سمحت جمهورية مصر العربية مؤخراً، بإدخال الوقود المصري إلى قطاع غزة لتشغيل محطة توليد الكهرباء، وذلك بعد وقف توريده من قبل الجانب الإسرائيلي، إثر فرض حكومة الدكتور رامي الحمد الله ضريبة "البلو" على الوقود الوارد لمحطة التوليد.
وعلى الرغم من إدخال كميات كبيرة من الوقود المصري إلى قطاع غزة، إلا أن المواطن الغزّي لم يشعر بأي تحسن على جدول الكهرباء المعمول به، بل إن البعض اعتبر أن الأزمة تفاقمت، حيث قال بعض المواطنين "إن عدد ساعات وصل الكهرباء تم تقليصه عقب إدخال الوقود المصري".
ولم تشفع كميات الوقود الواردة لغزّة من تخفيف حدة معاناة المواطنين جراء تفاقم أزمة الكهرباء التي باتت لا تصل منازلهم أكثر من 4 ساعات يومياً، وبات البعض يُجزم بأنها أزمة سياسية مصطنعة، وذلك بعد أن أقرّ الاحتلال تقليص كمية الكهرباء الواصلة للقطاع بطلب من السلطة الفلسطينية.
وللوقوف على أسباب عدم تحسن جدول وصل وفصل الكهرباء بغزة، قال مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء، محمد ثابت، إن محطة التوليد شرعت أمس بتشغيل المولد الثالث المغذي لمحافظات غزة، عشية دخول دفعة جديدة من الوقود المصري.
وأشار ثابت خلال حديثه لوكالة "خبر"، إلى أن تشغيل المولد الثالث لم يُحدث أي تحسن في جدول توزيع الكهرباء، وذلك نظراً لتعطل جميع خطوط الكهرباء المصرية المغذية لمحافظات القطاع.
وأوضح أن تشغيل المولد الثالث عوض الكمية التي تم فقدانها، بعد انقطاع خطوط الكهرباء المصرية المغذية لمحافظة رفح، مشيراً إلى أن وجود إرباك جديد طرأ على خط جي "9 " الناقل من محطة التوليد للمناطق الجنوبية فجر اليوم.
وحول جدول توزيع الكهرباء المعمول في محافظات القطاع، بيّن ثابت أن عد ساعات وصل الكهرباء لمنازل المواطنين هو 4 ساعات وصل يقابلها 12 ساعة قطع، معرباً عن أمله في أن يتم إصلاح الحطوط المصرية وتحسن جدول الكهرباء في أقرب وقت.
ولفت إلى أن تحسن جدول ساعات الوصل والفصل يتوقف على إصلاح الخطوط المصرية المغذية لمحافظة رفح، مشدداً على أن الشركة لا تتدخر جهداً في التواصل مع الجهات المعنية من أجل العمل على إصلاحها.
وبالإشارة إلى عدم تحسن جدول الكهرباء بعد إدخال الوقود المصري، أكد ثابت على أن الوقود المصري تم تشغيل محطة التوليد من خلاله، إلا أن ذلك قوبل بتقليص كميات الكهرباء الإسرائيلية المغذية لقطاع غزة، بالإصافة إلى تعطل الخطوط المصرية، لافتاً إلى أن شركة التوزيع تتعامل مع الكميات الواردة لها من محطات التوليد، والخطوط المصرية والإسرائيلية.
ودعا ثابت المواطنين إلى ضرورة تفهم طبيعة عمل شركة توزيع الكهرباء، والإبلاغ عن أي تعديات على خطوط الكهرباء، لافتاً إلى أنها تقوم بتوزيع الكميات المتوفرة لديها بالتساوي على مختلف مناطق القطاع.
ويُعاني قطاع غزة يعاني منذ عشر سنوات من أزمة الكهرباء، حيث يحصل المواطن من خلال جداول التوزيع على 8 ساعات وصل يقابلها 8 ساعات فصل، وفي حالة نفاذ الوقود المخصص لمحطة توليد الكهرباء في غزة تمتد إلى 12 ساعة فصل مقابل 4 ساعات وصل.
الجدير ذكره أن أزمة الكهرباء تفاعلت مع عامل الانقسام وأنتجت أزمات عدة قتلت الحياة بالقطاع، حيث أصبحت المشكلة الرئيسية التي تواجه المواطنين في كافة قطاعات الحياة، ضمن رزمة من الأزمات الخانقة التي يعاني منها قطاع غزة على مدار عشر سنوات متتابعة.