أعلن "الحشد الشعبي"، انتهاء عملياته غرب الموصل، مؤكداً أنّه حقق أهدافه، بينما أكدت مصادر نشر قطعات كبيرة في المحور الغربي واستقدام قطعات إضافية من المليشيات.
وقال رئيس الحشد أبو مهدي المهندس، في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس الجمعة، إنّ "عمليات الحشد الشعبي غربي الموصل انتهت بتحقيق أهدافها"، مبينا أنّ "العملية حققت تحرير 14 ألف كم مربع، و360 قرية".
وأكد المهندس، على أنّه "تم أيضا تحرير الحدود بشكل كامل، وسيتم تسليمها إلى شرطة الحدود لاحقا"، مشيرا إلى أنّ "هندسة الحشد أمنت أكثر من 1000 كم من الحدود العراقية خلال العملية".
كما وأشار إلى أنّ "الحشد جاهز لتحرير بلدة تلعفر، وقد قطع جميع الطرق والإمدادات إليها، وأنّه ينتظر أوامر رئيس الحكومة حيدر العبادي للتحرّك نحوها".
ولفت إلى "وصول الحشد قبل يومين إلى إحدى القرى الحدودية التي تبعد 2 كم عن سورية، وقام بمعالجة بعض الأهداف بواسطة المدفعية"، مؤكدا أنّ "منطقة غرب الموصل كانت بمثابة قاعدة اقتصادية لداعش، حيث كان يهرب النفط من خلالها".
بدوره، أكد مصدر عسكري أنّ "مليشيا الحشد نشرت المئات من قطعاتها في المناطق التي سيطرت عليها في المحور الغربي للموصل".
وقال المصدر، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "الحشد لم يسيطر بعد بشكل كامل على الحدود مع سورية، وما زال يواجه هجمات مستمرّة من قبل عناصر داعش، ويخوض معارك عنيفة فيها"، مبينا أنّ "تعزيزات عسكرية كبيرة توجهت نحو الحدود، لتعزيز قوة الحشد فيها وفرض سيطرتها الكاملة عليها".
وأضاف أنّ "الحشد نشرت مئات من عناصرها في المحور القريب من بلدة تلعفر، الأمر الذي فاقم حدّة المخاوف من شنّ هجوم مباغت على البلدة، والتي تعدّ من المناطق الحساسة، وأن دخول الحشد إليها سيؤثر سلبا على التعايش السلمي للأهالي فيها".
وأكد أنّ "المعلومات تؤكد أنّ قيادات الحشد طالبت بتعزيزات عسكرية من فصائلها المتواجدة في المحافظات الجنوبية، وأنّ المئات من تلك الفصائل تجري استعداداتها للتحرّك نحو المحور الغربي للموصل".
في غضون ذلك، أكد مسؤول محلي في بلدة البعّاج، غربي الموصل، أنّ "المئات من العوائل نزحت خلال هجوم الحشد على البلدة، وأنّها لم تستطع العودة إليها بسبب انتشار الحشد في بلدتهم".
وقال المسؤول، خلال تصريح صحفي، إنّ "الحشد أحرق الكثير من المنازل خلال معاركه مع داعش في البعاج، وأنّ أغلب عوائل البلدة نزحت منها خوفا من انتهاكات الحشد"، مبينا أنّ "وجود الحشد في المحور الغربي للموصل خلق حالة من عدم الاستقرار فيها، ويثير الرعب لدى المواطنين، كما سيمنع عودة النازحين، فضلا عن خلق توتر أمني يؤثر على أي توجه نحو إعمار تلك المناطق مستقبلا".
وناشد المسؤول، الحكومة بـ"إخراج الحشد من مناطقهم، وتسليمها إلى الشرطة المحلية وقوات الجيش".
يشار إلى أنّ مسؤولين حذروا من خطورة سيطرة مليشيا "الحشد" على المحور الغربي للموصل والحدود العراقية – السورية، محذرين من تحول المنطق إلى بؤرة للصراع الإقليمي.