حتى وقت قريب، كان نوم الزوجين في غرفتين منفصلتين، من يسمع به من الأهل والأصدقاء يعتقد فوراً أن هناك أزمة عاطفية نشأت بين الشريكين، أدّت إلى الانفصال العاطفي بدلاً من إنهاء الزواج بالطلاق.
بينما أظهرت تقارير ودراسات حديثة، أن نوم الأزواج في غرف منفصلة أصبح خياراً يقبله الزوجان، إما لأسباب صحية أو لمجرد التغيير والتجديد في العلاقات الحميمية بينهما.
وأرجعت التقارير والإحصاءات التي نشرتها مؤسسة "سوشل ترند" الأميركية، أن تزايد الظاهرة جاء بعدما روجت له الأفلام الأميركية والأوروبية على أنه علامة رفاهية زائدة، بين أزواج يسعون للتغيير والتجديد، ويعمل كلّ منهم على أخذ مسافة خاصة به، ليرتاح بها ويتنفس عاطفياً.
فهل يجد الزوجان الراحة في النوم منفصليْن عن بعضهما؟
أورد باحث وأستاذ في علم الاجتماع ان هناك أسباباً صحية وعلمية تستدعي طلب أحد الزوجين أن ينام في سرير منفصل، إما متباعدين في نفس الغرفة أو في غرفتين منفصلتين.
من بين هذه الأسباب، ما يتعلق بشخير الرجل الذي يؤرق نوم الزوجة ويصبح أثقل مما تتحمله، وأحياناً بسبب تكلُّم أحدهما بصوت مرتفع وهو يحلم، أو الحركة الدائمة لأحد الزوجين، أو أن جسد بعضهما يفرز رائحة غير مستحبة أثناء النوم، وفي كل هذه الحالات تصبح المباعدة بين المخدات والأجساد ضرورة للنوم الهادئ لكليهما.
وأضاف أن بعض الأزواج دائمي الاطلاع والمتابعة على متغيرات الثقافة الغربية، اقتنعوا بأن المباعدة بين الأحضان ليلاً، تكون ضرورية كفترة موقتة لتجديد الشوق والحميمية، ومنهم من يجربها لأسبوع أو أكثر، وبعضهم يكتشف أنها تعطي العلاقة ميزة التجدد في الحرارة والاشتعال، فيوافقان على الاستمرار بها بالتراضي، محذّراً من أن تتحول هذه المباعدة بين الزوجين من باب التنويع في المسافات الجسدية الحميمة إلى انفصال عاطفي حقيقي، بحيث يصبح أحدهما يستخدم تباعد المخدات عقاباً للآخر.
وختم حديثه قائلا ان نوم الزوجين في سريرين منفصلين قد يكون أمراً يستحق التفكير، فهو إن لم يساعدهما في النوم هادئيْن إذا كانا يعانيان من الأرق، فإن البُعد بينهما حتماً سيُشعل شوق اللقاء والحميمية.