التحقيقات مع رئيس الوزراء وإمكانية أن ترفع ضده لائحة اتهام تجبره على الاعتزال أدت الى تضخم حاد في من يرون أنفسهم مرشحين لخلافته في «الليكود» وفي الأحزاب الأخرى، ويسارعون الى الاعلان عن ذلك، أحيانا بعجلة زائدة.
خذوا مثلا رئيس «الشاباك» والرئيس السابق، النائب آفي ديختر، الذي بصعوبة نجح في الدخول الى الكنيست الحالية في هوامش قائمة «الليكود». فقد أعلن فجأة أنه سيتنافس على رئاسة «الليكود» والحكومة، حتى ضد نتنياهو. وفي الغداة سارع الى الاصلاح؛ لانه لن يفعل ذلك في الانتخابات القريبة القادمة، بل فقط في تلك التي بعدها، على افتراض أو على امل أن نتنياهو على ما يبدو لن يكون في حينه في اللعبة.
هذا لن يساعده. بيبي لا بد أنه لا يحب هذه الفرضي؛ فهو أعلن بأنه سيبقى هنا ولزمن طويل آخر، وتحدد ديختر منذ الآن بلا شك في البيت الذي في شارع بلفور كعدو كبير. ولنرَه الان ينجح في أن ينتخب في قائمة «الليكود» للكنيست القادمة.
اصطلاح «ما بعد نتنياهو» بات نوعا من الضمانة لكل المرشحين في «الليكود» من غضب وثأر البيت الواقع في شارع بلفور 3. ولكن هذا لن يساعدهم ايضا. فنتنياهو الشكاك لا يصدقهم. اسرائيل كاتس، جلعاد اردان، جدعون ساعر وامثالهم ممن أعلنوا انهم سيتنافسون أو من المتوقع أن يتنافسوا، يقصون في بيت نتنياهو بحكم النفور والخطر.
فثمة احباط مركز قام به بيبي ضد وزير الدفاع السابق، بوغي يعلون، الذي لم يتحدث عن «ما بعد نتنياهو» ولكنه تبين بقوة منصبه وشخصيته كخليفة لرئيس الوزراء. فقد طار كالصاروخ، ومن الواضح له أنه داخل «الليكود» لا يمكنه أن يفوز، وبالتالي فانه يحاول الان العودة الى الساحة على ظهر حزب خاص به. لا أصدق أنه يصدق بأن بوسعه أن يشكل حزبا ينتصر في الانتخابات القادمة. فهو يسعى على ما يبدو ليخلق لنفسه مهرا ذا وزن انتخابي، ليكون له ما يبيعه حتى يأتي ليرتبط بقوى اخرى قبيل الانتخابات. البداية ليست مشجعة: 4 مقاعد فقط في أول استطلاع. ولكن الاستطلاعات بشكل عام والاولى منها بشكل خاص، لا يمكنها أن تتنبأ بما سيحصل في المستقبل حقا.
يعلون مرشح مناسب لرئاسة الحكومة من ناحية تجربته وشخصيته وبالتأكيد مناسب اكثر من لبيد. ولكن يخيل أن السكين التي كانت بين اسنانه اثناء خدمته العسكرية أفلتت ولم تعد، وهو يعرف اليوم أن هذه السكين هي سلاح ضروري حتى في ميدان السياسة. بدونها من شأنه ان ينتهي كشاؤول موفاز.
يوجد ايضا زعيم «البيت اليهودي» نفتالي بينيت. فهو لم يقل أبدا «مابعد نتنياهو». من اللحظة التي دخل فيها السياسة وجه نفسه لقيادة اليمين ولرئاسة الوزراء، وليس بالذت لرئاسة الصهيونية الدينية الصغيرة عليه. من الواضح له أنه لا يمكنه ان يحقق هدفه في إطار «البيت اليهودي». يوجد سقف زجاجي انتخابي لا يمكن لهذا أن يحطمه. وهو يعرف انه من أجل تحقيق حلمه عليه أن ينخرط في «الليكود» وينتصر هناك، أمام نتنياهو أو بعده، المهمة التي لا تبدو في هذه اللحظة واقعية.
وفي هذه الاثناء تطل أيضا زوجته السياسية، الوزيرة آييلت، شكيد التي قد تتنافس على رئاسة الوزراء. لا أدري اذا كان بينيت فوجئ، ولكنها سارعت الى الايضاح: بعد نتنياهو وبينيت. «إذاً، حسنا»، كان يقول عن هذا اسحق شامير. وفي كل الاحوال، اذا قاد الاثنان حزبهما الى الاندماج في «الليكود» من أجل اهدافهما الشخصية، فانهما سيفرضان على الصهيونية الدينية – الفكرة والايديوجيا – التي ستبقى ملجومة في الميدان، انتظاما سياسيا متجددا لا يمكن ان نعرف ماذا سيكون وجهه. اما ليبرمان فنبقيه الى مقال آخر.
عن «معاريف»