قال وزير الثقافة الدكتور إيهاب بسيسو لدى استضافته في برنامج "عاشق من فلسطين" الذي تنتجه وتبثه فضائية معاً ويعده ويقدمه د.حسن عبدالله إن استمرار الانقسام الفلسطيني يعني ببساطة ممارسة الانتحار الذاتي سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
وأضاف: لقد أفرز الانقسام حالة من الثنائيات في المجالات كافة وكأن هناك مشروعين متصادمين واحد في رام الله والثاني في غزة، مشيراً إلى أن الوزارة تسعى بأنشطتها وفعالياتها إلى تجاوز الانقسام والوصول إلى غزة، لكن ذلك يصطدم بمعوقات وعراقيل.
وحول دور المثقف الفلسطيني في هذه المرحلة، أوضح: اننا نطبق شعار الثقافة مقاومة، المستمد من الانتفاضة الأولى، فيما المطلوب من المثقف الآن تكريس وتعميم الرواية الفلسطينية وحمايتها من الاستهداف والطمس، بخاصة وأن إسرائيل تستخدم كل الوسائل لتمرير روايتها الباطلة إلى العالم.
وبيّن في المقابلة أن بداياته الثقافية تشكلت في غزة، وأنه تفتَحَ طفلاً على مكتبة والده التي ضمت أمهات الكتب، فقرأ كثيراً في الشعر والقصة والرواية، حيث كان والده شخصية عامة ونائباً لرئيس جمعية الهلال الأحمر الدكتور حيدر عبد الشافي، وأنه استمع طويلاً وملياً للحوارات الثقافية والفكرية بين والده وأصدقائه، وهم من كبار المثقفين في القطاع، وقد قدمت له هذه البيئة الثقافية حافزاً لتثقيف الذات، وصولاً إلى الانتفاضة الأولى التي تفاعل معها وتطور ثقافياً وإبداعياً خلالها، وشارك في فعالياتها الثقافية من خلال المدرسة والمراكز الثقافية.
وبخصوص تجربة الدراسة الجامعية في بريطانيا، بيّن أنه درس الهندسة وعمل بعد تخرجه في المجال الهندسي فيما كانت دراسته للهندسة من أجل أن يظل قريباً من الفن، فالهندسة ذات بناء فني وتعتمد التصميم، الأمر الذي لم يكن بعيداً عن شغفه بالفنون وتصاميمها، إلا أن طموحه لم يتوقف في مربع عمله في هذه المهنة، فانطلق لدراسة الإعلام مستوى الماجستير ثم الدكتوراه "الاستراتيجيات الإعلامية في السياسات الدولية"، ليعود إلى الوطن محاضراً في الإعلام ثم رئيساً لدائرة الإعلام في جامعة بيرزيت.
وأشار د.بسيسو أنه قرأ في بداياته لنجيب محفوظ والرافعي وقباني وغسان كنفاني ودرويش والقاسم وزيَّاد، وتأمل التجربة الإبداعية لمعين بسيسو (الشاعر الفلسطيني الكبير وابن عم والده)، مؤكداً أن أول قصيدة كتبها كانت في رثاء غسان كنفاني، لتتواصل تجربته مع الشعر، ويصدر دوواينه الأولى وهو في بريطانيا.
وتحدث د.بسيسو في حلقة "عاشق من فلسطين" عن عودته إلى الوطن وحنينه الدائم الذي عاشه في الغربة، وتجربته في تدريس الإعلام وقضايا كثيرة ذات علاقة بالثقافة وتطلعاته ونظرته لدور الثقافة والمثقف.