بالصور منتدى فكري يناقش "نصرة القدس الآليات والأدوات"

1.jpg
حجم الخط

نظم مركز رؤية للدراسات السياسية والاستراتيجية، اليوم الأحد، ورشة عمل بعنوان "نصرة القدس الآليات والأدوات"، بحضور نخبة من المفكر الباحثين والأكاديميين ورجال الدين، في مقر المركز بمدينة غزة.

وفي بداية الورشة أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسراء الدكتور أحمد الوادية، على أهمية قضية القدس والمقدسات في الوجدان الوطني الفلسطيني، وشكر مركز رؤية على دوره الوطني في تناول القضايا الوطنية التي تتعلق بتطورات الأوضاع المحلية والعربية والدولية.

وحول الموقف الفلسطيني من نصرة القدس والأقصى، أشار الأكاديمي في جامعة الأزهر الدكتور إبراهيم ابراش، إلى أن قضية القدس شغلت الكل الفلسطيني، وأنه يتوجب علينا أخذ الدروس والعبر من أزمة القدس التي أكدت على مدى الأزمة التي تمر فيه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والانعكاسات السلبية لاستمرار الانقسام الفلسطيني.

وأضاف، أن الموقف الفلسطيني رغم ضعفه نتيجة التداعيات السلبية للانقسام، إلا أنه وخلال أزمة القدس الأخيرة تطور واتخذ خطوات تصعيدية منها وقف التنسيق الأمني، ودعم صمود أهالي القدس، وتبني تنظيم حركة فتح الحراك الشعبي الرافض للإجراءات الإسرائيلية.

ونوه، إلى أن الموقف الفلسطيني الرسمي رغم كل التحديات إلا أنه ساهم إلى حد كبير في النصر الذي تحقق، ورأى أن ثبات الموقف الفلسطيني وخاصة موقف الرئيس محمود عباس من قضية البوابات لعب دوراً مهماً في إرسال رسالة للمرابطين على بوابات القدس.

وحول الربط بين ما يجري في غزة والقدس، أكد أبراش، على أن هناك محاولات إسرائيلية لتفتيت وحدة الجغرافية السياسية الفلسطينية، واستهداف كل ساحة على حدة، بهدف إخراج غزة والقدس من تحت وصاية السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لضمان عدم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، من خلال عزل الأراضي الفلسطينية في جزر منعزلة، مشيراً، إلى أن ما جرى في القدس كشف عورة الجميع، وخاصة الفصائل الفلسطينية التي وقفت متفرجة، وكشفت عورة الواقع العربي والإسلامي، بالإضافة إلى المجتمع الدولي، العاجز عن فعل شيء.

وتساءل ابراش، إن كانت أزمة القدس والمسجد الأقصى لا توحدنا! ما هو الشيء الذي يمكن أن يوحدنا، مطالباً بضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية بأسرع وقت.

وبدوره أكد الدبلوماسي الفلسطيني وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور علاء أبو عامر، على أن الموقف العربي والإسلامي من أزمة القدس لا ينحصر في المؤسسات العربية والإسلامية، وأن الموقف العربي والإسلامي كان موقف ضعيف وسلبي من الأزمة بسبب حالة الصراع السياسي والطائفي التي تجتاح المنطقة.

مشيراً، إلى أن كل الرؤساء والملوك قد أعلنوا أنهم تدخلوا لصالح إنهاء الأزمة، إلا أن هذه التدخلات كانت ضعيفة وقليلة التأثير بسبب التمدد الإسرائيلي في المنطقة.

وأضاف، أن العرب هرولوا للتطبيع مع إسرائيل قبل التوقيع على اتفاقية سلام تضمن الحقوق الفلسطينية. كما أن الأزمة كشفت خطورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ورأى أن تشدد الرئيس أبو مازن وحركة فتح في التعامل مع الأزمة نابع من شعوره بخطورة الوضع الدولي والعربي.

وفي يتعلق بالموقف الدولي من الأزمة في القدس، أوضح مدير عام مركز التخطيط الفلسطيني والأكاديمي في جامعة الأزهر الدكتور خالد شعبان، أن ضعف الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي في التعامل مع الأزمة انعكس على الموقف الدولي، فجاءت المواقف الدولية انعكاساً لهذا الضعف، فلم تقم المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن بدورها في حفظ الأمن الاستقرار الدولي، باعتبار أن هذه الأزمة توثر على الأمن الاستقرار الدولي.

منوهاً، إلى أن إسرائيل حاولت استغلال حالة العجز الفلسطيني والعربي والدولي لتثبيت حقائق جديدة على الأرض، عبر فرض تقسيم زماني ومكاني في المسجد الأقصى، وتطرق، إلى أن إسرائيل خلال فترة الأزمة أقرت أكثر من قانون في الكنيست يتعلق بمدينة القدس، منها قانون منع الأذان، وقانون اخراج منطقة شعفاط من حدود القدس، قانون منع تقسيم القدس، مطالباً بوضع استراتيجية وطنية شاملة للتعامل مع الإجراءات الإسرائيلية في القدس، تساهم في دعم صمود المواطن المقدسي.

وحول الموقف المسيحي من الأزمة، تحدث الدكتور عطا الله ترزي، أن المسيحيين ينظرون لما يجري في القدس بخطورة شديدة، مشيراً، إلى أن هناك محاولات إسرائيلية مستمرة منذ احتلال المدنية عام 1967 لتهويد المدينة والسيطرة على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، ورأى أن المطلوب الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الممارسات والإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

كما وأضاف، أن المسيحيين في فلسطين ينظرون للاعتداء على المسجد الأقصى باعتباره اعتداءً على كنيسة القيامة والمهد، مؤكداً على أن هذا دليل على الترابط والأخوة بين المسلمين والمسيحيين في الأراضي المقدسة، وطالب بوضع استراتيجية وطنية شاملة على كافة المستويات للدفاع عن مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وفي ختام الورشة تم التأكيد على القضايا التالية:

  • ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، واستعادة الوحدة، واستثمار اللحظة الراهنة التي شكلت بارقة أمل لدى الشعب الفلسطيني في الحربة والاستقلال.
  • ضرورة وضع استراتيجية وطنية شاملة للتعامل مع الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية في القدس بصورة عامة وفي الأماكن المقدسة بصورة خاصة، بهدف التصدي لتداعيات هذه الإجراءات الإسرائيلية.
  • ضرورة العمل على دعوة عقد مجلس الأمن الدولي للقيام بهمامة في حفظ الأمن والاستقرار الدوليين، كون الإجراءات والسياسات الإسرائيلية التي تحول دون حق الوصول للاماكن المقدسة في مدينة القدس، تعتبر بمثابة تهديد خطير للأمن والاستقرار الدولي، ويمكن يترتب عليها اندلاع حرب دينية.
  • دعوة الفصائل والأحزاب الفعاليات الرسمية والأهلية الفلسطينية تحمل مسؤولياتها الوطنية والسياسية في التوحد في مواجهة الاجراءات والسياسات الإسرائيلية المقيدة لحق وحرية الوصول للأماكن المقدسة.
  • ضرورة العمل على تفعيل الدبلوماسية الرسمية والشعبية في الساحات العربية والدولية لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية.
  • العمل على فضح الممارسات الإسرائيلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة عبر المنصات والمواقع الدولية.

8.jpg
7.jpg
6.jpg
5.jpg
4.jpg
3.jpg
2.jpg