بدأت مؤسسة شاشات تنفيذ المرحلة الثانية من مبادرة "ما هو الغد"، السينمائية المجتمعية، والتي تبني على ما تم إنجازه في المرحلة الأولى. فقد بدأت المرحلة الأولى السنة الماضية (2016)، وضمت إنتاج أربعة أفلام وثائقية من قبل مخرجات فلسطينيات شابات، وقد نظم افتتاحين لهذه الأفلام، في رام الله وغزة برعاية وزير الثقافة الفلسطينية، د. إيهاب بسيسو، وعرضت الأفلام الأربعة في إثنين وعشرين مدينة وبلدة ومخيم خلال جولة تضمنت تسعين عرضاً، تبع كل عرض نقاشا يسره أشخاصا من البيئة المحلية. وهذه العروض تمت بالشراكة مع ثماني جامعات وكليات، ومدرستين، وأربع عشرة مؤسسة شبابية وثقافية ومجتمعية ، هذا بالإضافة إلى إنتاج حلقة تلفزيونية هي فيلم وثاثقي "ما هو الغد" شمل مقتطفات من النقاشات وتم بثه على فضائية فلسطين.
تتضمن المرحلة الثانية من مبادرة "ما هو الغد" إجراء دراسة علمية ونقدية حول النقاش الذي أثارته الأفلام الأربعة في المجتمع الفلسطيني، وتتضمن دراسة أكثر من ثلاثة آلاف تقييم واستمارة، وهي عبارة عن آراء الجمهور الذي شارك في مشاهدة الأفلام، حيث تجاوزوا ستة آلاف مشارك، وبلغت نسبة الشباب فيه الثلثين، أي 66%، وإضافة إلى ذلك، تتضمن المرحلة الثانية دراسة حوالي مئة وخمسة وعشرين تقريراً من الميسرين حول ما تم في النقاشات، وأيضا دراسة تقييمات وتقارير المؤسسات التي استضافت العروض، والتي تبلغ أربعة وعشرين مؤسسة، وذلك من أجل تحليلها وإستنتاج ما تشير إليه، بهدف تطوير مسودة أولية عن "وضعية الشباب الفلسطيني" تبني على الإستنتاجات من مهرجان شاشات "ما هو الغد".
يجري حاليا جولة عروض للفيلم الوثائقي "ما هو الغد" (51:10 دقيقة)، في معظم الأماكن التي شاركت في العروض في المرحلة الأولى، إضافة إلى أماكن أخرى. ويشكل عرض ونقاش هذا الفيلم الوثائقي الذي صور في جامعتين ومؤسستين أهليتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، مادة إضافية لاظهار أبعاد التفكير المجتمعي، خاصة الشبابي منه، في الغد الفلسطيني.
يشار إلى أن الباحثين اللذين يشرفان على الدراسة، رامي سلامة، أستاذ علم الانسان في جامعة بيرزيت وأحمد حنيطي، باحث مستقل، سيشاركان أيضاً في بعض نقاشات الفيلم الوثائقي في عدد من الجامعات والمؤسسات الأهلية إلى جانب المناقشين، من أجل إغناء هذه النقاشات ولدعم الدراسة، ونقاش تصورات الجمهور عن "ماذا بعد" من أجل التفاعل مع توصيات الجمهور وتطويرها إلى آليات وسياسات.
وبالتوازي مع هذا سيتم عقد عدة لقاءات متخصصة مع شخصيات ومؤسسات ذات العلاقة، وذلك بهدف نقاش وتطوير مسودات الدراسة، التي تركز على "وضع الشباب الفلسطيني ورؤيتهم للغد"، وهذه اللقاءات سيتم تنظيمها في معظم محافظات الوطن، وتختتم لقاءات نقاش مسودات الدراسة في إجتماع عام في رام الله، يليه انتاج دراسة حول "رؤية الشباب الفلسطيني للواقع وللغد" تحضيراً للمرحلة الثالثة من مبادرة "ما هو الغد"، والتي ستتضمن نقل هذه التوصيات والتصورات عن "ماذا بعد" إلى مؤسسات وصانعي القرار، من أجل الإستجابة لما تم طرحه في هذه اللقاءات الجماهيرية والمتخصصة خلال سنتين.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة "شاشات سينما المرأة" مؤسسة أهلية فلسطينية غير حكومية وغير ربحية، تركز في عملها منذ تأسيسها عام 2005 على تنمية وتطوير قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب، إنطلاقاً من مركزية مشاركة المرأة في إنتاج ثقافة فلسطينية مبدعة ومعاصرة تضع مفاهيم من خلال منظور النوع الاجتماعي في عين الإعتبار لأهميتها في التنمية المستدامة. يتكون مجلس إدارة "شاشات" من الجنسين وهم من الناشطين في مجال الثقافة والإعلام، والتعليم، والتنمية.