من حيزه الجغرافي بفكره وعطائه والقيم والرسالة التي يحملها، مخصصاً التحية للاسيرات وامهات الشهداء والاسرى، واستذكر الاسير لؤي طافش مؤسس فرقة نقش والشهيد باسل الاعرج والراحلة مها نصار، وشكر في كلمته ضيوف الفعالية من السويد وسويسرا والمانيا وكندا، وختم بتوجيه تحية لنساء مسرح الحرية؛ مريم ابو عطية (ام محمد)، رانيا وصفي، يوهانا فالين، ميكائيلا ميراندا، اسراء عورتاني، براء شرقاوي، حنين الحاج ابراهيم، سوزان وصفي، اماني التتر، نادية ديسي، & شيرين جرار.
ثم انتقل الحديث لرئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وفاء العفيف والتي تحدثت فيها عن المرأة الفلسطينية التي تضحي وتناضل يوميا في ظل ظروف حياتية واجتماعية واقتصادية وسياسية صعبة، ودورها في مواجهة هذه الظروف وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي الذي يهدف للالتفاف حول حقوقنا الوطنية كحق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وأكدت وفاء العفيف بدورها بضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ومواصلة العمل في الأطر الوطنية لتحديث القوانين والأنظمة بما ينهي كافة أشكال التمييز ضد المرأة، والعمل على الارتقاء بالمكانة الاجتماعية للمرأة، واشارت العفيف الى ان هذه المناسبة تأتي ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد شعبنا، واستمرار الاستيطان وبناء المستوطنات، واستمرار تهويد العاصمة الفلسطينية القدس، وكما يأتي الثامن من آذار بعد مرور أكثر من 3 سنوات على مصادقة الرئيس محمود عباس على انضمام دولة فلسطين إلى اتفاقية مناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" دون تحفظات والعمل على موائمة كافة القوانين والتشريعات.
أما آنا سوفي نيلسون القنصل العام للقنصلية السويدية في كلمتها شكرت مسرح الحرية على الدعوة لحضور الاحتفال، وتحدثت عن التحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية، وأشارت أنه ليس اليوم يوم للمرأة فقط، بل كل يوم هو يوم المرأة، وتحدثت نيلسون أيضا عن السبب في أن الحكومة السويدية قررت تشكيل السياسة الخارجية النسوية، مع أن السبب الرئيسي هو الحاجة إلى العمل من أجل المساواة بين الجنسين للوصول للمجتمع حر شامل، وأضافت نحن بحاجة إلى حظر العنف والتمييز ضد المرأة في كل جانب من جوانب المجتمع، ونحن بحاجة أيضا لتشمل الرجل والأولاد في المناقشة، لتمكين المرأة من مساحة أكبر. اليوم ونحن نحتفل ليس بالنساء فقط بل أيضا الثقافة والتعبير بحرية.
وعلى أنغام العود والكمنجة قدمت فرقة الجدايل من جمعية الكمنجاتي عرضا موسيقيا قدمته فتيات عازفات بقيادة الموسيقي إياد استيتي، وبعدها انتقل الجمهور مع مركز نقش للفنون الشعبية والذي قدم عرضا فلكلوريا على شاكلة لوحات تعبيرية ترافقت مع اغاني لفرقة العاشقين واحمد قعبور موسيقى لفرقة الفنون الشعبية؛ شفت السبع ويا نبض الضفة (لينا النابلسي) وما بين حيفا وجنين.
وكما قدمت جميعة الكمنجاتي فيديو كليب بعنوان "باسم النساء" والذي تضمن فيلم قصير تمثيلي حول حياة المرأة والواقع الذي تعيشه، وقد انبثقت فكرة الأغنية من المبادرة الشبابية التي تـــــُــوّجَت من خلال مشروع مناهضة العنف المبني على النوع الإجتماعي، والذي نفذته مؤسسة الرؤية العالمية لمدة ثلاث سنوات (2013-2015)، بالشراكة مع وزارتي: شؤون المرأة والتربية والتعليم، ومؤسسة بيالارا، وجمعية الكمنجاتي الموسيقية، وطاقم شؤون المرأة، وبالتعاون مع المجالس المحلية والنوادي التابعة لقريتي دير أبو مشعل وخربثا بني حارث.
واختتم الاحتفال بالعرض المسرحي "خولة" من إنتاج مسرح الحرية وأداء وإخراج علاء شحادة والذي يحاكي قصة واقعية لإمرأة فلسطينية، والتي تعبر عن حالة اجماع وقواسم مشتركة تعيشها المرأة العربية، بمشاهد عن حياة المرأة العربية عامة والفلسطينية خاصة، تمضي المرأة في شكواها من التحرش الجنسي إلى المشاكل العاطفية، وواقع الوضع الفلسطيني الداخلي، إلى أحلام الفتاة وسط مجتمع ذكوري، والخوف يمنع خولة من الحديث، الحالة الاجتماعية متزوجة وهي هوية مؤرقة بحد ذاتها فقد كانت الزوجة الثانية، وهذا يعني أنها هدمت بيت آخر، وبالتالي فهي معرضة للكثير من الإشاعات، رغم أن خولة لم يتح لها حتى اختيار زوجها، أي ظروف تلك خوف ظلم حرمان لا خيار ولا قرار ، خولة مجرد أداة وأقل من أن تكون ردة فعل، خولة تعيش ميتة بجثة هامدة بلا أمل، وخولة هي المرأة الممنوعة المحظورة، هي الجزء الخفي الغامض، هي الفضاء المتخيل الحالم الضائع المطيع.
وفي نهاية الفعالية قدمت مختبرات ميدكير ومستشفى الشفاء الورود الجميلة من القرنفل بألوانه الجملية لجميع النساء الحاضرات في الاحتفال.