إيموجي.. هل هي رموزنا الهيروغليفية المعاصرة لترجمة مشاعرنا الإنسانية إلكترونياً؟!

إيموجي.. هل هي رموزنا الهيروغليفية المعاصرة لترجمة مشاعرنا الإنسانية إلكترونياً؟!
حجم الخط

إيموجي.. مصطلح ذو أصل ياباني فرض نفسه على معجم أكسفورد البريطاني عام 2013، وهو ينقسم إلى كلمتين “e” وتعني صورة، و “moji” التي تعني حرف.

والإيموجي هي عبارة عن رموز تعبيرية على شكل صور، تستخدم لإعطاء معنى أقوى للكلام المكتوب ضمن نطاق “الدردشة الإلكترونية”، كنوع من التوضيح للغة الجسد التي تفتقر لها المحادثة على وسائل التواصل الاجتماعي كـ “الواتس أب” أو”الفيسبوك”..

بداية نشوء الإيموجي

 

 

وفي الحقيقة فبداية نشوء الرموز التعبيرية يعود إلى عام 1998 أو 1999 بواسطة الياباني شيجتاكا كوريتا، الذي كان جزءًا من فريق شركة NTT DoCoMo العامل على النظام الأساسي لخدمة الإنترنت الخاصة للهاتف المحمول في العالم “i-mode”، وذلك للمساعدة على تسهيل نظام الاتصال الإلكتروني، لتتطور فيما بعد إلى وجوه مبتسمة متحركة على يد الأمريكي نيكولاس لوفراني.

الانتشار السريع..

خلال سنوات تحوّل الإيموجي إلى وسيلة مهمة في التواصل بين الأشخاص وإيصال المعاني والأفكار، ففي العام 2013 استخدمت المغنية الأمريكية كاتي بيري “Katy Perry” في الفيديو الغنائي لأغنيتها “Roar” رموز الإيموجي للتعبير على كلمات الأغنية، واستطاعت بذلك جذب الكثير من الأنظار، وتحقيق انتشار أكبر خاصة وسط المراهقين التوّاقين لكلِّ جديد.

وفي عام في 2015 اختيرت “إيموجي” لتكون كلمة العام، وتم في 2016 تحديث إصداراتها بحيث تضمنت عدة ألوان للبشرة، بدءاً من الأصفر وحتى البني الغامق، على أثر انتقادها بالعنصرية لاعتمادها اللون الأبيض للبشرة فقط.

 

 

أما الانتشار الواسع على نطاق عالمي، فقد تم استثماره بأشكالٍ تجارية عدة، فاصبحنا نرى وسائد على شكل إيموجي، وحلويات بوجوه صفراء ضاحكة، كما اخترقت تلك الوجوه عالم الأزياء من أوسع أبوابه وعلى يد أشهر المصممين مثل كارل لاغرفيلد وغيره..

 

 

متحف الفن الحديث يرحب بالإيموجي

كل ذلك التأثير دفع متحف الفن الحديث في نيويورك، إلى تحويلها لـ “قطع فنية” ضمن مجموعته الدائمة إلى جانب أعمال بابلو بيكاسو وجاكسون بولوك.

واللافت في تلك الخطوة هو قول كبيرة أمناء قسم العمارة والتصميم في المتحف، باولا أنتونيلي: “الإيموجي كمفهوم يعود إلى قرون مضت، إلى الكتابة الرمزية واللغة الهيروغليفية وغيرها من الحروف التصويرية، الأمر الذي مكننا من توفير هذه المجموعة الجميلة التي تغطي كل التاريخ الإنساني”.

 

 

وهكذا يعتبر البعض أننا ربما لم نذهب بعيداً عن أجدادنا، بل أكملنا مسيرتهم بإنتاج نسختنا الهيروغليفية الخاصة بروح عصرنا، وعلى هذا الأساس فربما يكون استخدامنا للـ “إيموجي” إيجابياً، على الأقل في إضفاء شيء من مشاعرنا الإنسانية على لغة “التشات” الجافة التي غزت حياتنا بتفاصيلها اليومية.

استخدام الرموز بمعاني مغايرة

وعلى الرغم من محبة المستخدمين لهذه الرموز وتفاعلهم الإيجابي معها، إلا أنها يمكن أن تلعب دوراً سلبياً في حياتهم الاجتماعية، وذلك عند اختيارهم للرمز الخاطئ في التعبير عن حالة معينة خلال تواصلهم مع الآخرين، حيث أصبحت هناك “أخطاء شائعة” لاستخدام الإيموجي مثل:

إيموجي النصر الذي يستخدم بمعنى الغضب الشديد

 

 

إيموجي الرغبة بالعناق الذي يستخدم بمعنى “شكراً لا أريد”

 

 

وغيرها كثير..

لذا فمن المستحسن ان تراجعوا ذاكرتكم “الإيموجية” تجنباً لمشاكل ليست في الحسبان!..