في إطار العمل التضامني الجنوب إفريقي مع نضال الشعب الفلسطيني نظمت مؤسسات المجتمع المدني ولجان التضامن الفلسطينية زيارة لمجموعة من الأطفال الفلسطينيين الذين مورس بحقهم وبحق ذويهم العديد من الممارسات الإسرائيلية القمعية للحديث عن تجربتهم المريرة مع الدولة العنصرية الإسرائيلية بمبادرة ورعاية من مؤسسسة احمد كاثرادا ومؤسسة اوقاف جنوب افريقيا وسيستمر يرنامج الزيارة لمدة شهر كامل ويشمل فعاليات فى العديد من المقاطعات والمدن فى هذا البلد الصديق وقد عملت اللجنة المنظمة بالتنسيق مع سفارة فلسطين فى جنوب افريقيا على ترتيب برنامج الزيارة واللقاء بالعديد من الشخصيات العامة والرسمية وعلى رأسهم نائب رئيس الجمهورية الذى التقي الوفد وتحدث معهم حول تجربتهم ومعاناتهم تحت الاحتلال.
وتضمنت زيارة الوفد الذي ترأسه باسم التميمي العديد من الفعاليات الهامة لدعم صمود اهلنا فى القدس، كما تم زرع الأشجار بمبادرة من منظمة الصوت اليهودي من أجل فلسطين حرة في كونستيتيوشنال هيل الذي كان سجنا ابان الحكم العنصري بمدينة جوهانسبيرغ، حيث افتتح المشروع في العام الماضي من قبل المنظمة من أجل تكريم التاريخ الفلسطيني ورفع مستوى الوعي حول النكبة ، بالاضافة الى عرض الفيلم الحاصل على عدة جوائز عالمية " شعاع المقاومة".
من جانب اخر استضاف برلمان مقاطعة خاوتنغ والتي تضم العاصمة بريتوريا ومدينة جوهانسبيرغ سفير فلسطين هاشم الدجاني ووفد الاطفال، حيث تناول الدجاني في كلمته امام برلمانيي المقاطعة مكانة القدس الدينية والتاريخية باعتبارها إرث إنساني ثقافي وتطرق إلى الممارسات الإسرائيلية الممنهجة التى تهدف الى تهويد القدس بالكامل بشكل يتنافى مع القرارات الدولية والقيم الإنسانية، كما تحدث عن جهود القيادة الفلسطينيية في مواجهة التصعيد الاسرائيلي الاخير في مدينة القدس وبالاخص ضد المسجد الاقصى، كما شكرجنوب افريقيا حكومة وشعبا على دورهم المبدئي والثابت فى دعم القضية وفى دعم توجهات القيادة الفلسطينية.
بدوره تحدث نائب رئيس البرلمان السيد اوهيرو مويلوا عن الدور التضامني الذي يقوم به البرلمان المحلي مشيدا بنضال شعبنا وحقه المشروع في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وتحقيق العدل والسلام في منطقة الشرق الاوسط معربا بأنهم كشعب يشعرون بمدى الظلم و القهر الذي يعانيه شعبنا كونهم مروا بتجربة الابارتهايد البغيض.
وفي كلمتها رحبت رئيسة لجان البرلمان نومانتو رهولوكو بمبادرة دعوة الاطفال ضمن مشروع شمسان الذي انطلق في جنوب أفريقيا ليروج للفنون والثقافة كمنصة للحوار والتغيير الاجتماعي ويهدف للتثقيف وتوفير فهم أعمق للحالة الفلسطينية ومعاناة اطفال فلسطين تحت الاحتلال وبناء علاقات مع شباب جنوب أفريقيا.
وتحدث القيادي الشبابي اليكس مادكاني منسق برنامج أسبوع الإبارتهايد الإسرائيلي السنوي عن أهمية المقاطعة بكافة اشكالها وعن الدور الذي تقوم به لجان التضامن مع جميع مؤسسات الدولة من اجل تعزيز و تكثيف التضامن، كما أثنى الوزير إسماعيل فادي على أطفال فلسطين ودورهم في نقل رسالة شعبهم ومعاناته إلى العالم
بدورها إستعرضت الناشطة الجنوب افريقية نادية مير مشروع شمسان واهميته في التركيز على معاناة اطفال فلسطين في ظل القمع و الترهيب الإسرائيلي كما إستعرض الأطفال تجاربهم الشخصية مع الإحتلال و مشاعرهم تجاه الظلم والإضطهاد وابرزهم جنا جهاد وعهد التميمي ومحمد النواجعة.
هذا وقد شهدت جنوب افريقيا العديد من المظاهرات والفعاليات الرافضة لاجراءات الاحتلال الاسرائيلي ضد الأقصى وكان أبرزها المسيرة التي نظمها مجلس القضاء الاسلامي في مدينة كيب تاون التي شارك فيها اكثر من اربعة الاف شخص ضمنهم شخصيات عامة طافت شوارع كيب تاون ، حيث توجه المتظاهرون من مسجد زيناتول الإسلامي في المنطقة رقم 6 التي عانت في السابق من التمييز العنصري إلى البرلمان لتسليم مذكرة موجهة إلى وزيرة العلاقات الدولية لمطالبة الحكومة بقطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل وطرد السفير الاسرائيلى من البلاد.
وقال حفيد الزعيم العالمي نيلسون مانديلا وعضو البرلمان ماندلا مانديلا في كلمته امام المتظاهرين انه يتعين على الحكومة الغاء تأشيرات دخول وفد اسرائيلى من المتوقع ان يزور جنوب افريقيا فى اغسطس ووصف الوضع في فلسطين بأنه "أعظم عار في عصرنا ومذكرا بأن حرية شعب جنوب افريقيا غير مكتملة إلى أن تتحرر فلسطين".