الشاعر محمد حسيب القاضي " زهرة الآس... وأنا "

الشاعر محمد حسيب القاضي " زهرة الآس... وأنا "
حجم الخط

قبيل خمس وثلاثين سنة

وهو هنا

لما يزل يهبط من شقته بقرطبة

يهبط من دالية الغيم وضحكة الثعالب

يهبط مطعونا بخنجر القصيدة الذي يلمع

في قبضته

معانقا عريه

يهبط في الوادي الخريفي

أنا الماء,وأنت زهرة الآس

وكنت يا حبيبتي علي أصابعي

احمل هذه السماء كي تظلي طافية

أواه يا زهرة آس عائمة

هل كنت أنت غير نجمة القتيل

اشتعلت خلف حدود الفرح المتاخمة

وهل أنا سوى رماد أضمرتني جمر

للحظه المواتية؟

وحينما داهمني الرمل انا العطشان

كنت أنت في دمي تدورين ينابيع خفيه

غزالة

أناشيد صغيره

فكل ليلة أحاصر القلعة فوق ساحة الشطرنج

كنت اقتل الملك

وعندما أعود في آخر الليل إلي يديك

يستوقفني الدرك

فيما انا أصرخ بين الصحو والنوم

قتلته علي طاولة المقهى أمام أعين الجنود والحرس

وينبحونني صه

وأنت دائما تحاولين أن تخلصي لساني الخائف

من داء الخرس

وتصليني بيدي, فأسترد النبض. ...يسترد قلبي

جسدي هذا الذي ينزفك الليلة،

إن أحصيت فيه عدد الأنياب

سوف تعرفين عدد الصحاب والمدن

الله يا زهرة آس عائمة

أنت بلا غصن

وها أنا بلا وطن

ولم يزل رأسي مطلوبا على أول قائمه

أزعم أنني اشم النفط ملء الأفق القادم

والأوراق

فكل غيمه تحز عنقا

يصير نهرا في يدي

وكل سكين يصير طائرا يحوم فوق جثة محاصره

الله يا زهرة آس طافية

يسقط خط الاستواء بيننا

يشقنا اثنين

يصير وجهنا نصفين

يستحيل موتنا إلي موتين

حينئذ يدق قلب واحدا يطلب صدرا

واحدا

تأتي من الجراح خيل لم تزل صاعدة ماء

واشحارا واياما

وانت يا حبيبتي تظلين هنا

فوق الصهيل طافية

لا تشترى في البحر أسماكا

وكل موجه. .....وكل كأس عطشي

وإن طعم شفتيك صار أشواكا وملحا بشفاهي

وأنت. ....أنت صورة العاشق في شبابه

ولحظة انتحاره

ولم أكن أعلم يا حبيبتي أن الطبول والأكف

سوف تستعير جلدي

أن قبر الميتين ذلك المنجم يعطي ذهبا

وكل من هب ودب سوف يأتي

هل لهذا نحن ....أم. ....؟

وحين ضاع في زحام الناس وجهي

لم تدلني سوى ثيابك السود

فقلت:هذه أنت

ركضت خلفك. ....استدرت نحوي

وابتسمت لي

ولكن عندما هممت أن المسك اختفيت

أين؟

لم يزل يخوضك العصفور يا حبيبتي عريان جائعا

يبحث عن شواطئ الأنهار في أناملك

وحينما تصيبه شظية الغل المفاجئة

يسقط ميتا علي ضفائرك

وانت كل امرأة ولست مثل أيه امرأة

الله يا زهرة أس

ضائعة

وكان يا ما كان أو يكون يا حبيبتي

وسوف يجري ما جرى،

وعندك البقية

أعترف الآن بأنني أحب

انك........أعني أن قوس قزح

ممدد علي سريري

استيقظي. ...هل انت نائمة؟

أيتها الحديقة المعلقة

في سقف غرفتي، اهبطي الليلة يا حبيبتي

الي ضوء نجمه،أو مشنقة.

____________________

* شاعر الثورة الفلسطينية