أبدى الرئيس محمود عباس، امتعاضه من انفعال أعضاء اجتماع موسع ضم أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح وعدد من الفصائل وقادة الأجهزة الأمنية بالضفة؛ وذلك لحظة إعلانه تجميد الاتصالات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن الرئيس في ختام اجتماع عقده في مقر الرئاسة برام الله، مساء أمس الجمعة، عن تجميد الاتصالات مع دولة الاحتلال، على المستويات كافة لحين التزام "إسرائيل" بإلغاء الإجراءات التي تقوم بها ضد شعبنا الفلسطيني عامة، ومدينة القدس والمسجد الأقصى خاصة.
وتعقيباً على هذا الإعلان، صفق المجتمعون بحرارة، ما أظهر استنكارً عباس لفعلهم متسائلًا: "انّبَسطّوا؟" (في إشارة لعدم اقتناعه ورضاه بالقرار).
من جانبه، قال الخبير الإعلامي حسام شاكر معقبًا على هذا المشهد: "نحن أمام مشهد بائس يعبر عن عجز الرسمية الفلسطينية، وضعف القيادة الممثلة بعباس، ويعطي رسالة فاترة بأنه منقطع عن هذا الشعب".
وأضاف شاكر في تصريح صحفي اليوم، أن "الخطاب يقدم رسائل للعالم بأن الرئيس غير معني بموجة نضالية واسعة، وهو سيتخذ عدد من الإجراءات التي تسترضي شعبه أو تحاول أن تتذاكى على المزاج الفلسطيني بأنه واقف بمربع الحدث".
وأكد في هذا الإطار، أن الخطاب العام للرسمية الفلسطينية لا يشكل رافعة لقضية القدس وهو خطاب نمطي يحاول أن يتقيد ببرنامج التسوية السياسية التي ارتطمت بجدار مسدود، وهذا البرنامج لا يمثل مُكافئاً قادرًا على تحدي خطاب الاحتلال بالمحافل الدولية.
ولفت إلى أنه من الواضح أن الرئيس يكرر ما سبق أن صدر منه بمنعطفات سابقة من التصعيد؛ بمحاولة تقديم ما يشبه الترضيات لشعبه عبر الإعلان المتكرر عن تجميد الاتصال مع الاحتلال؛ وهي عبارة "مبهمة للغاية".
وأوضح أن الكل يعلم أن هناك وشائج صلة واقعية مع سلطات الاحتلال والحكومة الإسرائيلية، والآن يتم الإعلان عن وقف الاتصالات ولا يتم الإعلان عن برنامج للتضحيات وتحفيز الشعب للتعامل مع هذا التحدي الكبير.
يذكر، أن سلطات الاحتلال المسجد الأقصى كانت قد أغلقت في 14 يوليو ومنعت أداء الصلاة فيه؛ وادعت الأحد الماضي فتحه جزئيًا واشترطت على المصلين دخوله عبر بوابات إلكترونية، وهو ما رفضه المصلون الذين يحتجون في القدس منذ ذلك اليوم على تلك البوابات ويصرون على إزالتها.