قي أواخر العام 2016 صدر ديوان "حروف على أشرعة السّحاب" لابن قرية بيت صفافا المقدسيّة نعيم عليان.
ويقع الدّيوان الذي صمّم غلافه محمد حلمي الرّيشة وقدّم له رائد الحوّاري في 100 صفحة من الحجم المتوسّط.
بعد قراءتي لهذا الدّيوان لاحظت الفارق الكبير بينه وبين ثلاثة الدّواوين السّابقة للشّاعر وهي: "نقش الرّيح" و"رقص الضّوء" و "أجنحة الأنين".
ففي هذا الدّيوان ارتقى الشّاعر بلغته وبجملته وصوره الشّعريّة بطريقة لافتة، وهذا يدلّل بأنّ الشّاعر قد استفاد من تجاربه السّابقة، فقدّم للقارئ ما يستحقّ القراءة. وما يستحقّ الوقوف عنده.
وقد لفت انتباهي عنوان الدّيوان" حروف على أشرعة السّحاب" فماذا يقصد بها الشّاعر؟ فهل يعني أنّه بهذا الدّيوان قد أصبح يحلّق في سماء الشّعر مثلا؟ أم أنّه استمدّ عنوانه من مقولتنا الشّعبيّة "كلام بطيره الهوا"؟
ثمّ يهدي ديوانه إلى :" إلى .......أولئك الذين سكنت أرواحهم حلاقيم الطّيور"وحسب النّص الدّينيّ فإنّ أرواح الشّهداء هي التي تسكن "حواصل طيور خُضر".
وتوزّع مضامين القصائد بين الغزل وحبّ الوطن، وجمال الطّبيعة، والبكاء على الأطلال.وأغراض أخرى مثل الحرّية، فمثلا في قصيدة "سلاسل الخوف" ص45، جاء:
حين حملتني روحي العطشى
حيث يسكن النّسر
صغرت في عيوني
امبراطوريّة الغربان
المسكونة بسلاسل الخوف"
فروح الشّاعر تطمح للمعالي حيث تسكن النّسور قمم الجبال الشّاهقة، فصغرت في عينيه الدّنيا، وهو هنا يتوق إلى الحرّيّة. ونرى مدى تأثّر الشّاعر بالحرب الكونيّة على سوريّا لتدميرها وقتل وتشريد شعبها، وتبلغ المأساة ذروتها بالطفل الكرديّ السّوري"غيلان" الذي قذفه البحر جثّة هامدة على شواطئ تركيا، فيكتب قصيدته المؤثّرة بعنوان "عيلان" فيختم قصيدته قائلا:
" عيلان لا تحزن
جدّك الأيّوبيّ منتظر
طيرا إلى الجنّات صاعدا" ص44.
وفي قصيدته "العشاء الأخير" ص25 يختزل معاناة الفلسطسيني الذي يولد وبيمينه شهادة ميلاده، وبيسراه شهادة استشهاده.
أمّا الغول وما صاحبه من جماليات فقد ورد في أكثر من قصيدة.