حان الوقت لتتعلمي اللغة الجسدية بدلاً من اللفظية..

حان الوقت لتتعلمي اللغة الجسدية بدلاً من اللفظية..
حجم الخط

أحد أكبر المفاهيم الخاطئة هو الاعتقاد بأن الكلام أهم وسائل التواصل. فالتواصل غير اللفظي يستخدم الآن على نطاق واسع في وسائل الإعلام، والأعمال التجارية، والعلاقات بين الأفراد؛ لأن الناس غالبا ما يميلون إلى إخفاء مشاعرهم وراء كلمات مختارة بعناية. لكن المشاعر التي تظهر على الوجه وفي حركات الجسد لا يمكن السيطرة عليها وهي حقيقية أكثر من الكلمات.

التواصل غير اللفظي ليس فقط لغة الجسد أو الإيماءات أو تعبيرات الوجه كما يعتقد كثير من الناس، بل يشمل أشياء منها التواصل بالعين، واللمس، والمسافة وحركات الجسم، ولهجة الصوت وحتى الصمت.ورغم العديد من الكتب حول هذا الموضوع، إلا أنها لا تزال لغة من الصعب فك شيفرتها، فتفسيرها جيدا بحاجة لأن نعرف نمط حياة الشخص، والخلفية الثقافية، والأسرة، والتعليم، والصحة وغيرها من العوامل.

تعابير الوجه

 

 

يمكن للوجه أن يصنع أكثر من سبعة آلاف تعبيرمختلف. تعبير الوجه يتغير باستمرار خلال التفاعل، وتفسيره يختلف من بلد إلى آخر، إلا أن 6 تعبيرات رئيسية تتشابه في كل مكان. فالابتسامة العريضة تعبر عن السعادة، وتقطيب الجبين يعني الغضب، والعيون المفتوحة على سعتها تعني المفاجأة، والشحوب يشير إلى الخوف. كذلك تتشابة تعابير الوجه لدى الشعور بالقرف والحزن.

حديث العيون

حتى لو سيطرنا على تعبيرات الوجه وحركات الجسم فإن العيون لا يمكن أن تكذب. ولهذا السبب يعتبر الاتصال المباشر بالعين علامة على انفتاح الشخص، والصدق والثقة.

في كثير من الأحيان، يمكن لنا عن طريق الاتصال بالعين فقط أن نشير إلى شخص آخر متى يتكلم ومتى يصمت. وفي كثير من العلاقات بين الأشخاص يعد تجنب النظر في العين مؤشرا على عدم الصدق أو الخوف.

اللمس

طريقة المصافحة يمكن أن تقول الكثير عن شخصية الفرد ووضعه الاجتماعي. وفي العلاقات الشخصية يعد الاحتضان تعبيرا عن الرقة والحب، كما يعد التربيت على الظهر نوعا من التشجيع وإظهار الدعم العاطفي.

لكن معنى اللمس يعتمد بشكل كبير على الحالة والجنس والعمر والثقافة ونوع الشخصية، ويجب الانتباه كذلك أن ممارسة اللمس بشكل خاطئ يمكن أن تكون سببا في إثارة مشاعر تؤدي لعدم الثقة.

المسافة

 

 

المسافة بيننا وبين الآخرين تحددها طبيعة علاقتنا بهم. ففي العلاقة بين الأم والطفل تنعدم المسافة تماما، ولا يعتبر هذا الاقتراب “انتهاكا” لخصوصية الطفل، لكن انتهاك المسافة بين الناضجين قد يثير في كثير من الأحيان مشاعر من عدم الراحة والقلق، وحتى الغضب والعدوانية. وكلما ازدادت الحميمية قلت المسافة التي نسمح للآخرين باجتيازها نحونا.

الحركة

هناك حركات معينة تقول ما نريد دون حاجة لكلمات. وتستخدم حركات الجسم على نطاق واسع في أنحاء مختلفة من العالم كشعارات أو إيماءات لها ترجمة مباشرة إلى كلمات مثل رفع الإبهام دلالة على الرضا عن إنجاز ما، او إظهار المشاعر من خلال حركات الجسم كالقفز والتصفيق دلالة على الفرح.

استخدام الوقت

للوقت تأثير كبير على نمط حياتنا، وتحركاتنا، وسرعة الكلام، ومقدار الوقت المحدد للاستماع.كما أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالوضع الاجتماعي للشخص، وكلما زاد المركز الوظيفي، زادت سيطرة الشخص على وقته، مثلا يمكن للمدير التحدث مع موظف كلما شاء، في حين أن الموظف عليه تحديد موعد لرؤية رئيسه.

الرائحة

رائحة الجسم هي واحدة من أهم العوامل في اللاوعي التي تحدد اختيار شريك الحياة لدى الرجال والنساء. وهي تلعب دورا هاما في التفاعل، لكن الكثير من العطور يمكن أن تجعل حتى الشخص الأكثر جاذبية مثيرا للاشمئزاز.

المظهر

 

 

يلعب المظهر دورا هاما في التواصل غير اللفظي. فالملابس والمكياج وتصفيفة الشعرعادة ما تقدم إشارات تتعلق بشخصية الفرد ووضعه الاجتماعي، ومركزه وحتى مدى الجاذبية التي يتمتع بها.

ومن يتمتعون بالجاذبية غالبا ما يتسمون بالمصداقية، واللطف والنجاح، وهم أشخاص مثيرون للاهتمام ويتمتعون بالشعبية.ولكن علينا أن نتذكر أن الحكم على الآخرين على أساس المظهر فقط قد يقود إلى فرضيات كاذبة.

الصوت

دور الصوت هنا يشمل معدل السرعة، وارتفاع الصوت. وتشير التجارب إلى أن الناس يستمعون باهتمام أكبر إلى الرجال الذين يمتلكون صوتا عميقا ومنخفضا ويتكلمون ببطء نسبي، كما ترتبط الأصوات العالية بالغضب والعصبية وأحيانا بالعدوانية والعجرفة.

عندما تتناقض الرسالة الصوتية مع الكلمة الشفهية، فإنها تعد مؤشرا على السخرية على سبيل المثال، عبارة “عمل عظيم” تعني الثناء لكن ضمن لهجة ساخرة لها معنى معاكس.

الصمت

الصمت أيضا نوع من أنواع التواصل غير اللفظي، ويمكن أن يؤثر على المحادثة بطريقة إيجابية أو سلبية. فالصمت قد يخلق حالة من التوتر وعدم الارتياح أويعطينا وقتا لجمع أفكارنا، تبعا للجوانب الأخرى غير اللفظية مثل تعبير الوجه أو لغة الجسد أو الاتصال بالعين.

من خلال المراقبة يمنكك ان تتعلمي كيف تفهمين التواصل غير اللفظي، وتنمو لديك القدرة على تحسين سبل الاتصال وتنمية مهارات الإقناع. والتعرف على ما يفكر به الآخرون وتغيير وجهة نظرهم إذا لزم الأمر.