الجدران تتكلم بمعرض فرق النخيل في جنين

الجدران تتكلم بمعرض فرق النخيل في جنين
حجم الخط

قطع من الخيش البني تحيط بالمكان، تتوسطها تأملات عن جغرافية فلسطين التي طافوها بحثا عن المعرفة والفلسفة والجمال، انعكست على شكل حكايات وقصص كتبت على الخيش نصا وصورة، وعلى الجانب الآخر من المعرض تتجلى الطفولة بأبهى حلتها بتصاميم لألعاب فلسطينية شعبية أمثال لعبة الدامة التركية التي نقلت إلينا إبان العهد التركي، وأصبحت جزءًا من تراثنا الشعبي، ينتقل الزائر بين تلك الزوايا حتى يصل أطرافه ويجد حجارة ملونة تتحدى ذاكرتهم مكتوب عليها "ضلوا أتذكرونا".

كيف تكلمت الجدران؟

افتتح معرض "الجدران تتكلم" بتنظيم من فرق نخيل مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وبحضور ممثلين عن مؤسسة تامر وأمناء المكتبات في كل من طورة واليامون وفقوعة وعرابة وجلبون، حيث بدأ المعرض بعرض صوري لانجازات طلاب فرق النخيل خلال عامين من انضمامهم لفرق نخيل جنين، والتي تتراوح أعمارهم بين (15-19)، وتنوعت الانجازات بين إنتاج وتصوير أفلام انمي شن، وتجوالات في الطبيعة، الكتابة الإبداعية، ومناقشة الكتب والروايات، والرسم.

من المنطلقات التي تسعى إليها مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، هي التحفيز على التفكير، والتفكر بالمحيط، بإشراف مدربين مهرة على التفكير الإبداعي، وتنمية الحس الأدبي، وبهذا الصدد تقول مشرفة ومدربة فرق نخيل جنين نهاية فحماوي عن انجازات فرق النخيل " ما يميز المعرض أننا لا نرى فقط نتاج مادي بحت معلق على الجدران، بل يستطيع المشاهد أن ينتقل من الصورة المادية إلى الصورة الذهنية بكل سلاسة وبساطة، حيث أن الكتابات مزخرة بالصور الحسية، التي نمت عند الطلاب من خلال تجوالاتهم في الطبيعة وقراءاتهم للكتب والروايات، وعندما تنقلنا النصوص أو الصور إلى الإحساس بها، هنا يتجلى نطق الجدران".

وتضيف فحماوي" علمنا الطلاب أن يفكروا خارج الكتب المدرسية ومقاعد الدراسة، أن يضعوا التساؤلات والممكنات تجاه أي شيء يحيط بهم، ليجدوا الطريق والسبيل الذي يرونه أنفسهم بمعزل عن الضغوطات المحيطة".

أطفال فلسطين يتكلمون

وتخلل افتتاح المعرض كلمة ألقاها الكاتبين انثوني ربنسون و انميريا تحدثا فيها عن كتاب "أطفال فلسطين يتكلمون" الموجه لأطفال العالم في أوروبا وأميركا، والذي احتوى على إجابات لأسئلة وجدت لأطفال فلسطينيين في الضفة وغزة عن أحلامهم وعلاقتهم بدولتهم فلسطين، وما هي الأشياء التي يفضلونها ولا يفضلونها في دولتهم.

يقول روبنسون " كثير من يسألني أصدقائي عن سبب كتابتي عن أطفال فلسطين، وأجيبهم "لماذا لا" مع أنني أعلم جيدا أن الإجابة لا تكف لشرح الأسباب التي تدفعني للكتابة عن أطفال فلسطين، لكن ببساطة الكتاب هو مقدمة للمساعدة في تعريف من هو الطفل الفلسطيني للعالم، وكيف يعيش تحت الاحتلال ويؤثر ويتأثر به".

والقى الكاتبان بعضا من القصص التي كتبت عن طلاب فرق النخيل جنين ، حيث لم يستطيع الحضور قراءتها ورقيا بعد حجز نسخ الكتاب للمراقبة "الإسرائيلية" على المحتوى.

مشاهد لا تنسى

احتوى المعرض على نشاطات فرق النخيل في "أسبوع القراءة الوطني" وحملة "أبي اقرأ لي"، وحضورهم لمعارض القراءة الوطنية في رام الله وأريحا، ومشاركتهم في المسابقات التي تنظمها مؤسسة النيزك العلمية، ومسابقات القراءة الوطنية ومسابقة "أنا مواطن" لمركز شاهد.

تقول عرين عتيق (16) عاما أحد المشاركات في المعرض في قسم التأملات" المعرض هو باكورة إنتاجنا في جانب الكتابة الإبداعية والذي سردنا فيه رؤيتنا لفلسطين في عيوننا، وانطباعاتنا، وكيف تفاعلنا مع جميع ما يحيط بنا، من خلال التجوالات والمشاهد التي كانت من فلسطين، وأصبحت جزءا منا ومن كتاباتنا".

أما حنين عبادي تروي تجربتها مع فرق النخيل قائلة" جميل أن نحتفل بسنتين من الإبداع والتميز، والأجمل أن شخصياتنا تغيرت وأصبحت أكثر قوة وجرأة في التعامل مع الناس، واكتشاف الحياة، فمن خلال الكتب التي ناقشنها مثل حكاية ذيل قصة الملكة ،رحلات عجيبة في البلاد الغريبة، تحت شمس الضحى، اسمي الحركة فراشه، برزخ ، ونقاش أفلام مثل الى والدي وفيلم لو حكت أسماء".

واختتم اللقاء بالكثير من الصور التذكارية التي التقطها الطلاب مع مدربيهم وانجازاتهم، آملين بأن يأتي العام القادم بانجازات تخترق الجدران على حد قولهم.