بالتاكيد ان من اهم الملفات التي يحملها عباس هو التقارب المصري نحو غزة وبالتحديد الانفتاح خلال الشهور القادمة والذي ياتي نتيجة مجهودات كبيرة من الاخ محمد دحلان بارساء عدة تفاهمات وطنية وانسانية تجاه غزة في ظل معوقات كبرى يضعها عباس امام عدة معادلات وطنية وانسانية تخص الكل الفلسطيني والجزء في غزة ، لدى عباس نهج ومشروع معروف فهو يريد توجيه ضربة لتلك التفاهمات بالاضافة الى عدة ملفات اخرى وخاصة ان ماجد فرج كان برفقته وهي ملفات امنية ... يريد ان ياخذ من تلك الملفات ورقة يعتقد ان لها وزن لدى الاخوة في مصر وخاصة ان عباس اعلن بانه طرف في محاربة الارهاب ، في حين انه يمارس كل الارهاب على قطاع غزة والذي يصل الى جرائم حرب
اصبح جليا ان محمود عباس في مجمل قراراته ومنذ تسلمه للسلطة ومنظمة التحرير بانه يمارس كل السلوكيات لضرب الحركة الوطنية الفلسطينية المبنية على مقاومة الاحتلال ومن خلال هذا المنفذ وهذه السلوكيات استصدر عباس عدة قرارات منذ ذاك الوقت وفي تراتب وتدرج بدا بالغاء مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح المركزية في الخارج ومؤسسة اسر الشهداء والمحاربين القدامى ، مرورا ً بمسلكيات التنسيق الامني التي استفحلت في ملاحقتها لكتائب شهداء الاقصى وفصائل مقاومة اخرى ..الى استهداف نواب المجلس التشريعي وتهديدهم وقطع رواتبهم وما اتى به مؤخرا ً من عدة قرارات طالت كثير من ابناء حركة فتح الذين يدعون للاصلاح بقطع رواتبهم ثم عملية اسقاط على مسببات الانقسام وتعليماته لموظفي غزة بالجلوس في منازلهم لتقطع رواتبهم وتخفض ويحال الاف منهم للمعاش ، اعتقد ان الامر واضح ان عباس يريد هدم كل الشرعيات سواء تشريعية او قضائية او تنفيذية لتتلخص في شخصه فقط ، فلا يوجد رئيس او زعيم او اي تسمية اخرى تمثل شعب وبحجج واهية ومبررات هو صنع مواصفاتها ان يعاقب كل قطاع غزة باهله واطفاله ومرضاه من اجراءات لاينوي فيها الا بفصل الضفة عن غزة في مشروع قديم جديد تناولوه في اواخر السبعينات ، ومن ثم جدد بعد وجود الاخ ابو عمار في غزة لمحاولة انقلاب عليه في الضفة الغربية وهذا ما دفعه ليتمركز في المقاطعة ، بسبب النهج الذي يمثله عباس ومن حوله نهج اقصائي جهوي جغرافي يريد استثمار اي مكتسب للثورة الفلسطينية سابقا ً في انجاز وظيفي امني اقتصادي في الضفة الغربية وهذه هي الظاهرة التي تفسر كل سلوكيات عباس ومستشاريه ومن حوله .
