نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في العاصمة الكوبية هافانا، مهرجانا سياسيا ثقافيا امميا بمناسبة انطلاقتها الـ48.
جاء ذلك يوم 22 آذار في مقر الاتحاد العربي، بحضور وفود رسمية من الحزب والمنظمات والمؤسسات، والسلك الدبلوماسي، واحزاب وحركات التحرر، وحشود فلسطينية وعربية واجنبية.
تقدم الوفد الكوبي ممثلا عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، كلارا بوليدي منسقة افريقيا والشرق الاوسط في العلاقات الدولية، والفريدو ديريشي رئيس اتحاد المؤسسات العربية في امريكا (في آراب اميركا) والاتحاد العربي الكوبي، وهيدي فييوينداس رئيسة المنظمة القارية لامريكا الاتينية والكاريبي (اوكلاي)، وماريو مولينا مسؤولة الدائرة السياسية لمنظمة التضامن مع شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية (اوسبال)، والينا رودريغز نائبة رئيس الحركة الكوبية من اجل السلام، وخوسي برييتو مدير افريقيا والشرق الاوسط في المعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب (ايكاب)،وانيبال بارريدو عضو اللجنة الوطنية ومسؤول العلاقات الدولية في فيدرالية الطلبة الجامعيين، وصف من الشخصيات السياسة وقيادات وكوادر من الحزب، والبرلمان، ووزارة الثقافة، والشبيبة، والايكاب، والاوسبال، و منظمة الصداقة الكوبية-العربية، وقيادة الاتحاد العربي، واتحاد النقابات، والمراة، وتجمع مدربين الفنون التابع للشبية.
وشارك عدد من سفراء ودبلوماسيين عرب وافارقة ولاتين واسيوية، والسفير الفلسطيني الدكتور اكرم سمحان وطاقم السفارة، ووفد دبلوماسي وعسكري فنزويلي ترأسه كارلوس استاغا نيابة عن السفير وعدد من موظفي السفارة والوفد العسكري مكون من الملحق العسكري البحري الادميرال بينيامينو ليلويا، والملحق العسكري للحرس الوطني الجنرال رامون بالسا لييوتا، وممثلين عن حركات تحرر واحزاب و قوى تقدمية لاتينية و اوروبية، وايضا مدراء و اساتذة من جامعات ومعاهد كوبية، وممثلبن عن الفصائل الفسطينية وانصار الجبهة الديمقراطية، وحشود فلسطينية وعربية وافريقية ولاتينية.
وبدأ النشاط باستذكار الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، ووقف الحضور دقيقة صمت تخليدا لذكراه.
وتم عرض فيلم يحكي حياة الاسير سامر العيساوي صاحب الاضراب الاسطوري في السجون الاسرائيلية، والنضالات والمعانات الممارسة ضد الأسرى.
في الجانب الثقافي، قدمت مجموعة من انصار الجبهة الديمقراطية فقرات فولوكلورية شعبية فلسطينية.
وتحدث خلال المهرجان، ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وممثلة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، وممثل الثورة البوليفارية الفنزويلية.
وشكر ممثل الجبهة الديمقراطية وليد ابو خرج، الحضور، مشيرا أنه يدل على الالتزام المبدئي والثابت والاممي مع نضالات الشعب الفلسطيني.
وقدم من جديد التعزية للحزب والشعب الكوبي بوفاة قائد الثورة الكوبية، مشيدا بمواقفه المساندة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية وشعوب العالم الثالت بوجه العدوان ومن اجل التحرر من الهيمنة الامبريالية.
وأكد أن غياب القائد الكوبي يشكل ضربة قاسية لحركات التحرر العالمية، مشيدا بدور كوبا الوطني والاممي تحت قيادته.
واعتبر ان فيدل كاسترو لازال حيا بافكاره ومبادئه التي تجسدت بدور كوبا المميز في دعم نضالات الشعوب من اجل التحرر وبناء مجتمعات العدل والتطور والمساواة والاشتراكية.
كما قدم التعزية لشعب فنزويلا بوفاة الزعيم الاممي وقائد الثورة البوليفارية هوغو شافيز، مشيدا بدعمه لنضالات الشعوب المقهورة و في مقدمتهم الشعب الفلسطيني.
وذكر بموقف كاسترو بقطع العلاقات مع اسرائيل منذ بداية السبعينات، وهوغو شافيز وايفو موراليس خلال العدوان على غزة عام 2012.
وأدان الحصار على كوبا الذي لازال منذ اكثر من 55 عاما، وسياسات و مناورات الرجعية المتحالفة مع الامبريالية بضرب الاستقرار في دول امريكا اللاتينية، والعمل على اجهاض الثوراث و المتغيرات التقدمية الجارية، ومحاولة الانقلاب على شرعية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، كما حدث في البرازيل حين تم الانقلاب على الرئيسة الاشتراكية ديلما روسيف من خلال البرلمان ومن وراء ظهر الشعب و الانتخابات الديمقراطية التي فازت بها.
وتناول الوضع العربي والظروف الماساوية التي تعيشها شعوب المنطقة ومستوى الضرر الذي يلحق بالقضية الفلسطينية نتيجة ما يجري.
وأكد" ندرك ما تقوم به الادارة الجديدة في الولايات المتحدة من سياسة التدخلات والمواقف الاكثر عداء لقضايانا، وزيادة حضورها العسكري، وتغذية النعرات الطائفية والعرقية، والحروب المحلية، وتقسيم المنطقة واستنزافها واغراقها في الصراعات".
وأعلن موقف الجبهة الرافض لكافة الاعمال الارهابية على يد القوى الظلام والتي تستعمل الدين كغطاء وتبرير وتحلل القتل والتدمير للمدنيين.
