ملف مياه فلسطين على طاولة برلمان اوروبا

ملف مياه فلسطين على طاولة برلمان اوروبا
حجم الخط

انتهت في بروكسل اعمال مؤتمر التعاون المائي في الشرق الاوسط.

وعقد المؤتمر في مقر البرلمان الاوروبي بمبادرة من عضو الكتلة الاشتراكية دورو فرانزوليكا لاطلاع المهتمين على افق التعاون في مجال المياه بين الاردن وفلسطين واسرائيل والتحديات التي تواجه المنطقة في هذا المجال.

وفي كلمة الافتتاح انتقد سفير دولة فلسطين عبد الرحيم الفرا سياسة القمع التي تمارسها اسرائيل ونهب المصادر الطبيعية خاصة المياه مما يحول دون تحقيق التنمية، قائلا: "والان وبعد مرور خمسين عاما على الاحتلال على المجتمع الدولي التدخل وإجبار اسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي وعدم العبث بممتلكات الشعب ومصادره الطبيعية واتُهم اسرائيل باستهداف البنية التحتية وقصف منشات المياه في غزة مما تسيب في كارثة إنسانية".

 

وشارك في النقاش مستشار اول عادل عطية مسؤول ملف الاتحاد ونتاشا كارني المستشارة السياسية ومسؤولة ملف المياه في دائرة دعم المفاوضات. وفي نطاق الرد على أسئلة الحضور والتعليق على مداخلة ممثل اسرائيل قال عطية: ان ازمة المياه التي يشهدها الشرق الاوسط ستكون احد اسباب الصراعات الحروب الاقليمية القادمة في ظل التوترات القائمة التي تعطل افق التعاون الاقليمي في هذا المجال.

واضاف بان السيطرة على المياه كانت احد ركائز المشروع الصهيوني قبل انشاء دولة اسرائيل وان جميع الحروب التي خاضتها اسرائيل كانت في الغالب تهدف الى السيطرة على منابع المياه في الدول المجاورة كما حدث في حرب 67 حيث قامت اسرائيل بالسيطرة على جزء كبير من مياه نهر الاردن وان احتلال الجولان مكنها من فرض سيطرتها على مياه طبريا وان احتلال جنوب لبنان كان للسيطرة على منابع نهر الليطاني وتحويلها الى اسرائيل.

واضاف ان الحرب الايرانية العراقية اندلعت عام 1980 لرغبة العراق بسط سيطرته الكاملة على مياه شط العرب. وحول الوضع الفلسطيني.

اضاف عطية بان الازمة المائية التي تواجه فلسطين ناتجة اولا عن سيطرة اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على مصادرنا المائية وسرقة 80% من المياه الجوفية للضفة الغربية ثم عن شح المصادر وتراجع قدرة الأحواض الجوفية

بخصوص افق التعاون في الشرق الاوسط، قال مستشار اول عطية بان الماء مصدر حياة وان التعاون في هذا المجال من شانه تعزيز اسس التعاون بين الشعوب والدول.

واضاف بان ارتفاع نسبة الجفاف والتصحر الناتج عن التغير المناخي وتراجع مستوى المياه الجوفية والنمو السكاني السريع في العديد من دول الشرق الاوسط تشكل تحديات جماعية تتطلب حلول تكاتف الجهود لبلورة حلول جماعية في نطاق استراتيجية تعاون خلاقة بين دول المنطقة لتقاسم المصادر المتاحة وتوظيف التكنولوجيا لإيجاد مصادر بديلة.

واختتم عطية بالتأكيد ان استمرار الصراع العربي الاسرائيلي يشكل عقبة امام التعاون الاقليمي في هذا المجال وان تراجع عملية السلام عطل عمل اللجان المشتركة التي تمخضت عن مؤتمر مدريد للسلام.

وقال ان نجاح عملية السلام وقيام دولة فلسطينية مستقلة سيعزز من الامن والاستقرار الاقليميين ويؤدي بالتالي الى تعزيز اسس التعاون متعدد الاطراف من اجل مواجهة تحديات القرن وتحويل المياه الى مصدر سلام وحياة.

من جانبها اعتبرت نتاشا كارمي بان التعاون في مجال المياه سيبقى محدود ولن يؤدي الى النتائج المرجوة في ظل استمرار الاحتلال وحرمان الفلسطينيين من حقهم غي السيطرة عبى مصادر المياه وان التعاون البناء في هذا المجال يجب ان يرتكز على القانون والمعابر الدولية ذات الصِّلة.