نظمت سفارة فلسطين في هولندا، ندوة في مقر السفارة في مدينة لاهاي، ضم العديد من سفراء ودبلوماسيي الدول المعتمدين لدى هولندا، وممثلين عن وزارة الخارجية الهولندية وعن منظمات المجتمع المدني في لاهاي، وذلك في إطار فعاليات إحياء الذكرى التاسعة والستين للنكبة.
وقد ألقت سفيرة فلسطين في هولندا روان سليمان كلمة تحدثت فيها عن النكبة وآثارها وما تسببت به من معاناة وظلم تاريخي بحق الشعب الفلسطيني، "والتي ما زالت مستمرة الى يومنا هذا بسبب استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية وانتهاكاته الممنهجة للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني".
وطالبت المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته السياسية والاخلاقية بإنهاء هذه المعاناة من خلال انهاء هذا الاحتلال ووضع حد لممارساته غير الشرعية. وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران من العام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين بناء على القرار 194".
بدوره، تناول المتحدث الرئيسي في هذه الفعالية الدبلوماسي والسفير الهولندي السابق ايريك ادير، الذي ألقى محاضرة حول مأساة الشعب الفلسطيني التي بدأت مراحلها الاولى في العام 1948.
وتحدث كذلك عن تجاربه الشخصية الخاصة والتي ساهمت في تشكيل وعيه لحقيقة المأساة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، فهو ينتمي الى أسرة هولندية قامت بمساعدة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية والعمل على حمايتهم من مطاردة النازيين لهم، وفي العام 1944، تم إلقاء القبض على والده وتم إعدامه نتيجة لذلك. وبعد أن قامت دولة اسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني، تم تكريم والد السفير أدير بأن خصصت الحكومة الاسرائيلية قطعة أرض زرعت فيها 1100 شجرة. وبعد مرور السنوات، اكتشف السفير ايريك أدير بأن قطعة الأرض كانت مصادرة من الفلسطينيين الذين تعرضوا لتطهير عرقي وتدمير لمنازلهم. ومنذ ذلك الحين، أصبح السفير أدير مدافعا عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وفي العام الماضي، قام السفير ادير بزراعة 1100 شجرة زيتون في الأرض الفلسطينية المحتلة كرد على ما فعلته اسرائيل من الاستيلاء على أرض فلسطينية وتهجير السكان منها.
كما تناول السفير اريك أدير في كلمته ذكرى مرور 50 عاما على الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأرض الفلسطينية والمعاناة التي يمر بها الشعب الفلسطيني يوميا جراء هذا الاحتلال الذي يصادر الأرض ويمنع الفلسطيني من الوصول الى أرضه لزرعها، حيث تقوم الدعاية الصهيونية على أن الأرض التي تقع في حوزة العرب تبقى أرض جرداء، بينما الأراضي التي في حوزة اسرائيل تصبح جنان خضراء، وقد أنهى محاضرته بالتأكيد على ضرورة فضح الإدعاءات والممارسات الإسرائيلية خاصة منها مقولة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وضرورة أن تتحمل هولندا وعموم المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه انتهاك اسرائيل المتواصل لحقوق الشعب الفلسطيني.
وتخلل إحياء ذكرى النكبة عرض فيلم وثائقي، بالإضافة الى إقامة معرضا للصور حول نكبة الشعب الفلسطيني. وفي نهاية الفعالية قام العديد من الحاضرين بطرح استفسارات ومداخلات عبرت عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.