بثينة حمدان " الكوكب الذي لا يضيء! "

 بثينة حمدان " الكوكب الذي لا يضيء! "
حجم الخط

نلتقي في الهواء

هذه تذكرةُ العُبور..

إنه أكتوبر.. شهر الحرب

شهرُ المغامرة.

نلتقي في الهواء،

هذا الجرسُ الأخير..

هذا زمنُ الذهاب..

هذا شهر الحرب

-----

أرى طِفلَةً في السحاب..

مِن زَمَنِ الانتِصار،

أرى أُرجوحةً وبالوناً صغير.

تهتز اللوحة..

إنه خريفُ العام،

يأتي ممتلئاً بـــ لاءات كثيرة؛

لا للصمت،

لا للجدران

لا لبقايا الأحلام.

لا لاهتزاز الظلام

هذا هو أكتوبر..

إنه شهرُ الحرب!

----

أرى حَجَراً في السحاب،

أرى مطراً،

تَقِفُ الحياةُ بينهما؛

الحجرُ يجف

والمطرُ يندثر

وأنا وأنتَ لوحةٌ جميلةٌ،

حَساءٌ لذيذٌ للجياع،

رداءٌ ساحرٌ،

هُما ورقةُ الخريفِ البالية.

الحجرُ يجف.. والمطرُ يندثر!

------

رحلَ أكتوبر.. رحل الخريف .. وأنا؛

سأترُكُ كلَّ شيء... وامشي،

أترك الزمنَ يتعثرُ بي،

أتركُ الغيومَ تتبعثرُ بي،

اتركُ الضبابَ يُحلِّقُ بي!

سأكون تلك النجمةَ البعيدة

ظِلُّها القريب.

سأحمِلُ معي كوكبين

فالثالث لا يضيء.

اثنان يكفيانِ لنَصنَع نصراً،

لنقتَرِبَ أكثر نحوَ الأرض

لنعيشَ بعيداً عن البركان.

اثنان يكفيان لنتوسَّط الكونْ

ونتعلَّقُ بِدالِيَةِ القمر.

رحلت فتاةُ القطار الذي لا يصلْ

رحلتْ فتاةُ الوَهم،

فتاةُ الظِل الطويل

ظِلٌّ يُغطي الشمس

والضَوءَ الشحيح

وحتى العَتْمة!

ظِلٌّ يَكسِرُ قامتَها الندية.

تصحو الفتاةُ.. وترقُدُ الأحاسيس.

سأحمل معي كوكبين

فالثالث لا يُضيء.

إنه الكوكب الذي لا يضيء!