أطلق وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، نيابة عن رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، في مقر دار الشروق للنشر والتوزيع بمدينة رام الله، أول أمس، فعاليات أسبوع الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وينظمه ملتقى فلسطين الثقافي، حيث تم تكريم الشاعر والروائي والباحث د. المتوكل طه لدوره الريادي في مسيرة الثقافة الفلسطينية.
وقال بسيسو، بعد أن نقل تحيات رئيس الوزراء والحكومة: هذه المناسبة بالنسبة لنا هنا في فلسطين ذات دلالة كبيرة، في ظل ما يمارسه يومياً الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات واعتداءات على ثقافتنا الوطنية، سواء على صعيد المؤسسات الثقافية أو المثقفين والمثقفات في كافة المحافظات، من خلال تقييد الحركة، ومنع السفر، والاعتقال، والاغتيال أيضاً.
وشدد بسيسو: إن الثقافة جزء أساسي كفعل مقاوم لا يمكن أن ينفصل على مسيرة النضال الفلسطينية، فمسيرة النضال دعمها الشهداء الكتاب والشعراء أمثال غسان كنفاني، وكمال ناصر، وغيرهما ممن اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولكنهم بقوا بيننا بما أبدعوه، وهذا الاحتفاء بأسبوع الكتاب وحقوق المكلف مناسبة لتذكر من ساهموا برسم ملامح الثقافة الفلسطينية.
وثمن بسيسو باختيار الشاعر والروائي والأديب د. المتوكل طه، لتكريمه في افتتاح فعاليات هذا الأسبوع، ما يكرس نهجاً مهماً بالاحتفاء بالمثقف الفلسطيني ودوره محلياً، وعربياً، ودولياً، فالمتوكل طه شاعر وروائي مميز، وسبق أن فاز العام الماضي بجائزة عثمان أبو غربية للأدب المقاوم، عن اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية ، وله أكثر من خمسة وأربعين مؤلفاً تنحاز جميعها إلى فلسطين ، شعراً وسرداً وبحثاً .
وكان حفل الافتتاح، الذي أداره الشاعر والكاتب محمود أبو الهيجاء، بكلمة لفتحي البس رئيس ملتقى فلسطين الثقافي، الذي أشار، بعد الترحم على رواد الثقافة الفلسطينية، وآخرهم الشاعر أحمد دحبور، وتقديم التحية للأسرة البواسل، إلى أهمية حماية صناعة الكتاب والنشر في فلسطين .. وقال بما وصفه بالصرخة: صناعة الكتاب في فلسطين في خطر، ومؤلفونا يعانون، وعلى الجميع دعم هذه الصناعة.
أما الشاعر والروائي والباحث د. المتوكل طه، فوجه شكره لمكرّميه، مشيراً إلى أن "التكريم استدراك محمود، ورافعة لفتح أبواب الحياة لخلق أفق معنوي جديد ... والتكريم يعني رعاية كل الأشجار قبل أن تيبس في وجه الريح، وعدم الاكتفاء بسقاية شجرة واحدة ... والتكريم بشكل عام لا يتجزأ، فلا يكفي أن تقدم جائزة، أو تطبع كتاباً، بينما الكاتب لايزال على صورته المؤلمة من حيث الإهمال والتهميش، أو تركه يلهث وراء كسرة الخبز، وأجرة البيت والطبابة".
وشدد طه، الذي استذكر جيل الآباء، على ضرورة أن يكون "التكريم عنصراً من عناصر تكون نظاماً شاملاً لرعاية المبدعين، منها ما يتعلق بالجوائز، والتفرغ، وحقوق المؤلف، وتشجيع البحث ونشر الإبداع، وصيانة فضاء الحرية التي لا شرط عليها إلا المزيد منها".