أكد ممثل منظمة التعاون الاسلامي لدى دولة فلسطين السفير أحمد الرويضي، متابعة منظمة التعاون الإسلامي وأمينها العام وأجهزتها المختلفة للاعتداءات الاسرائيلية على القدس ومقدساتها.
وأكد الرويضي متابعة مكتب المنظمة لدى فلسطين للانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية في القدس وتوثيقها بتقارير دورية ونقلها من خلال الأمانة العامة الى المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان الدولية بالتنسيق مع دولة فلسطين، وأشار الى الدعم الذي تقدمة المنظمة للقدس ومؤسساتها من خلال الأجهزة التابعة لها. جاءت أقوال السفير الرويضي خلال الورشة التي نظمها المركز الفلسطيني للإرشاد وبدعم من منظمة التعاون الإسلامي ومكتبها التمثيلي لدى فلسطين اليوم الاثنين، في مركز اسعاف النشاشيبي في القدس الشريف حول "اعتداءات الاحتلال وتأثيرها على ظاهرة العنف داخل الأسرة والمجتمع الفلسطيني في القدس" بحضور ممثلين عن مؤسسات محلية ودولية.
وقال السفير الرويضي إن الورشة تم دعمها باعتبارها تسجل شهادة حية من قبل أطفال مقدسيين تعرضوا للعنف الاسرائيلي بأشكاله المختلفة في مناطق مختلفة في القدس وبشكل خاص في البلدة القديمة وسلوان وجبل المكبر والعيسوية. وأكد التزام منظمة التعاون الاسلامي بدعم الموقف الفلسطيني السياسي في المحافل الدولية المختلفة، إضافة الى دعم الجهد القانوني التي تقوم به فلسطين لدى المؤسسات الدولية ومحكمة الجنايات الدولية.
وكانت الورشة ناقشت تقرير الاعتداءات والذي أشرف على إعداده فريق بحث ترأسه المركز الفلسطيني للإرشاد، وأعدّه باحثون أطفال من عدة أحياء مقدسية، واعتمد على جمع معلومات حول وضع الأطفال النفسي والاجتماعي والتربوي جراء تأثير سياسات الاحتلال في مناطق سكاناهم.
وتركز البحث بشكل خاص على القضايا التالية: الاعتقال، والحبس البيتي، والإبعاد عن المنزل، هدم المنازل والمنع من الدخول لباحات المسجد الاقصى المبارك ومنع العبادة والاقتحامات الليلة للبيوت.
وافتتحت الورشة مديرة المركز الفلسطيني للإرشاد السيدة رنا النشاشيبي التي شكرت في كلمتها الجهات المانحة لإعداد التقرير وإقامة الورشة، وأكدت أن الدراسة أعدت بمشاركة الاطفال وهدفت الى التأكيد على قدرة الأطفال على التأثير في بيئتهم وقدرتهم على قيادة التغير الحقيقي في مجتمعاتهم، وأشارت الى أن الورشة هدفها تسليط الضوء على اعتداءات وممارسات الاحتلال اليومية التي يتعرض لها الأطفال في القدس والأثر النفسي والاجتماعي الناتج عن وجود مستمر للقوات العسكرية والأمنية الاسرائيلية والاعتقال والتفتيش وغيرها من الممارسات، وتركز بشكل خاص على ظاهرة العنف في العلاقات داخل البيت والأسرة والعوامل الكثيرة التي تشارك في الأثر النفسي الاجتماعي للحرب والصراع المسلح.
وشكرت النشاشيبي بشكل خاص المؤسسات الشريكة: مكتب تمثيل منظمة التعاون الاسلامي لدى فلسطين الراعي للورشة، وسكرتاريا حقوق الانسان والقانون الدولي، ومركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان.
وتناول الأطفال في بحثهم تجربتهم بلغتهم الخاصة ومشاعرهم تجاه العنف الممارس ضدهم من اعتقال وهدم منازله وحرمانهم من العبادة بحرية في المسجد الاقصى المبارك، والآثار النفسية والتعليمية المترتبة عليهم نتيجة لذلك، محملين الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حرمانهم من حوقهم في الحماية والصحة والتعليم واللعب وغيرها من الحقوق المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل. وأشاروا في مداخلاتهم الى شعورهم بالغضب والخوف والاضطهاد وانعدام الأمن وأصبحوا يعانون من مشاكل في الأكل والشرب واستخدام الحمام، وتظهر عليهم علامات العزلة الاجتماعية والأعراض النفسية والاجتماعية.
وكانت الورشة قد استمعت إلى عدة مداخلات شملت مداخلة تناولت البعد القانوني تحدثت خلال السيدة فاطمة ناصر الدين من مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، وأخرى حول دور اليونسيف في مراقبة انتهاكات حقوق الاطفال في القدس تحدث خلاله السيد ماثيو دالينغ، وأخيرة لمؤسسة أطفال الحرب الهولندية تحدثت بها السيدة أنا باريت، حول أولوية المشاريع التي تستهدف الأطفال في القدس من وجهة نظر مؤسستها.
وخلصت الورشة في جلستها الأخيرة الى مجموعة توصيات، أهمها: الضغط على المؤثرين في السياسات الاسرائيلية لإيقاف سياسة العنف الممنهج ضد الأطفال خاصة الاعتقال والحبس المنزلي لما له من آثار قاسية على الأطفال، وإيقاف سياسة العقوبات الجماعية ضد العائلات الفلسطينية في القدس وفضح سياسات الاحتلال الموجهة ضد الأطفال، وتوفير برامج تقدم خدمات نفسية اجتماعية للتعامل مع الأطفال الذين يتعرضون للعنف أو الاعتقال أو الحبس المنزلي، بما فيها برامج تهدف الى مساعدة الأطفال في المحافل الدولية وأخرى تستهدف أهالي الأطفال الذين يتعرضون للعنف.