عطا الله شاهين " الحزن يخيم على المخيم باستشهادكَ يا جاسم "

 عطا الله شاهين " الحزن يخيم على المخيم باستشهادكَ يا جاسم "
حجم الخط

حينما علمَ أهل المخيم بأنّكَ استشهدتَ خيّم الحزن على مخيمٍ أحببته.. لقد غيّبكَ الموتُ يا جاسم يوم أول من أمس، فاغتيالكَ يا جاسم، يا صاحب العينين الخضراوين تمّ في العتمة، عندما أطلق ذات مساء عليك جندي احتلالي من بندقيته رصاصِات وأصابتكَ مع أصدقائكَ في مقتل، وجرحت بجروح خطيرة.. فأنتَ استشهدت يوم أمس الأول، ولحقتَ يوم أمس بصديقكَ محمد الحطاب .. لقد رحلتَ بعدما بقيتَ ثمانية عشر يوما تعاني من إصاباتٍ قاتلة من رصاصاتِ جنديٍّ حاقد يا جاسم يا صاحب العينين الخضراوين.. ستفتقدُ أمّكَ خضار عينيكَ الجميلتين.. فأهل المُخيّم ودّعوكَ وهم يبكون على استشهادكَ.. سيفتقدونكَ دائما يا جاسم.. أخوتكَ وأباك سيفتقدونكَ دائما.. ستظل صورتكَ معلقة في قلوبهم.. لن ينساك أحد من أحبّتك، ومن أهلِ المُخيّم، الذي ما زال لا يبخل على الوطن بشيء.. رحلتَ يا جاسم وأهل المخيّم ما زالوا يبكون على رحيلك.. ما أصعب أن تفقد الأم ابنها، فأمُّكَ ستفتقد يا جاسم.. أنت كنت طفلا رائعا.. لقد أحبّوكَ أهل المخيّم.. خضار عينيك سيظل يضيء عتمة المخيّم.. لا يمكن أن ينسى أهل المخيّم لون عينيك الجميلتين.. لقد لحقتَ بصديقكَ محمد .. فها أهل المخيّم يبكون بكل ألم على رحيلك يا جاسم .. كنّ واثقاً بأنّ أهلَ المخيّم لن ينسوكَ .. سيظلّ سكان مخيّم الجلزون وأهلكَ يفتقدونكَ إلى الأبد، فرحيلكَ سيظل يؤلم كل من عرفوك يا صاحب العينين الخضراوين.. فها الحزن يخيم على المخيم يا جاسم الكل يبكيك في المخيم.. لقد لحقت بصديقك محمد، الذي استشهد قبل أسابيع، فليس هنا سوى الحزن يا جاسم على رحيلكَ..