أكد أعضاء مبادرتي (بذور) السلام PSI و(نواة) السلام PCI أن الظواهر السلبية التي انتشرت في المجتمع عقب الحرب الأخيرة في مدينة عدن تمثل عوائق رئيسية في عملية بناء السلام، مستندين بذلك على مخرجات اللقاءات المجتمعية الحوارية، التي نفذتها المبادرتين، وتناوبوا على تيسير مجرياتها، مشيدين بالتفاعل الكبير للحضور أثناء النقاشات، وتقارب وجهات النظر حول قضايا النزاع، أسبابها وحلولها، وكذا المشاكل التي ضاق بها المجتمع، الذي يشعر بأنها دخيلة عليه، وصار بحاجة مُلحة للتخلص منها.
جاء ذلك في تصريح على هامش لقاء مجتمعي حواري هو الثاني للمبادرتين والرابع ضمن مشروع(شباب نحو السلام)، وسمت اللقاءات بشعار(معاً نحو السلام)، وتنفذها المبادرتان والمجلس الشبابي للسلام، بالتعاون مع مؤسسة(ألف باء) مدنية وتعايش، بمشاركة نشطاء مجتمع مدني وشخصيات اعتبارية وطلاب جامعيين وتربويين وعقال حارات، من مختلف مديريات عدن، وذلك في قاعة الاجتماعات في مقر المؤسسة.
كما أكدوا على أهمية اللقاءات المجتمعية الحوارية لما لها من دور فعال في رفع مستوى الوعي، وكونها أرضية مشتركة تتجمع عليها شرائح المجتمع بمختلف الفئات العمرية، وينتج عنها ما يصب في مصلحة إيجاد حلول سليمة للكثير من المشاكل والقضايا، وعلى أقل تقدير تخفف من حيثياتها وتبعاتها؛ فثقافة الحوار تبني جسور للتواصل والتفاهم، وتعمل على تقريب وجهات النظر والآراء المتباينة، ، وبحسبهم – فإن مخرجات تلك اللقاءات سيُبنى عليها أفكار لأنشطة مستقبلية متعلقة بعملية بناء السلام، تستهدف الطلاب الجامعيين.
وأشار عدد من أعضاء المجلس الشبابي للسلام - حضروا اللقاء المجتمعي، إلى مجموعة من قضايا النزاع المجتمعي التي تعانيها مدينة عدن وتم مناقشتها، أبرزها: حمل السلاح، غياب سيادة الدولة وسلطة القانون، تدهور الخدمات العامة كالكهرباء والمياه، تشري الفساد في المؤسسات والمرافق الحكومية، تدني المستوى المعيشي للمواطن، وكذا المناطقية والتطرف الفكري والديني في أوساط الشباب، وغيرها.. وفيما يتعلق بالحلول طُرحت الكثير من المقترحات والتوصيات، أهمها: نزع السلاح من قبل الجهاز الأمني، تفعيل دور أقسام الشرط، إعادة فتح النيابات العامة والمحاكم أبوابها أمام المواطنين، الحفاظ على اللحمة المجتمعية، الاستمرار بإقامة حلقات النقاش والمنتديات الحوارية لرفع مستوى الوعي بمفاهيم بناء السلام ومبادئ القبول بالآخر وتعزيز ثقافة الحوار، واستهداف المجتمع المدني للشباب بحملات المناصرة والأنشطة المجتمعية.
وكان أعضاء المبادرتين والمجلس قد خضعوا مطلع شهر مارس الفائت لتدريب مكثف من إعداد المؤسسة حول مفاهيم التطرف والتعايش وحل النزاعات، ضمن مشروع(شباب نحو السلام)، ونفذوا كمبادرات شبابية معنية بقيم التعايش والقبول بالآخر نزول ميداني للتوعية إلى عدد من المدارس في مختلف مديريات عدن،وتهدف المؤسسة بمشاريعها المستقبلية إلى تمكين الشباب للمساهمة في عملية بناء السلام.
ويُذكر أن (ألف باء) مدنية وتعايش.. مؤسسة مجتمع مدني، تأسست منتصف 2012م، ومقرها الرئيسي في عدن، تعمل ببرامجها ومشاريعها على نشر التوعية بمفاهيم المدنية والتعايش، وتهتم بكافة الجوانب التي من شأنها المساعدة في بناء مجتمع مدني، يحترم التنوع والمواطنة المتساوية وحقوق الأفراد والجماعات.