في أول رد فعل "إسرائيلي" على تقرير تضمن تأكيدات من السفارة الأميركية لدى الأردن أنه "سيتم النظر في طلبات الحلفاء، ضمن سياسة صادرات محتملة" صادرة حديثا لأنظمة جوية بدون طيار، نشرت صحيفة "الجيروسالم بوست" الإسرائيلية أمس تقريرا، تصدره تصريح السفارة الأميركية، بأن "واشنطن ستنظر في أي طلب جديد للطائرات بدون طيار".
وتابعت الصحيفة أن "السفارة الأميركية في الأردن تقول لصحيفة "الغد" أن واشنطن ستنظر في أي طلب جديد لطائرات بدون طيار"، وذلك بعيد تقرير جديد يؤشر إلى أن الأردن قرر شراء هذه الطائرات من الصين، بدلا من الولايات المتحدة، التي رفضت عملية البيع هذه العام الماضي".
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، التي تصف نفسها بـ"الوسطية"، بينما يصفها متابعوها بـ"المائلة أكثر نحو اليمين"، إلى أن السفارة الأميركية قالت إنه "وفقا لسياسة تصدير جديدة فإن أي طلب سيتم النظر به".
ونقلت الصحيفة عن صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن النائب الجمهوري دنكن هنتر، يحاول الضغط على الإدارة الأميركية، لبيع هذه الطائرات للأردن، وأنه "لم ينجح في ذلك"، وأن النائب "يحذّر الإدارة من توجه الأردن نحو الصين كبديل للحصول على تلك الطائرات".
وكان النائب الأميركي قال في رسالة للرئيس باراك أوباما الخميس الماضي، إن "الأردن يتواصل في الوقت الحالي مع الصين للحصول على طائرات مسلحة بدون طيار"، وكانت الإدارة الأميركية رفضت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، منح رخصة تصدير لشركة "جنرال اتوميكس" المصنعة لهذا الطائرات، تحديدا إلى الأردن، بحسب ما قال نواب جمهوريون، لذا فإن اقتراحا جديدا قدم من هؤلاء، يتيح "إقراضا" وليس بيعا لهذه الطائرات.
ويشار في هذا الصدد، إلى ان احتمال إقراض الطائرات للأردن، يبدو أقرب للقبول لدى الإدارة الأميركية، بسبب القيود الواردة في لوائح الاتجار الدولي للأسلحة، حيث قال ذات النائب هنتر في جلسة استماع مع وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر أنه "يدرك حقيقة التزام الولايات المتحدة بالمحافظة على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل على جيرانها".
وفيما يبدو أن الرفض الأميركي السابق، ينبع فقط من فكرة المحافظة على تفوق إسرائيل العسكري، فإن هنتر اعتبر أن اقتراحه "سيتجاوز هذه العقبات، لأن الأردنيين لن يمتلكوا هذه الطائرات، فليست هناك مشكلة حول التفوق العسكري النوعي لإسرائيل".
وفي تعليقه على الأمر، يرى مدير عام مؤسسة المتقاعدين العسكريين محمود ارديسات ان الأردن "وان كان بحاجة لسلاح معين، وان كانت الولايات المتحدة لن تعطيه اياه، فمن حقه وله الحرية ان يختار شراءه من أي دولة أخرى".
ولفت اللواء الطيار المتقاعد ارديسات، في حديثه لـ"الغد" امس، إلى أن الأردن "أخذ (سابقا) منظومة دفاع جوي ميداني في زمن الاتحاد السوفييتي، وأنه كان لديه دائما خيار التنوع التسليحي".
ورغم تأكيده على أن "علاقتنا استراتيجية مع الولايات المتحدة"، إلا أن "هذا لا يمنع تنويع مصادر السلاح في حال لم نستطيع الحصول عليها من أميركا، وهذا يعود لما تقتضيه مصلحة الأردن".
أما إذا أرادت أميركا مراجعة نفسها، وارتأت "تزويدنا بالسلاح المطلوب، فليس هناك مانع من مراجعة الأردن أيضا، لخطته وقراراته، هذا في حال كان الأردن يسعى فعليا لشراء هذه الطائرات من الصين، لأن مصدرا واحدا من الأسلحة أفضل لنا، بما أن معظم طائراتنا هي أميركية".
وبخصوص موقف إسرائيل، يشير ارديسات إلى أنها "تحتج على كل سلاح يرد لأي دولة عربية من أميركا، خصوصا ما يحوي تكنولوجيا متطورة، ولكن ليس لها ما تريد، وربما تتجاوب معها الولايات المتحدة وربما لا".
وأخيرا، لا يستبعد ارديسات أن تراجع أميركا موقفها إن "أصر الأردن على موقفه بالتزود بهذه الطائرات من الصين، أو من أميركا".
وكانت السفارة الأميركية صرحت لـ"الغد"، إن "جميع الصادرات المحتملة لأنظمة جوية بدون طيار، تندرج في إطار سياسة التصدير الصادرة مؤخرا، والخاصة بهذه الأنظمة، ووفقا لسياسة نقل الأسلحة التقليدية، وعلى أساس أن كل حالة يتم التعامل معها على حدة"، وأنها "بالتأكيد ستنظر في أي طلبات من الحلفاء في ضوء هذه السياسة"، وانه "لا يمكن للسفارة التعليق على هذه القرارات، إلى أن يتم إخطار الكونغرس بها رسميا".