لقد طرحت مصر بالمجموعة الرباعية مبادرة منذ ثلاث سنوات بلم الشمل الفتحاوي وانهام الانقسام الداخلي وحل ازمات فتح الداخلية كتبويب لترميم الحركة الوطنية الفلسطينية بعد التخريب الذي اصابها ، فمصر تبات وتصحو بالهم الفلسطيني ولاكثر من سبب ، الروابط التاريخية اولا وثانيا ما تمثله كل فلسطين من شمالها لجنوبها وبالتحديد قطاع غزة للامن القومي المصري ، فلذلك الدوافع تبدا من ثورة يوليو التي قادها الضباط الاحرار بقيادة جمال عبد الناصر وبدأ نفس المسار التاريخي للثورة المصرية الى الرئيس السيسي ابن القوات المسلحة وابن الضباط الاحرار ايضا ، وهنا قد يطول الموضوع ، قد تعنت عباس ورفض اطروحات الرباعية العربية واطروحات مصر وتكررت المحاولة في كل الزيارات التي اتى بها عباس ، ونستطيع القول ان عباس ينفذ نهج له ابعاد اقليمية تملي عليه عدم الوفاق الفتحاوي الفتحاوي ولان بالوفاق الفتحاوي وتوحيد المعادلة الفتحاوية على اسس وبرنامج سياسي وطني قد لا يفيد ولا يصب في مصلحة عباس ومن حوله ولذلك هو يرى ان تبقى حركة فتح مشتته منقسمة لا تملك قرارها بعد صادر هذا القرار واصبحت حركة فتح في الضفة الغربية مكبلة وتحت وطأة رجال الامن واجهزتهم ..المبادرة المصرية حتما ً ما زالت هي الطرح المصري حتى في زيارة عباس الحالية لمصر ولان مصر تريد وحدة الحركة الوطنية بطليعتها حركة فتح وهي القادرة على التغيير وهي القادرة على صنع الحدث الوطني وتحديد المسارات والاتجاهات بناءا على المتغيرات الاقليمية والدولية ، اعتقد ان رسالة الاخوة في مصر واجهة جدا ً لعباس عليه ان يختار الان مصر بثقلها مع وجهة النظر الاصلاحية في حركة فتح ومع الوحدة المجتمعية في قطاع غزة والوحدة الوطنية التي تبوب لوحدة وطنية شاملة وان انطلقت من غزة فعمقها الضفة الغربية التي لايمكن ان تكون خارج الحسابات الوطنية في اي تفاهمات وطنية بينية في غزة او مع اي جهة اقليمية اخرى
بالقطع وبدون مجاملة فان الاخ القائد محمد دحلان يتمتع باستقرائية عالية للمستقبل وبالتالي كان ملما ً فكريا بكل الازمات الوطنية مبكرا وبالتالي طرح عدة مبادرات على المستوى الذاتي لحركة فتح وعلى المستوى الوطني ، بل ذهب ابعد من ذلك ودعم وساند مبادرة الجهاد الاسلامي ،وكما ذكر الاخ سمير المشهراوي بانهم ذهبوا للوفاق الفتحاوي الفتحاوي بناءا على طلب الرباعية العربية وبقيت ايديهم معلقة في الهواء ، ولكن الى متى ستبقى الايدي الفتحاوية معلقة في الهواء فان بقيت معلقة في الهواء يعني ذلك ان عباس حقق مآربه ، ولذلك لابد من مبادرة وطنية والتي تلتها عدة مبادرات والتي كان اخرها الانطلاق من ازمات غزة الانسانية للبناء الوطني " يد تبني ويد تقاوم " هدفا وبرنامجا ً لوحدة وطنية تتجاوز الالام والماضي ولان الشعوب ان ارادت ان تتقدم للامام لا يمكن ان تقف عن الامها وجروحها من اجل الابناء ومن اجل المستقبل والوطن ،ولذلك الاخ محمد دحلان والاخ سمير المشهراوي تجاوزوا نرجسيات يعمل بها من قبل عباس ومجموعته ودخلوا الى الرحب الواسع للوطنية الفلسطينية والحالة الشعبية فاصبح التيار ليس تيارا ً تنظيميا ً او مناصر كما يسموه لمحمد دحلان بل هو اصبح تيار شعبي جارف اعتقد انه يسحسم كثير من الامور في الساحة الوطنية في المدى القريب
بداية وصف الاخ سمير المشهراوي وصفا ً لهذا المؤتمر بانه حفلة بكل سيناريوهاتها المطروحة والتي بدأت بالتصفيق وانتهت بالتصفيق والملحوظ ان من اخذ نصيب الاسد في هذا المؤتمر هم قادة الاجهزةالموالين لعباس والنهج الذي يعرفه كل ابناء حركة فتح منذ زمن ، ولذلك لم نعول على هذا المؤتمر ولا على نتائجه فالحالةا لتنظيمية لحركة فتح متردية جدا ً واصبحت شكلية وان طلب منها موقف فهو لايتجاوز المدح والتصفيق والتهليل لكل قرارات محمود عباس ومواقفه ، وهذا ما عبرت عنه كل بيانات المجلس الثوري لحركة فتح والمركزية الذي لا يختلف الاول فيها عن الاخير .
