المالكي يلقي محاضرة في جامعة بكين

المالكي.jpg
حجم الخط

ألقى وزير الخارجية رياض المالكي، اليوم الجمعة، محاضرة في مركز الشيخ زايد للغة العربية والدراسات الإسلامية، بعنوان "القضية الفلسطينية وآفاق فرص السلام في الشرق الأوسط"، أمام الدبلوماسيين المعتمدين لدى بكين، وطلبة العلاقات الدولية، وعدد من الإعلاميين والمهتمين بالشأن السياسي والدبلوماسي والدولي.

وجاء ذلك خلال استضافة كلية الدراسات العربية في جامعة بكين للدراسات الأجنبية، حيث استعرض المالكي، خلال المحور الأول من المحاضرة، التطور التاريخي للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي والمراحل التي مر بها، مبيناً أهمية العام2017، بمناسبة مرور ذكرى مئوية وعد بلفور حيث أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، ومرور الذكرى السبعين على النكبة والذكرى الخمسين على احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة.

وفي المحور الثاني من المحاضرة، قدم المالكي وصفاً دقيقاً للممارسات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية من انتهاكات صارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وازدياد عمليات البناء الاستيطاني غير الشرعي في الأرض الفلسطينية، متجاوزة بذلك كافة القوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصِّلة، كما تعمل الحكومة الإسرائيلية على فرض وقائع على الأرض من شأنها تعقيد الصراع ونقله من صراع سياسي إلى صراع ديني من خلال تهويد مدينة القدس وإلغاء الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة وتقسيمها زمانياً ومكانياً، بالإضافة عن القوانين العنصرية الإسرائيلية والتشريعات التي تنهي مفاهيم التعايش والسلام، وآخرها قانون التسوية العنصري الذي يُشرع الاستيلاء على أراضي المواطنين الفلسطينيين ومصادرتها، كما تحدث المالكي عن الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة منذ ما يزيد عن عشرة سنوات، والحروب الثلاث المتتالية على القطاع والتي استهدفت البشر والحجر والتي من الصعب تجاوز أثارها العدوانية المدمرة. 

وفِي المحور الثالث استعرض المالكي، الخيارات السياسية والمشاريع المقترحة من أطراف عديدة لحل القضية الفلسطينية، مثل خيار المفاوضات الثنائية، وخيار تدويل الصراع وخيار إدارة الصراع بدلاً من حله، وخيار الحلول المؤقتة، وخيار الدولة في غزة، وخيار الدولة الواحدة.

وأكد المالكي، أن الحل الوحيد المتفق عليه دولياً واقليمياً ووطنياً هو حل الدولتين من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف مع ضمان حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق مبادرة السلام العربية، مشيرا إلى أن حل الدولتين يحظى بإجماع دولي على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.

وتحدث المالكي بشأن الجهود الدبلوماسية الفلسطينية لتكريس الشخصية القانونية الدولية لدولة فلسطين من خلال تحصيل الاعتراف بدولة فلسطين من دول العالم، حيث يعترف 138 بدولة بفلسطين، وإقامة دولة فلسطين لعلاقات مع حوالي 100 دولة ولديها حوالي 95 سفارة منتشرة في العالم.

وتفاعل الحضور في نقاش طويل ومركز مع الوزير المالكي انصب مجمله على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وأن يعمل على تحقيق قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وذلك لكون المجتمع الدولي هو من اعترف بدولتين لشعبين عام 1948 وفق القرار رقم 181، فقد قامت دولة إسرائيل ولَم تقم دولة فلسطين، كما احتلت فلسطين حسب قرار التقسيم بما يخالف القانون الدولي.

وفي نهاية المحاضرة تبادل المالكي ورئيس الجامعة الهدايا التذكارية تعبيراً عن علاقات الصداقة والتضامن ما بين الصين وفلسطين.