أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، إلى أن إقرار الكابينت تقليص الكهرباء عن غزة استجابة لطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه عبارة عن "مقامرة غير محسوبة وانجرار أعمى خلف عباس".
وقال هرئيل، في العدد الصادر من الصحيفة اليوم الثلاثاء، إن "عباس يريد تصفية حساباته مع حماس ويسعى لإشعال الحرب بينها وبين "إسرائيل"، تضرب فيها الأخيرة حماس ضربات قاسية".
وأوضح أن قرار الكابينت تقليص الكهرباء لغزة يعتريه التناقض الداخلي، إذ استمع الوزراء إلى حديث قادة الأمن عن أن أحد أهم أسباب الأزمة الإنسانية بغزة هو توقف السلطة عن دفع الأموال لصالح الكهرباء، في الوقت الذي قرر الكابينت تقليص الكهرباء لغزة أيضًا بناءً على طلب عباس.
ولفت "هرئيل" إلى أن قادة الأمن يرون أن حماس غير معنية بجولة جديدة من الحرب حاليًا، "لأن محيطها العربي في أسوأ حالاته وحليفها القوي يتم مقاطعته من الخليج"، على حد تعبيره.
ورغم ذلك، حذّر المحلل العسكري من أنه في حال "لم يتم تدارك الأمر؛ فالأوضاع تسير باتجاه المواجهة دون رغبة واضحة من الحكومة في التصعيد".
كما وأشار إلى أن "خلف القرار الإسرائيلي بتقليص الكهرباء عدة أسباب من بينها عدم رغبة حكومة اليمين الإسرائيلية بالظهور أمام ناخبيها بمظهر المستسلم لتهديدات حماس عبر الموافقة على تمويل نشاطات حماس عبر الكهرباء"، على حد قوله.
ووفق رؤيته؛ يأمل الوزراء أن ينجح منسق شؤون المناطق في حكومة الاحتلال "بولي مردخاي" في التغلب على الأزمة والحصول على تمويل من المجتمع الدولي للكهرباء بشكل يخفف الضغط على حماس ويمنع تصعيدًا جديدًا.
ولفت إلى أن "عباس يستمد التأييد من سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والذي لم يتردد في وصف حماس بالمنظمة الإرهابية التي يتوجب العمل ضدها بحزم خلافًا لسلفه أوباما".
وأضاف "بشكل عام فتصرفات عباس تجاه غزة تشبه تصرف دول الخليج تجاه قطر، ففي الحالتين يترجم عباس والخليج دعم ترمب لهما على شكل خطوات جريئة ضد من يوصفون بالإرهاب"
وكانت صحيفة "معاريف" العبرية كشفت أمس عن إقرار الكابينت الإسرائيلي تقليص الكهرباء لغزة بمعدل ساعة يوميًا بناءً على طلب السلطة الفلسطينية.
وذكرت الصحيفة أن القرار يقضي بتقليص الكهرباء بما نسبته 15%، ما يعني تقليص ساعات الكهرباء من 4 ساعات حاليًا إلى 3 ساعات.