افتتاح أسوأ فندق في العالم ببيت لحم رسمياً

افتتاح اسوأ فندق في العالم ببيت لحم رسمياً
حجم الخط

افتتح الإثنين فندق بجوار الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل في مدينة بيت لحم، أمام النزلاء للمرة الاولى، وهو مشروع لفنان الشارع البريطاني الشهير بانكسي بهدف إسماع صوت الفلسطينيين، بحسب القيمين عليه.

وفندق "وولد أوف"، يبعد مجرد أربعة أمتار من الجدار الفاصل الذي يقطع الضفة الغربية المحتلة.

وتطل كل غرف الفندق التسع على الجدار، وهو "أسوأ مشهد لفندق في العالم" بحسب تعبير الفنان بانكسي، وتتراوح تكلفة الإقامة فيه لليلة الواحدة بين ثلاثين دولارا و965 دولارا للجناح الرئاسي.

ووصف الفنان، الذي مقره مدينة بريستول البريطانية ولا يعرف هويته الحقيقية إلا المقربون منه، الفندق بأنّه صاحب "أسوأ الإطلالات على الإطلاق بين فنادق العالم."

غير أن هذا لم يردع النزلاء عن التوافد إليه.

وقال أحد الزوار القادم من ملبورن في أستراليا "جئت لأنني سمعت أن بانكسي قد افتتح فندقا وأنا شغوف برؤيته."

وأضاف قائلا "أردت المجيء لمعاينته ومشاهدة الضفة الغربية أيضا."

"الفندق ذو الإطلالة الأسوأ. انه مثير للاهتمام فعلا وفريد من نوعه."

وقال مدير الفندق وسام سلسع، الذي أبقى المشروع سرا لأكثر من عام حتى انتهاء العمل فيه وتدريب طاقم الموظفين المحلي، إن الفندق محجوز بالكامل حتى الثامن من يونيو/حزيران.

وأضاف قائلا "نحن نتوقع وصول 18 ضيفا مساء اليوم من أصقاع مختلفة من العالم. من بريطانيا والولايات المتحدة وسويسرا والسويد وأستراليا وفنلندا."

وقالت فيرا بابون رئيسة بلدية بيت لحم إن الفندق "إضافة مهمة جدا لكيان بيت لحم كمدينة سياحية."

وأضافت قائلة "قيام بانكسي برسم جدارياته في الفندق له رسائل سياسية هامة" مشيرة إلى إنها ستجذب انتباه العالم إلى احتلال إسرائيل للضفة الغربية الذي بدأ بعد حرب الأيام الستة في يونيو/ حزيران 1967 .

وجدران غرف النوم والممرات تزينها رسوم للجرافيتي نقشها بانسكي. وفي إحدى الصور يظهر جندي إسرائيلي وشاب فلسطيني ملثم في معركة وهمية وفي مدخل الفندق يقف تمثال لخادم الفندق في صورة شمبانزي يحمل حقيبة تسقط منها الملابس.

وسيضطر النزلاء إلى دفع وديعة بقيمة ألف دولار كضمانة، إذ إن أعمال الفنان البريطاني المشهور على مستوى العالم تزين جدران الغرف.

وقال مدير الفندق وسام سلسع إن الفندق محجوز بالكامل تقريبا اعتبارا من الإثنين وعلى مدى الأشهر الثلاثة المقبلة.

وأضاف لوكالة فرانس برس "سيصلنا اليوم قادمون من ست دول مختلفة، وأعتقد أن معظم النزلاء يأتون خصيصا للإقامة هنا".

وبعد ظهر الاثنين، انشغل موظفو الفندق الذين ارتدوا معاطف حمراء اللون بتقديم الشاي والسلطة في بهو الفندق، بينما بدأ عدد من السائحين بالتجول بين المتحف ومعرض الفندق الذي يبيع قطعا فنية فلسطينية.

وقالت بيا كوفمان، وهي ألمانية تعيش في تل أبيب إنه "من المهم رؤية الجانب الآخر" من الصراع.

وأكد سلسع أن كل الأرباح ستذهب لغايات إجتماعية.

وقال "كل من يأتي إلى هنا يعرف أن هذا المشروع (..) يُسمع صوت الفلسطينيين".

وتبرع الفنان البريطاني بهذه المجموعة الفنية التي تعد الأكبر له، للفلسطينيين، وفقا للموقع الالكتروني للفندق.

وبانكسي فنان شارع بريطاني مشهور جدا، لكنه لا يعلن هويته الحقيقية ولا يكشف وجهه، ولم يحضر في يوم افتتاح الفندق.

ويقول بانكسي إن النزاعات تشكل مصدر إلهام له، وكذلك الجدار الفاصل والأراضي الفلسطينية عموما.

في العام 2002، بدأت إسرائيل تشييد الجدار الفاصل المؤلف من كتل من الإسمنت بارتفاع أمتار عدة، والذي تصفه بأنه ضروري لوقف عمليات التسلل من الضفة الغربية المحتلة، فيما يصفه الفلسطينيون بأنه "جدار فصل عنصري".

ويفصل الجدار بشكل خاص بيت لحم عن القدس التي تبعد عنها أقل من عشرة كيلومترات، والبلدات الفلسطينية المجاورة.

ومن الجانب الفلسطيني، تحول الجدار إلى مكان للاحتجاج والتعبير السياسي الفني.

وهذا المشروع ليس الأول لبانكسي في الأراضي الفلسطينية، ففي العام 2007، أمضى بعض الوقت في بيت لحم، وترك فيها عددا من اللوحات الجدارية، منها صورة لفتاة صغيرة تفتش جنديا ويداه مرفوعتان وسلاحه ملقى إلى جانبه.

وكان بانكسي حينها برفقة نحو 15 فنانا آخر، وقد أقام سرا في المدينة التي ولد فيها المسيح، وقدم أعماله في معرض قرب كنيسة المهد.

وذهبت عائدات المعرض إلى أعمال خيرية يستفيد منها الأطفال والمستشفيات الفلسطينية.

وتباع بعض أعمال هذا الفنان بمئات آلاف الدولارات في المزادات.

في العام 2005، رسم بانكسي تسع لوحات على الجدار، وكان يشدد على أن هذا الجدار غير قانوني، وأنه صار يشكل "افضل وجهة لرسامي الجداريات".

ومن الرسوم التي طبعها على الجدار سلم، وفتاة صغيرة تحملها بالوناتها، ونافذة تطل على مشهد وادع، للدلالة على أثر الجدار على حياة الفلسطينيين.

في العام 2015، دخل بانكسي خلسة إلى قطاع غزة من خلال الأنفاق السرية، وهناك رسم ثلاث جداريات في القطاع المحاصر منذ أكثر من عشر سنوات.

بدأت شهرة بانكسي تلمع في العام 2003، بسبب رسوم غريبة على جدران لندن، منها صور لحراس ملكيين يبولون على جدار، وتبادل قبل بين عناصر شرطة، لكنه ما زال لا يكشف عن هويته الحقيقية.