أشارت مؤسسة القدس الدولية، إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، تعمل بشكل مكثف لتقليل الوجود الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، من خلال هدم منازل ومنشآت الفلسطينيين بحجة عدم الترخيص.
وأوضحت المؤسسة في بيان لها اليوم الخميس، أن قوات الاحتلال هدمت خلال الأسبوع الماضي، بقالة تجاريّة لأحد المواطنين قرب حاجز قلنديا العسكري شمال القدس، وأوقف أعمال بناء في ديوانية بلدة العيسويّة فيما يتابع الاحتلال تهويد المدينة المحتلة.
وأشارت إلى أن حكومة الاحتلال واصلت أنشطتها الاستيطانية بالقدس والضفة الغربية، وقالت الإذاعة العبريّة إن رئيس حكومة الاحتلال سيعمل على إقامة مستوطنة إسرائيليّة جديدة، بدلًا عن البؤرة الاستيطانية "عمونة"، على أن يبدأ البناء في غضون أربعة أشهر، بعد الحصول على الموافقات من الجهات المختصّة.
فيما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن تأجيل اجتماع "لجنة التخطيط العليا" التابعة للإدارة المدنية للاحتلال إلى ما بعد زيارة ترمب إلى المنطقة، بهدف منع حصول توتر مع الجانب الأمريكي، وكانت اللجنة ستصادق على مخططات البناء في عددٍ من المستوطنات.
وقالت مؤسسة القدس، إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المنطقة تأتي وسط ظروف معقدة، وتحمل زيارته "لإسرائيل" عددًا من العوائق، بدايةً من ملف نقل سفارة بلاده إلى القدس، وصولًا لزيارته المرتقبة لحائط البراق، ومبادرة "السلام" التي يحملها.
وأشارت، إلى أن سفير الولايات المتحدة الجديد ديفيد فريدمان وصل إلى "إسرائيل" لتولي منصبه، وخلال حفل تنصيبه لم يصرح بنقل سفارة بلاده إلى القدس، على الرغم من إشارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أهمية تلك الخطوة.
وفي إطار الحذر الأمريكي من اتخاذ قرار نقل السفارة، أعلن نتنياهو عدم تفهمه لقلق الولايات المتحدة حيال موضوع نقل السفارة، والذي اعتبرته صحيفة "هآرتس" العبرية "أول خلاف علني" بينه وبين إدارة ترمب.
فيما أوضح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أسباب تحذير الرئيس الأمريكي من هذه الخطوة، بأن "الرئيس حذر جدًا في محاولته فهم كيف يمكن لقرار مماثل أن يؤثر على عملية السلام".
وفي إطار الترتيبات الخاصة بالزيارة، كشفت وسائل إعلام عبريّة أن ترمب سيزور حائط البراق، وبأن خلافًا دبلوماسيًا وقع مع الجانب الإسرائيلي، حيث يبدي فريق ترمب رفضًا لمرافقة نتنياهو خلال هذه الزيارة.
وبهذا الصدد، اعتبرت مؤسسة القدس زيارة ترامب إلى حائط البراق بأنه خطوة بالغة الخطورة، وتعدّ الأولى التي يقوم بها رئيس أمريكي، حيث كانت تجري سابقًا من مرشحين للرئاسة.
وفي سياق الزيارة، يشير مراقبون إلى أن جولة ترمب في المنطقة ستحمل مفاجآت عديدة، حيث كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مبادرة سيتم دراستها خلال زيارة ترمب إلى المملكة العربيّة السعودية، حيث تتضمن المبادرة تطبيع العلاقات بين الاحتلال ودول الخليج، مقابل تجميد جزئي للبناء في المستوطنات.
وأشارت إلى أن مسؤولين من السعودية والإمارات والولايات المتحدة درسوا تلك المبادرة التي تمت مناقشتها مع عددٍ من الدول العربية.
وتتضمن المبادرة المطروحة تخفيفًا للقيود المفروضة على الفلسطينيين، خصوصًا في قطاع غزة، إضافةً إلى إنشاء خطوط اتصالات مباشرة بين الدول العربيّة والاحتلال، والسماح للطيران الإسرائيلي بالتحليق فوق المجال الجوي لدول الخليج، وإزالة القيود المفروضة على التجارة مع الاحتلال، بالتزامن مع تدابير أخرى تتعلق بمنح تأشيرات الدخول لرجال الأعمال والرياضيين الإسرائيليين.
ووفقًا للمبادرة سيقوم الاحتلال في المقابل، باتخاذ خطوات لدفع "عملية السلام" مع الجانب الفلسطيني، خصوصًا في إطار تجميد جزئي للبناء الاستيطاني.
ولكن تُظهر البنود المعلنة من المبادرة بأنها تصب بشكلٍ كامل في مصلحة الاحتلال، عدا عن القبول بأصل الاحتلال، وحصر الحقوق والمطالب الفلسطينيّة ببعض المكاسب الاقتصاديّة، وهي مبادرة تتسق مع الانزياح العربي صوب الاحتلال، ومحاولة إنهاء الملف الفلسطيني بأي شكلٍ ممكن، ولو تضمن الحلّ تنازلات إضافية وضخمة.