وشدد على ان المشاكل العربية الداخلية يفترض ان تعالج من قبل العرب و بدون تدخلات خارجية، و ان تعتمد على حلول اساسها اعطاء اعتبار لطموح شعوب المنطقة في بناء مجتمعات ديمقراطية تضمن الحرية و تحترم حقوق الانسان، وضمان الحق في تطوير الاقتصاد الوطني، والعدالة الاجتماعية، و تحديدا للفقراء، وفرص العمل والتعليم والصحة والحياة الكريمة للجميع.
وعرض مراحل نضال الجبهة الديمقراطية منذ انطلاقتها عام 69 من اجل الوصول الى الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني المتمثلة في الاستقلال وبناء الدولة على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين واطلاق سراح كافة اسرى من سجون الاحتلال، مؤكدا على اسناد الجبهة الدائم للشعب في اراضي ال 48 للمحافظة على الهوية الوطنية والنضال ضد التمييز العنصري والتهميش الذي يمارس بحقهم و يهدد وجودهم.
وقال إن الجبهة الديمقراطية تدخل عاما جديدا من مسيرتها الكفاحية في الدفاع عن الثورة و الشعب، وفي الدفاع عن حق العودة وحماية شعبنا في المخيمات ومن اجل العيش بكرامة الى حين العودة للوطن، وفي الدفاع عن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعب فلسطين.
وطالب بالتوجه الى محكمة الجنايات الدولية لتقديم شكوى ضد المسؤولين الإسرائيليين لإرتكابهم جرائم حرب بحق الشعب، وعزل دولة إسرائيل بإعتبارها دولة خارجة عن القانون وتنتهك قرارات الشرعية الدولية وحقوق الإنسان.
وأكد أن الجبهة الديمقراطية وهي تستقبل عاماً جديداً، تؤكد على مواصلة المسيرة، رغم الصعاب والعراقيل، وبكل ما يتطلبه ذلك من بذل جهد وعطاء وتضحيات.
وحيا عائلات شهداء الجبهة الديمقراطية، وكل شهداء فلسطين وشعوبنا العربية وحركات التحرر في العالم، مجددا العهد بالوفاء لدماء كل شهيد قدم حياته دفاعا عن نبالة قضيته وفي سبيل التحرر، وإلى الاسرى في سجون الاحتلال الوعد بمواصلة الكفاح لاطلاق سراحهم، معتبرا أن فجر الحرية قادم لا محال، والتحية الخالصة إلى مناضلين الجبهة حاملين راية النضال بكل اشكاله مهما كانت التضحيات، على طريق العودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة.
وفي كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، هنأت كلارا بوليدو اللجنة المركزية للحزب الى الجبهة الديمقراطية وقيادتها في مناسبة الانطلاقة الثامنة والاربعين.
وقالت إن القصية الفلسطينية تجمعنا من جديد في هذا اليوم المميز لمناسبة تاسيس منظمة متماسكة وتكافح الى جانب الشعب سبيل الحقوق الوطنية. وأشارت الى أن نضال الجبهة الديمقراطية يحفز احزاب وشعوب العالم من اجل الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ونضاله العادل.
وأدانت جرائم القتل والاعتقالات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في مختلف المناطق المحتلة.
وأعادت التأكيد على سياسة للثورة الكوبية تجاه القضية الفلسطينية والداعمة لحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وبناء دولته المستقلة، وحق اللاجئين بالعودة، والاسرى بالحرية، والقدس عاصمة الفلسطينيين.
وأشارت الى ان الادارة الامريكية الجديدة تقف الى جانب العدوان و الاحتلال، وتدعم الحكومة الاسرائيلية في بناء المستوطنات، وقامت بالاعلان عن نيتها نقل السفارة الامريكية الى القدس في خطوة عدائية جديدة.
واضافت ان اسرائيل تتجاهل قرارات هيئة الامم الخاصة بالقضية الفلسطينية، وتتمادى بسياسة القمع و سرقة الاراضي الفسطينية على مرأى ومسمع الولايات المتحدة.
وأدان علي رودريغيز أراكي سفير الجمهورية البروليفارية الفنزويلية الدعم الامريكي للحكومة الاسرائيلية التي تتمادى في اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني، واستذكر انه خلال حكومة الرئيس هوغو شافيز تدهورت العلاقات مع اسرائيل بشكل سريع و بالمقابل ازياد دعم الحقوق الفلسطينية، وطرد السفير الاسرائيلي في مناسبتين خلال عدوانها على غزة و لبنان، وكذلك فعلت بوليفيا.
وقال إنه لمن المفيد الاشارة الى أن اول الاتصالات من اجل بناء العلاقة الفلسطينية مع الثورة البوليفارية والقائد شافيز كانت من خلال الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وعرض الخطوات المتعاقبة في العلاقة مع فلسطين والدعم واللقاءات مع الجهات الفلسطينية، والخطوات المتعاقبة والمساندة للقضية في كافة المحافل، والدعم الانساني للشعب الفلسطيني، وادانة اسرائيل امام اعتداءاتها المتواصلة على الفلسطينيين.
وتناول الوضع الماساوي للاسرى الفلسطينيية في السجون الاسرائيلية الذي يزيد عددهم عن 7 الاف، معلنا وقوف فنزويلا الى جانب نضالهم من اجل الحرية.
واختتم بتقديم التضامن الغير محدود للقضية والشعب الفسطيني، موجها تحية ثورية بوليفارية بمناسبة الانطلاقة للامين العام للجبهة الديمقراطية، نايف حواتمة.