يعول الجمهور الفلسطيني والحالة الشعبية الفلسطينية على التيار الاصلاحي على ان ينتشل حركة فتح من مازقها وتشتتها وتغييبها ومن اعادة ادبايتها واعادة الاعتبار لتاريخها ونضالاتها ولذلك قد بدأ التيار بخطوتين وعليه ان يكمل الـ10 خطوات ، واعجبتني اطروحة ومبادرة قدمها احد الاخوة في التيار الاخ ابو رفيق جعرور بانشاء مدرسة تكرس الوحدة السياسية والتنظيمية والاخلاقية لحرك فتح استنادا ً لادبياتها الجامعة ولغتها الاخلاقية السامية وهي مبادرة تستحق الاحترام والتقدير نامل لها النجاح امام بعض الذين يريدون ان يوقفوا مسيرة الاصلاح في حركة فتح والذي يدفع الاخ محمد دحلان والاخ سمير المشهراوي كل الامكانيات والدعم والمجهود لتنمية التيار بحيث يصبح يعبر عن حالة فتحاوية اصيلة تملئ القلوب والعقول وتجمع القوى الوطنية من حولها ،فاعتقد ان الثقافة الحركية مهمة جدا ً في هذه المرحلة التي تبوب لثقافة وطنية شاملة تستطيع الانتشار مع فصائل العمل الوطني وتكون قدوة لهم ، ولذلك نخرج من حالة اثبات الوجود الى حالة التمثيل الحقيقي والوطني للشارع الفلسطيني بذلك نستطيع ان نبني واريد ان اذكر في عام 1968 وبعد معركة الكرامة بانتصاراتها العظيمة زحفت الجماهير من كل ارجاء الوطن العربي واوروبا لتلتحق بحركة فتح فكانت معضلة امام الحركة ومؤسساتها وقواها التنظيمية ان تستوعب تلك الاعداد الغفيرة وربما كان الاستيعاب الغير منظم قد خلق عدة ازمات لحركة فتح اصبحت تعاني منها بعد سنين وهي ازمات انفلاشية وتنظيمية وامنية وغيره من المسميات ، ولذلك اصبح التيار يرتقي الى الحالة الشعبية الجامعة فالكل يتحدث الان عن قائد هذا التيار محمد دحلان ويرى فيه المنقذ لكل الازمات الانسانية والوطنية ولذلك يجب ان يكون التيار بمقدار هامة الاخ محمد دحلان وتفكيره السياسي والسلوكي والاخ سميرالمشهراوي ، فهذا هو الوفاء للاخوة ولحركة فتح وعليه آمل ان يتخلى البعض عن بعض الثقافات التي اكتسبوها من ثقافة ممنهجة قادها بعض من هم في اللجنة المركزية الحالية لعملية تغييب ثقافي ووطني للحالة الفتحاوية .
اعتقد التفاهمات الاولية التي دارت في القاهرة لابد ان يبنى عليها على ارض الواقع وهي عدة ارتكازات لها ابعاد اوطنية سياسية وابعاد انسانية ايضا ً ، وفي البداية لكي نوفرعوامل الصمود للشعب الفلسطيني في غزة يجب اولا تفكيك ازماته وكما تفضلتم فهي ملفات متعددة نامل ان يكون في مقدمتها وكما جاء في الاتفاق الصلح المجتمعي اولا ً وانهاء اثار ازمات الماضي والتي تؤثر على البنية الاجتماعية في غزة ، بالاضافة الى ملفات قد تكون مهمة جدا ً كالكهرباء ووضع تصورات لمرحلة العمل الوطني المشترك والشراكة في غزة والتي يترتب عليها الخوض في عدة ملفات تشمل كل الحالة المدنية في قطاع غزة .
