افتتحت وزارة الثقافة الفلسطينية، بالتعاون مع المكتب الإعلامي الحكومي، والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وبلدية غزة، ومركز البادية الثقافي، معرضاً فنياً بعنوان "صور حديثة" تضمن المدن والقرى الفلسطينية، بمناسبة الذكرى الـ 41 ليوم الأرض، في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة.
ورحب المتحدث باسم وزارة الثقافة بالحضور، شاكراً تلبيتهم الدعوة لإحياء يوماً مجيداً يجسد نضالات الشعب الفلسطيني، ولإحياء هذا اليوم الذي انتفضت فيه الجماهير الفلسطينية بالداخل المحتل في سخنين والجليل والمثلث والنقب.
بدورها، قالت النائب بالمجلس التشريعي هدى نعيم، إن يوم الأرض يمثل دماء الشهداء التي روت فلسطين، وأعضاء الجريح التي فقدها دفاعاً عن أرض الوطن، وزهرة شباب الأسير التي قضاها داخل المعتقلات الإسرائيلية.
وأكدت نعيم خلال حديث خاص بمراسل وكالة "خبر"، على أن هذا اليوم يعني الوفاء لهؤلاء جميعاً، ولأسرهم وزوجاتهم وأمهاتهم، مضيفةً "أن يوم الأرض يعني تجدد الثورة والغضب على الاحتلال، ومن يريد التفريط بالأرض، ويريد التنسيق الأمني مع الاحتلال وأن يلتف على المقاومة، ويسلم المقاومين للاحتلال".
وشددت على أن "فلسطين من بحرها إلى نهرها، ومن رأس الناقورة حتى أم الرشاش، هي أرض فلسطينية كاملة للفلسطينيين، لا تنازل أو تفريط بها".
من جانبه، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، إن هذا المعرض يأتي في سياق إحياء فعاليات يوم الأرض، مبيّناً أن المكتب الإعلامي الحكومي نظمها بالتعاون مع العديد من الجهات، من أجل إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في ذكرى يوم الأرض.
ونوه معروف خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، إلى أن الهدف من هذه الفعالية وغيرها، هو إعادة الاعتبار للأرض من خلال استخدام مصطلحاتها ومسمياتها وأسمائها، التي حاول الاحتلال أن يسلبها، بفرض مسميات جديدة.
وتعود أحداث هذا اليوم لعام 1976 بعد أن قام الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في الداخل المحتل، وقد عم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.
وتفيد معطيات لجنة المتابعة العليا - الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48- بأن إسرائيل صادرت نحو مليون ونصف المليون دونم منذ احتلالها لفلسطين حتى العام .1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، عدا ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة
كما أن السبب المباشر ليوم الأرض هو إقدام السلطات الاسرائيلية يوم التاسع والعشرين من شباط من هذا العام، على مصادرة نحو21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل ومنها عرابة، سخنين، دير حنا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها لإقامة المزيد من المستعمرات الصهيونية في نطاق خطة تهويد الجليل وتفريغه من سكانه العرب. وهو ما أدى الى إعلان الفلسطينيين الداخل وخصوصا المتضررين المباشرين عن إعلان الإضراب العام في يوم الثلاثين من آذار. وفي هذا اليوم أضربت مدن وقرى الجليل والمثلث إضراباً عاماً، وحاولت السلطات الإسرائيلية كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام بين المواطنين والقوات الإسرائيلية، وكانت أعنف الصدامات في قرى سخنين وعرابة وديرحنا.
وبلغت حصيلة أحداث يوم الأرض ستة من الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى أرض الآباء والأجداد وسقطوا دفاعاً عن حقهم وأرضهم، لأنهم يحبون وطنهم وأرضهم. إن الإنسان الفلسطيني يحب وطنه ويحن إليه دائماً إذا ما ابتعد عنه، فالوطن ليس مكان للعيش فقط، بل هو العنوان والملاذ والمستقر، هو جزء من حياة المواطن الفلسطيني، امتزج حبه بعقله وقلبه حتى أصبح الفلسطيني يضحي بالغالي والنفيس في سبيل تحريره وإحقاق حقوقه.