يعد داء الكلب واحدا من الأمراض الفيروسية الفتاكة التي عرفها الإنسان، فهو يقتل ضحاياه ممن لا يخضعون للقاح، بنسبة 100%.
وعلى الرغم من توافر جميع الوسائل العلمية للقضاء على هذا المرض، إلا أنه ما يزال يسبب 69 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم كل عام، ما يعادل وفاة 189 شخصا يوميا.
وينتقل داء الكلب إلى الإنسان عن طريق تعرضه لعض حيوان مصاب، وعادة ما يكون ذاك الحيوان هو الكلب، ويستغرق ظهور المرض على الانسان ما بين شهر وثلاثة أشهر منذ تعرضه للعض، وفي ذلك الوقت تكون وفاتهم أمرا حتميا لا مفر منه.
تتمثل الأعراض المبكرة للمرض الذي تكون نهايته تكون سريعة ومرعبة، في تزايد الشعور بالقلق الذي يتحول إلى هلوسة وهذيان والشعور بالصداع والحمى التي تتزايد لتتحول إلى ألم حاد وتهيّج لا إرادي ومن ثم يصل المصاب إلى مرحلة الاكتئاب والرهاب، ومن ثم يبدأ بالدخول في نوبات من الجنون والخمول مما يؤدي إلى غيبوبة ومنه إلى الوفاة.
وفي عام 1885، اكتشف عالم الأحياء الدقيقة والكيميائي الفرنسي لويس باستور أول لقاح لداء الكلب بعد أن أجرى جرعة من لقاح تجريبي لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات كان قد تعرض لعضة كلب مسعور، وأصبح ذاك الفتى أول إنسان يظل على قيد الحياة بعد إصابته بالفيروس القاتل.
وأظهرت الدراسات أن القضاء على داء الكلب سيكون مربحا باعتبار أن هذا المرض يسبب خسائر اقتصادية سنوية تقدر بـ 8.6 مليار دولار.
وتبين التجارب أن القضاء على داء الكلب بسيط للغاية، إذ أن تطعيم 70% من الكلاب في المناطق التي يتواجد فيها داء الكلب يساهم في اختفاء المرض.
ويقتل داء الكلب المصابين من البلدان النامية على وجه الحصر، بسبب افتقارها للرقابة الجيدة، ما يعني أنه ليس مرضا ذا أولوية بالنسبة للغرب، حيث تمكنت معظم الدول المتقدمة من القضاء على هذا المرض في الكلاب لديها.
يذكر أن أي شخص يتعرض لهذا الفيروس عليه الحصول على اللقاح في غضون 10 أيام، وهذا اللقاح فعال بنسبة 100% في تلك الفترة، إلا أن الكثيرين لا يستطيعون الوصول إلى هذا العلاج الوقائي.
ووجدت العديد من التقارير أن الهند التي يعيش فيها خمس سكان العالم، تتصدر دول العالم من حيث الوفيات بسبب داء الكلب، إذ سجلت بمفردها 35 % من الوفيات البشرية بسبب المرض، بينما سجلت أفريقيا 36 %.
وتشير التقارير إلى أن الكلاب التي جرى تطعيمها في جميع الدول في أفريقيا وآسيا لا تزال أقل بكثير من النسبة المطلوبة للسيطرة على المرض.