طرقتُ بابكَ يا ذا المُلكِ مُبتهلًا
مَنْ لي سواكَ إليهِ القلبُ يبتهلُ
أنتَ المُعينُ على البَلوى ومُفرجُها
بغيرِ حبْلِكَ حبْلي ليسَ يَتَّصِلُ
يا عالمَ الغيبِ لا تخفاكَ خافيةٌ
وأنتَ تعلمُ ما في القلبِ يعتملُ
أدعوك يا ربّ في سِرّي وفي علني
يا مَنْ يُجيبُ الدّعا يا فَرْدُ يا جَلَلُ
فِداكَ يا سيّدي نفسي وما شَمَلَتْ
وليسَ غير رضاك اليومَ أَأْتَمِلُ
مَنْ لي سِواكَ إذا عَضَّتْ بِناجذةٍ
سودُ الليالي وإنْ تاهت بِيَ السُّبُلُ
وَمَنْ يقي قدمي يا ربّ عثرتها
يا مَنْ بفضلِكَ دوماً يُتَّقى الزّلَلُ
وإنْ ألَمَّتْ بِيَ الدّنيا بِنازلةٍ
وكشَّرت لِيَ عن أنيابها الغِيَلُ
وضاقت الأرضُ من حولي بما رَحُبَتْ
وغاضَ في خافِقَيَّ العزمُ والأمَلُ
وآحْلَوْلَكَ الليلُ حولي دامساً عَكِراً
وراحَ من مُقلَتَيَّ الدّمعُ ينهَمِلُ
ناديتُ بآسمكَ يا أللهُ فآنفرجت
عنّي الكروبُ وزال الرّوعُ والوَجَلُ
فآغفرْ ذنوبي وهب لي من لَدُنْكَ تُقىً
فمن معينِكَ كلّ الخيرِ يُنتَهَلُ