وثق تحقيق جديد لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، "بتسيلم" نشرت نتائجه اليوم الخميس، المزيد من اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق فتية وأطفال فلسطينيين.
وأشار المركز في تقرير له شمل إفادات لأطفال وفتية بالخصوص، إلى أن نساءً وفتيات شاهدن اشتباكات وقعت في قرية سعير، الواقعة شمال شرق مدينة الخليل في الضفة الغربية، طاردهنّ أفراد مما يسمى شرطة حرس الحدود واعتدوا عليهنّ.
وبين انه بتاريخ 20-1- 201، اشتبك جنود ورجال مما يسمى شرطة حرس الحدود الاسرائيلي، مع أطفال وفتية في القرية. ورشقت مجموعة من الأطفال والفتية الحجارة على رجال قوات الأمن الاسرائيلية، وأطلق هؤلاء بِدَورهم الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
وأورد التحقيق انه وقفت سبع فتيات من عائلة جرادات بالقرب من أحد منازل العائلة يشاهدنَ الاشتباكات. وان أربع سيارات جيب تابعة "لشرطة حرس الحدود" وصلت إلى المكان، وبدأ رجال الشرطة الاسرائيلية الّذين نزلوا منها بمطاردة الفتية الّذين هربوا من المكان. كذلك قامَت بنات عائلة جرادات بالهروب.
ووثّق مصوّر وصل إلى المكان بالفيديو نهاية الحادثة، حيث يشاهَد شرطي ملثّم من "حرس الحدود" وهو يمسك بقوّة ذراع خديجة جرادات (13 عامًا)، بينما يقوم ضابط حرس الحدود بدفع والدتها التي كانت تحاول مساعدتها. وصوّرت الكاميرا الشرطي يطلق سراح خديجة ويهاجم ابنة عمها، ضحى بدوي (20 عامًا)، موجّهًا ضرباته إلى رأسها.
وتبين من تحقيق "بتسيلم" أنّ سراج جرادات (28 عامًا) هربت مع ابنة عمّها سمر(10 أعوام) إلى منزل الأخيرة، حيث كانت ثلاث من أخوات سراج (هبة، 18 عامًا؛ شيرين، 17 عامًا؛ وكفاح 11 عامًا). أغلقت الفتاتان من خلفهنّ بوّابة ساحة المنزل الحديديّ ودخلن إلى البيت. وعندها، سمعتا طرقًا قويًا على باب المنزل.
وتفيد أقوال سراج وهبة، أنّ رجال شرطة الاحتلال "خبطوا" الباب وركلوه إلى أن كسروا القفل ودخلوا إلى المنزل. ولخوفهنّ من عناصر شرطة الاحتلال أخذت الفتاتان في الصراخ والتصقت واحدتهنّ بالأخرى. وتوجّه أحدهم إلى سراج، أمسك بكتفها وشدّها خارج المنزل. أخذت سراج تبكي وتصرخ، وقالت "للشرطي" إنها لم تفعل شيئًا.
وأكد المركز الحقوقي الإسرائيلي، أن السلوك العنيف من قبل رجال "شرطة حرس الحدود"، الذي اعتقلوا واعتدوا وضربوا نساء وفتيات، أصغرهنّ تبلغ من العمر 13 عامًا، تندرج ضمن سلسلة طويلة من الحوادث التي وثقها "بتسيلم" على مدار السنين، والتي استخدم خلالها عناصر قوات الاحتلال، العنف ضد أطفال وفتية فلسطينيين. وقال: إنّ تكرار الاعتداءات، إلى جانب عدم مساءلة مرتكبيها، لهو دليل على موافقة ذوي الرّتب العليا في الجيش، ولو عبر صمتهم وتغاضيهم عنها.