أدان أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم مراد السوداني، اليوم الثلاثاء، استمرار الاعتداءات الاحتلالية المتكررة والمتمثلة في السياسات الاستيطانية الزاحفة نحو المواقع الأثرية في فلسطين المحتلة، والتي تهدف إلى طمس الهوية العربية ومعالمها التراثية والأثرية في فلسطين، والتي كان آخرها اقتحام قوات الاحتلال برفقة موظفين من دائرة السياحة والآثار والحدائق العامة التابعة له وعدد من المستوطنين المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال نابلس قبل يونين، وإجراء مسح هندسي بهدف الاستيلاء على المنطقة وشق طريق استيطاني فيها، ما يشكَل هذا الاقتحام تصرفاً همجياً وخارجاً عن القانون ومتجاوزاً لكل الأعراف والقوانيين الدولية .
وتابع السوداني في تصريح تلقت وكالة "خبر" نسخة عنه، أن موقع "سبسطية" الأثري هو واحد ضمن عدد من المواقع الأثرية التي تقع تحت هيمنة الاحتلال، ومحطّ اهتمام للجانب الاحتلالي منذ عام 1967، مشيراً إلى أن مدينة سبسطية واحدة من أهم المعالم الأثرية في فلسطين، وشاهدة على الحق الفلسطيني في أرض فلسطين الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي بكل السبل إسقاطه من الذاكرة الجمعية، مؤكدا أن البقايا الأثرية في سبسطية وغيرها من الأماكن الأثرية المستهدفة في فلسطين هي الورقة الرابحة لإثبات الهوية العربية والحق الفلسطيني في الأرض التاريخية في كافة المحافل الدولية .
وجدد تأكيده على ضرورة التحرك العاجل والفوري لحماية التراث الفلسطيني المادي وغير المادي، والحفاظ على المواقع الأثرية وترسيخ الوعي بأهمية هذا التراث في ترسيخ الهوية العربية التي تتعرض للاستهداف بغية بسط السيطرة الكاملة على الأرض التاريخية لفلسطين، وتغيير معالمها وتهويدها وفرض واقع جديد يتناقض مع تاريخها العريق.
ودعا السوداني كافة الجهات والمؤسسات والأطراف المختصة والأمة العربية والدولية وكافة المؤسسات الدولية وأسرة المجتمع الدولي وعلى رأسها منظمة "اليونسكو"، إلى التدخل العاجل والفوري للضغط على الاحتلال لوقف سياسته واعتداءاته تجاه المعالم التراثية والتاريخية في فلسطين وتوفير الحماية اللازمة لها .