اعتقد ان التيار الاصلاحي في حركة فتح اصبح محل انظار كل القوى الوطنية والحالة الشعبية ، وهنا لزاما ً على كل التيار ان يخضع للادبيات وانضباطياتها وتوحيد الخطاب بين الجماهير ومع القوى الوطنية ايضا ً وان نبدا بالثقافة التنظيمية كما ذكرت اولا ً واعتقد كما اوضحت ان الاقتراح المقدم من ابو رفيق جعرور لبناء مدرسة لتوحيد الفكر والثقافة الحركية والوحدة الحركية قد ينجز كثيرا ً في هذا المسار ، وان نخرج من حالة النشاط الاجتماعي فقط الذي كان طريقا لانتشار التيار بين اوساط الشعب الى الحالة النضالية والخطاب النضالي الذي يفكك كل الازمات الثقافية والازمات الانسانية والمعيشية التي نعيشها في القطاع واعتقد ان دور التيار تجاوز وجوده في قطاع غزة فهو موجود في كل الساحات الخارجية وفي الضفة الغربية واراضي 48 ، وهنا مهمة صعبة تحتاج بناء تنظيمي ومؤسسات قادرة ان تستوعب التوسعات التنظيمية والجماهيرية واعتقد ايضا ً ان دور النخب الفتحاوية المتلزمة يجب ان ياخذ دوره بالاضافة للحالة الاكاديمية لصنع وحدة فتحاوية باطار متكامل من كل الكفاءات والتجربة الحركية الرائدة بمعطياتها التاريخية الى الوصول للحداثة والتجاوب الملتزم والمنضبط مع كل المتغيرات الذاتية والاقليمية ، اعتقد ان تلك الرؤية تحتاج لمنهجية يجب الخضوع لها ودراسة التاطير والجلسات العشر الخالدة والاساسية في حركة فتح ومن ثم المسلكية الثورية والمركزية الديمقراطية ، وبلذلك تكتمل اسس الحلقة المكتملة للاداءا الحركي الذي يستطيع ان يتعمق في البعدا لشعبي والجماهيري والوطني .
ملخص:
غزة تلعب دورا في حدودها مع مصر في تامين الامن القومي المصري وامام جبهة وحدود طويلة ومفتوحة مع ليبيا تحتاج الكثير من الاجراءات الامنية ولذلك كانت حالة التناغم المصرية الغزاوية من طرف دحلان وحماس مع الاخوة في مصر تفرضها روابط التاريخ ومتغيرات دولية ورمال متحركة تعصف بالمنطقة وما زال هناك استهداف للجيش المصري وتماسكة واثارة حالة من التفكك ليستنى لمخطط الارهاب ان يفكك الجبهة الداخلية ومن هنا اتت التفاهمات ذات الصلة التاريخية والامنية مع قطاع غزة ففلسطين كلها تعتبر حدود الامن القومي المصري من جهة الجنوب ولذلك كان الهدف من عملية رفح ذات الصبغة الاستخباراتية تريد ان تحقق هدفين الهدف الاول الخلخلة الامنية في شمال سيناء وثانيها وقف التفاهمات بين مصر وغزة... ولكن واعتقد ان تلك العملية فشلت في تحقيق اهدافها ولان مصر لن تتراجع عن التنسق المشترك مع غزة وغزة قادرة ان تلعب دورا في مواجهة الارهاب بالاضافة ان ما سيهدد مصر اكثر اذا قامت اسرائيل بتنفيذ نواياها لاجتياح غزة وهذا لن تقبله مصر لانه يعتبر تهديد مضاف للامن القومي المصري.