رياح العنصرية تهب على «المعسكر الصهيوني»

14ipj13-400x259
حجم الخط
 
 
20 أيار 2015

بقلم: درور ايدار
من المهم التوقف عند خطاب اسحق هرتسوغ عشية أداء الحكومة اليمين. في غير صالحه فقد امتد خط بين أقواله وبين خطاب التمائم ليائير غربوز. كل كلمة وجهها هرتسوغ لنتنياهو بأنه "اشترى السلطة بالكذب"، وجهت ايضا تجاه ناخبيه وشركائه الطبيعيين. بعد ذلك يحذر من المس بإسرائيل الحرة والديمقراطية.
كم من العصير يمكن عصره من اقوال نتنياهو عن "المصوتين العرب"؟ هرتسوغ "هستيريا، تحريض، التمييز ضد بني البشر فقط بسبب ديانتهم". هذا ما يقوله من قالت شريكته في القيادة، تسيبي ليفني، إن "المعسكر الصهيوني" يتحرك "خوفا من أن يقودنا نتنياهو الى دولة عربية.. والخ". من هنا يتعامل مع العرب باعتبارهم التهديد الأكبر لاسرائيل؟ في المقابل، تحدث نتنياهو عن المصوتين العرب الذين ينتمون الى "القائمة المشتركة" التي تطالب بتغيير هوية اسرائيل، ولهذا من الضروري التنافس معهم في صندوق الانتخابات. أين رأيت "تمييزا على أساس ديني"؟ بالمناسبة، أعلن هرتسوغ أنه سيقود "معارضة لن تكون في يوم من الايام ضد دولة اسرائيل" – هل اقواله تمثل ايضا "القائمة الموحدة"؟.
"لم تُبق حجرا على حجر من المجد البيتاري"، قال هرتسوغ موجهاً كلامه مباشرة الى وزيرة الثقافة ميري ريغف. هذه هي الرياح التي تهب في معسكر اليسار، تبجحاً فارغاً تفوح منه رائحة العنصرية. عندها صفقت ريغف وأحضرت علما. وأضاف: "بهيمة"، لوث فمه بفظاظة وأخجل تراث مقتفي الأثر. هل انتبه شخص ما لهذا العار في اقوال هرتسوغ؟ لم يُسمع اعتراض من جانب المنظمات النسوية مثلما لم يسمع تجاه الجنسية المرفوضة ليوسف برتسكي فيما يتعلق بوزيرة العدل اييلت شكيد. تصرف مشابه سجل مرة من جانب عضو الكنيست، أحمد الطيبي، عندما وصف عضو الكنيست انستاسيا ميخائيلي بالمومس. أيضا اذا كان دم نساء اليمين (وسارة نتنياهو على رأسهن) مباحا من قبل اليسار، فلماذا يصمت اليمين؟ هذا ليس غفري بناي، هذا اسحق هرتسوغ.
"حركتي (العمل) هي الحركة التي اعلنت عن اقامة الدولة"، هكذا نسب هرتسوغ ذات مرة الاعلان عن اقامة الدولة لحزب العمل. يعرف هرتسوغ معنى "مبعوث الجمهور" – في يوم الجمعة المصيري، لم يقف دافيد بن غوريون هناك كممثل لحزب ما بل كزعيم للشعب اليهودي بمختلف أجياله، وفقط بقوة كل الشعب أعلن عن تجديد "مملكة اسرائيل الثالثة". ومع هذا اختار هرتسوغ أن يقول تلك الأقوال القاسية. قال: "أقف على رأس حركة العمل التي وحدت القدس عاصمتنا الأبدية". مرة اخرى نسب الى حزبه تحرير القدس. في ميدان القتال في "حرب الاستقلال" و"حرب الايام الستة" لم يسقط فقط مصوتو "مباي".
في كل الاحوال، يا ليت أنه كان بالامكان تصديق هرتسوغ، لكن فقط قبل سنتين ونصف السنة، في مقابلة مع "يديعوت احرونوت" قال اقوالا سيكون مسرورا اليوم بإخفائها: "أرى القدس تمثل عاصمتين سياسيتين، عاصمة شرقي القدس للدولة الفلسطينية، وعاصمة للدولة اليهودية في غربها. هكذا أرى المخرج". وعندما سئل هل ستبقى القدس كلها تحت السيادة الاسرائيلية؟ أجاب: "أنا لا أنزل الى الامور الدقيقة ولا أدير هنا مفاوضات. حائط المبكى سيبقى في أيدي اسرائيل وفي باقي الامور يجب أن نكون خلاقين". معسكر صهيوني لكن بدون صهيون.
في النهاية، دعا هرتسوغ نتنياهو الى التعلم من بن غوريون، الذي أعلن اقامة الدولة رغم كل الاحتمالات السياسية والعسكرية (وتغيير الواقع المستقبلي والقيام بعمل تاريخي). وكان يقصد العملية السياسية واقامة الدولة الفلسطينية التي ستكون مدخلا للخلافة الاسلامية على بعد أمتار من مركز البلاد. وعلى العكس تماما، لو كان نتنياهو هرول الى "عملية سياسية" كهذه لكان العالم صفق له، بما فيه وسائل الاعلام الاسرائيلية وحزب العمل. لكن بالضبط (ابن التاريخ) فهم أن عليه مسؤولية تجاه مستقبل الشعب اليهودي في البلاد، ولن يعيد الاخطاء القاتلة التي هددت وجودنا. هكذا يرون الخطر ويختارون الأمل بالحياة. يجدر بهرتسوغ أن يتعلم نصيحة أبتليون في "الآباء": أيها الحكماء احذروا في أقوالكم.

عن "إسرائيل اليوم"