من جانبي قد للمقالة الخطيرة والاكثر سيكولوجيا لموقف حماس وبرنامجها والتي اتت بعنوان "حماس بين ابو مازن ودحلان: المعادلة الصعبة! عنوانا اخر " حماس والمراوغة على المتغير " ولا اريد هنا ان اقول حماس والخضوع للمتغير ولان حماس لم تتخلى عن ميثاقها ومرجعيتها الفكرية ، ولكن حسبي ان اقول ان خيارات حماس المرحلية وليست الاستراتيجية لا يمكن ان تصنع مثلثا متما كملا او مربعا بعد حكم وسيطرة على القطاع دام اكثر من عشر سنوات ولذلك ليكتمل المربع او المثلث المكسورة أضلاعه والذي تحدث عنه الاخ غازي حمد لا يكتمل بوجه نظرة الا باللقاء مع قوتين متناقضتين وهي فتح ابو مازن والتيار الاصلاحي الذي يقوده دحلان .... والتمني غير الحقيقة وان سرد الاخ غازي كثير منها سيكولوجيا وماضي وغيره من المتعلقات السالفة الذكر في مقاله.
بالقطع تعودنا في مقالات الاخ غازي الصراحة وهو ما يعرف به ويعرف بالمعتدل ذو النزعة الوطنية اكثرها من الحزبية وكان في منتهى الصراحة ليؤكد بان حماس تتأخر في فهم المعادلات السياسية والتجاوب معها وهذا يؤخذ عليها ولا لكثير من المحطات المؤلمة كان يمكن تجاوزها بخيارات اخرى وكل ما في الامر ان حماس وضعت في مطب صنع لها واصبحت تتألم من عمق المسؤوليات الملقاة على عاتقها في حكم غزة وتحملها مسؤولية 2 مليون فلسطيني وبالتحديد امام متغيرات اقليمية ودولية مستجدة تطالب برأسها وهو المرفوض فلسطينيا وشعبيا ولان حماس جزء اصيل من حركة الشعب الفلسطيني ومكونه ونسيجه الاجتماعي وقوة سياسية ان احسن فيها الدور الوطني ستكون عامل قوة وليس ضعفا للشعب الفلسطيني .
حماس تنظر للخلاف الفتحاوي الفتحاوي على صياغة التحالفات "" باهون الشرين "" أي مدرسة عباس ومدرسة محمد دحلان " أي الخروج من المرحلة باقل الخسائر ...وهنا ابتعد الاخ غازي عن توصيف وتحليل البرنامج السياسي بين كل من ابو مازن ودحلان وايهما يمثل الخطورة وتحديد الموقف ووضع النقاط على الحروف واعتقد هذا خطأ حماس انها لم تحدد علاقتها مع نهج محمود عباس بل اعتمدت على الشكل التقليدي في ادارة الانقسام بين الجذب والرفض في حين ان من بيده التوقيع على أي اتفاقيات وباسم الشرعية الفلسطينية هو محمود عباس وليس دحلان ولا نعتبر تيار دحلان اخف الضررين بل هو ابن المخيم وتياره هم قوى وطنية جاهزة ان ترفع لواء المقاومة والبناء ببرنامج متفق علية مع حماس وهذا ما اختلفت حماس عليه مع ابو مازن ، ان مفهوم الشراكة الوطنية يتنافى كثيرا مع كثير من الابجديات التي صاغها الاخ غازي حمد ، فمعاناة ابناء غزة حمساويها بفتحاويتيها بجهادييها وكل القوى الوطنية التي استثناها الاخ غازي في مقالته معنية في تصليب الحالة الوطنية امام طوفان ومؤثر اقليمي ودولي يستهدف مشروعية المقاومة والحالة النضالية للشعب الفلسطيني والتي اشتدت بمحاولة توصيف حماس بإرهاب ،
لا ننكر ان الاخ محمد دحلان لديه رؤية سياسية ووطنية وتختلف كثيرا مع ابو مازن وهي الدافع للاتصالات الماضية والحاضرة مع حماس ويجب ان لا تفسر ابعد من ذلك وفي البوتقة الوطنية الاستراتيجية وليست المرحلية التي عبر عنها الاخ غازي لموقف حماس .
الشعوب لا تقف على ماضيها وماسيها المؤلمة بل بالتجربة يجب ان تتجاوز هذا الماضي ومؤثراته السيكولوجية والا سريعا ما ستهوي الشعوب في التفاصيل ومستنقع الخلافات والاحقاد اللعب على التناقضات فلسطينيا غير مجاز وان كان مجاز فلسطينيا مع دول الاقليم بحيث تجيير كل القوى الاقليمية لصالح القضية الفلسطينية .
وهنا كيف يصف اخينا غازي بنهج عباس كضلع يجب ان يكمل المثلث !!وهنا اقول ومن يكمل المثلث الوطني بثوابته في التحرير والحرية وتحرير الارض وعودة اللاجئين .
هل حماس لا تعرف ماذا تريد ..؟؟ اشك في ذلك .. وهنا يجب ان يكون قرار حماس وبرنامجها ومواقفها من ينضبط للضوابط والثوابت الفلسطينية من عدمه . فمشروع ابو مازن واضحا واكثر وضوحا وماذا يريد من غزة وليس من حماس بل من المكون الوطني لغزة وعلى رأسها التيار الاصلاحي وقوى الحركة الوطنية الفلسطينية ن من سوء التفسير ان تعتقد حماس ان رأسها فقط هو المطلوب وتتخذ مواقفها بناء على ذلك ، فمن يهب حائط البراق للإسرائيليين لا يمكن ان يكمل المثلث المكسور الذي قال عنه غازي حمد ، ومن ياخذ الشعب الفلسطيني اسرى لديه بقوت اولادهم لا يمكن ان يكون ضلعا في المثلث ,هنا اقول ان الضلع الغير مكتمل في رؤية حماس والذي نادينا به مرارا هو الطاقة والفعل والقوة الشعبية الغائبة هي التي تكمل المثلث وليس الترنح في المواقف .
التيار الاصلاحي مد يديه التي علقت في الهواء بشأن اصلاح حركة فتح ، ومد يديه بالشراكة الوطنية وفك ازمات غزة لا يناور ولا يضع شروط مسبقة على برنامج حماس المقاوم فالمقاومة كانت كالحليب ارضع منه كل ابناء غزة سواء في صنع التاريخ الحديث للمقاومة والكفاح المسلح بجناحها العاصفة او في الانتفاضة الاولى والثانية او في صمودهم ومؤازرتهم للمقاومة في ثلاث حروب ارادت ان تجتاح غزة .
وهنا اتفق مع الاخ غازي بان حماس لوحدها لا يمكن ان تواجه كل تلك الاعاصير الا بشبكة وطنية متكاملة وهنا ندفع ونؤيد ونؤازر قرار الاخ السنوار والاخ محمد دحلان بتجاوز الماضي واختراقه لصنع معادلة وشبكة وطنية مدعومة شعبيا لمواجهة التحديات وبخيارات التوافق لتفكيك الازمات سواء على المستوى الداخلي او الاقليمي او الدولي .