حرص الرئيس الأميركي، على أن يكون لقاؤه مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في واشنطن، غداة عقد القمة العربية، في المملكة الاردنية الهاشمية، ومن بعده الملك عبد الله الثاني، ليستمع مباشرة، من جارتين رئيسيتين لفلسطين واسرائيل.
جرت لقاءات متعددة، ما بين الرئيس محمود عباس والرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني، وكان آخرها، ابان القمة، في لقاء ثلاثي، تم الاتفاق خلاله، بأن المبادرة العربية، التي سبق وان توافق عليها العرب، تشكل سقف التحرك العربي، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهذا ما تم اعتماده، وطرحه على ترامب، من الرئيس السيسي، والملك عبد الله الثاني.
بعد ذلك، سيتم تحديد موعد زيارة الرئيس محمود عباس الى واشنطن، سيكون الرئيس ترامب، قد استمع لرؤى وآراء ومقاربات مصر والاردن، فيما يتعلق بعملية صنع السلام، العربي - الاسرائيلي، وبالتالي سيستمع الى وجه النظر الفلسطينية، بهذا الشأن.
الرئيس ترامب، لديه تصوراته ورؤاه بالنسبة لهذه المسألة، ولعله من نافلة القول، أن ترامب، وبعد اعتلاء سدة الحكم في الولايات المتحدة، اطلع على خلاصات الجهود الاميركية، السابقة، بشأن التوصل الى تسوية فلسطينية - اسرائيلية، كان للولايات المتحدة فيها دور الاشراف. كما حدد خطوط التحرك الاميركي بهذا الشأن، على ضوء ذلك.
في اللقاء الذي سيجمعه مع الرئيس محمود عباس، سيستمع ترامب، مباشرة، الى الرؤية الفلسطينية بهذا الشأن، وحدود التحرك الفلسطيني، بهذا الشأن، ولعله من نافلة القول، سيكون البون شاسعا للغاية ما بين الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بالاستيطان والحدود، وقضايا الحل الدائم إجمالاً.
سيحاول ترامب، تقريب وجهات النظر الفلسطينية - الاسرائيلية، لكن وعلى ضوء ما هو معلن وقائم، سيجد نفسه امام جدار، سبق وان ظهر سابقا في وجه الرؤساء الاميركيين السابقين.
ما الذي سيفعله ترامب في هذه الحالة، وهي حالة واردة على أية حال..
تعليق الأمور، وتمييعها، لا يخدم المصلحة الاميركية، خاصة الاقتصادية والمالية منها، وممارسة الضغط والاكراه، على الفلسطينيين بات امراً غير عملي، وغير ممكن في آن..
من الصعب التنبؤ بما سيجري في هذا السياق، خاصة وان ترامب، بات يدرك تمام الادراك، بأن مسألة الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، هي المسألة الأكثر تعقيداً من مسائل الشرق الاوسط، وبأن تسوية قضايا الشرق الاوسط، الشائكة والمعقدة، هي أمر غير ممكن، دون التوصل الى حل عادل وشامل للمسألة الفلسطينية - الاسرائيلية.
علينا ان نتفق، انه في ظل حكومة نتنياهو الراهنة، وهي حكومة في مجملها عنصرية واستيطانية، لا يمكن لأية جهود تسووية للمسألة الفلسطينية - الاسرائيلية ان تتقدم، حتى قيد أنملة واحدة .. وبالتالي يمكننا ان نستشرف آفاق المستقبل، ونقول، بأن اجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل، هو أمر وارد .. وبأن ثمة تغيرات في البنية الحكومية الاسرائيلية قادمة لا محالة .. ولكن هذا التغيير القادم، قد لا يكون مساعداً، لا للجهود الاميركية، ولا لغيرها من جهود .. بل يمكن ان يكون اكثر اعاقة لجهود التسوية.
هنالك معطيات، أمام يدي الرئيس ترامب، ولعل أقواها وأهمها، الموقف الفلسطيني، المستند الى مقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي - الانساني، والموقف العربي والاسلامي، واكثره التصاقاً وحرارة، وهما الموقفان الاردني والمصري.
لا يستطيع الرئيس ترامب، القفز عن الاعتبارات التي يحملها الموقفان الاردني والمصري، كما انه لا يستطيع القفز عن الرقم الفلسطيني في المعادلة .. وبالتالي، ستجد ادارة ترامب نفسها محكومة، برسم خارطة جديدة، فيما يتعلق بعلاقاتها مع اسرائيل وفلسطين على حد سواء.!!
ديربيات قطرية ومصرية بربع نهائي البطولة العربية للسلة
08 أكتوبر 2024