على وقع أجواء البهجة والسرور التي عايشها المسلمون في شتى بقاع الأرض احتفالاً بعيد الفطر المبارك، من معايدة الأقرباء وزيارتهم كنوع من المودة والرحمة التي شرعها المولى عزوجل عقب الشهر الفضيل لزيادة أواصر المحبة بين الأخوة والأقارب والأرحام.
غزة التي عايشت حروباً ثلاثة لم تشهدها دولاً عظمى، وتخضع لحصار إسرائيلي متواصل منذ أكثر من عشر سنوات، ومناكفات سياسية ألقت بظلال سيئة على المواطنين الذي تقطعت بهم السبل بعد انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم لأكثر من 12 ساعة يومياً، والخصومات التي طالت رواتب الموظفين، إلا أن الغزّيين احتفلوا بما شرعه الله في هذا العيد، حيث عمت شوارع القطاع الفرحة والبهجة تطبيقاً لتعاليم دينهم.
وخلال تجوال عدسة وكالة "خبر" في شوارع قطاع غزة خلال أيام العيد، لتوثيق أجواء البهجة والفرحة التي عمت أرجاء غزة المحاصرة، رصدت مُسناً يصطف على قارعة الطريق بلا مأوى أو طعام أو حتى شراب.
ولدى سؤال مراسل وكالة "خبر" للرجل المُسن عن كيفية مساعدته وما الذي دفعه للوقوف هنا على شارع لا يوجد به سوى أناس تذهب لمعايدة أرحماها في عيد مبارك أنزل الله به الرحمة على قلوب المؤمنين، قال: "إن ذويه طروده من منزله، الأمر الذي دفعه للمبيت في الشارع دون طعام أو ملبس".
وأضاف: "أنه كلما يتبرع له فاعلي الخير بملابس لكي يستر بها أجزاء جسده، يقوم بعض الناس بسرقتها"، متسائلاً: "ماذا أفعل أنا ؟، ومتحير من وين أتلقاها".