ديمة السّمّان:الأديب المقدسي جمعة سعيد السّمان وإصداره الرابع

ديمة السّمّان:الأديب المقدسي جمعة سعيد السّمان وإصداره الرابع
حجم الخط

ديمة السّمّان: الأديب المقدسي جمعة سعيد السّمان وإصداره الرابع

وسادتي .. عش دبابير..

ستون قصة تصلح أن تتجسد على الشاشة الصغيرة عملا دراميا يدخل كل بيت يخاطب كل فرد في الأسرة.

"وسادتي".. هي الصديق المخلص الذي يشاركك ترحك وفرحك دون أن يتأفف. وسادتك تحفظ أسرارك.. تشاركك في حمل همك.. تمتص دمعك.. دون أن تخشى من أن تبتزك يوما وتهددك بإفشاء سرك، وإلإعلان عن لحظات ضعفك، عليها ينام رأسك فتدور فيه أفكارك، تقيّم نفسك، تلومها تارة وتفخر بها تارة أخرى. يخرج منها إبداعك، تغفو عليها عينك لترى في ما يراه النائم حلمك، تسكنها أحاسيسك ومشاعرك، تغضب، فتضربها وكأنها هي خصمك، تسعد، فتحتضنها كأنها حبيبك. تسكنها كل المشاعرعلى تنوعها، فتكون أشبه بعش دبابير.

"وسادتي" تستحق مني كل امتنان، فأين تجد صديقا يحتمل مزاجيتك؟ وقد رأى الأديب المقدسي جمعة سعيد السمان أن يخصها بإصدار خاص، يجمع قصصا وحكايات متنوعة من واقع الحياة؛ ليضمها بين دفتيّ هذا الإصدار الذي يحمل اسم هذا الصديق المخلص، لتكون كل قصة منها عبرة لمن يعتبر. وقد ضمت المجموعة ستين قصة موزعة على 220 صفحة من القطع المتوسط، صدرت عن دار الجندي للنشر قبل، وصمم غلافها أسامة سلهب.

لم يترك الكاتب موضوعا يستحق الطرح يعتب عليه، معظمها كانت اجتماعية تحاكي النفس البشرية. تثير جدلا واسعا ونقاشا يستحق جلسات من البحث. مواضيع غنية تختزل خبرات أناس عاشوا التجربة، ليقدموا للقارىء نصائح لا تقدر بثمن، قدموا للقارىء تجربة حياة على طبق من فضة، فحياة واحدة لم تعد تكفينا، فكانت كل قصة بمثابة حياة أخذ القارىء منها العبرة دون أن يعيش عذاباتها، فيتعظ، ويتخذ الطريق الأسلم ليكمل مشوار حياته بأقل الخسائر الممكنة.

قيل :"النصيحة بجمل"، وها هو الكاتب السمان يقدم لك ستين نصيحة في كتاب بأسلوب شيّق ممتع، وصفه النقاد على أنه أسلوب السهل الممتنع. فالكلمة رشيقة، والحدث جذاب، وتسلسل الأحداث يسحب القارىء إلى نهاية القصة وهو سعيد مرتاح، فلا تعقيد ولا طلاسم. رسم السمان الشخوص بمنطق مقنع، لم يقحم الكاتب نفسه، احترم ذكاء القارىء وتركه يستشف الرسالة التي بثها عبر السطور. وكان للصور الشعرية نصيبا زاد المجموعة غنى وجمالا.

كل قصة في المجموعة تصلح أن تتجسد على الشاشة الصغيرة مسلسلا تلفزيونيا أو تمثيلية تدخل كل بيت، تخاطب كل فرد في الأسرة، لتزيد من وعي المجتمع وتساهم في تعديل سلوكياته وتوجيهه نحو اختيار الأفضل.