أكدت حركتا فتح وحماس، على أهمية تحقيق المُصالحة الوطنية الفلسطينية، على رأسها المُصالحة المُجتمعية، وتسريع تطبيقها بكافة أشكالها لما لذلك من آثار إيجابية على الواقع الفلسطيني.
جاء ذلك خلال ورشة عمل بعنوان "دور الإعلام في تعزيز قيم المصالحة المجتمعية"، نظمتها حركة فتح – ساحة غزة –محافظة رفح، بالتعاون مع مركز سمارت ميديا للخدمات الإعلامية والتجمع الشباب الفلسطيني، مساء اليوم السبت.
وأكد الناطق باسم حركة فتح "التيار الإصلاحي" في قطاع غزة، عماد محسن، على أهمية تعزيز وجود لغة ومنهاج فلسطيني موحد، وثقافة أن الفصيل وسيلة وليس غاية، مشيراً إلى أن جُل تلك الفصائل أتت تحت مُسمى تحرير فلسطين، وهذا يؤكد أن الهدف واحد للجميع.
وشدد محسن، على أن المطلوب في هذه المرحلة الحساسة، تعزيز مفردات وقيم التسامح؛ وعلى الإعلام الفلسطيني أن يدفع ثمن ما تسبب به من إراقة الدماء خلال أحداث 2007.
وأشار إلى أن المصالحة المجتمعية، مرتبطة بالتفاهمات التي جرت في القاهرة؛ مُشددًا على ضرورة عقد لقاء فلسطيني فلسطيني بدون أي وساطات أو تدخلات من قبل أي طرف.
وأكد على أن كافة التفاهمات جاءت كي تُعيد غزة لخارطة الوطن، عقب محاولة عدة أطراف إخراجها؛ لافتاً إلى أن إقرار مبلغ قدره "15مليون دولار" بشكل شهري لقطاع غزة، هو فقط إسعاف أولى للواقع، وثم بعد ذلك نقف على أقدامنا، ونعود مُجددًا للثوابت الوطنية.
وأوضح محسن أن المصالحة تسير في المسلك السليم، وسيرى الشارع النتائج والنجاح بعد عيد الأضحى على أرض الواقع؛ مُشددًا على أهمية العودة للحديث عن وحدة برنامج ونظام سياسي، يخرجنا مما فيه، ويقوي جبهتنا، لمواجهة التحديات التي تُحاك بحق القضية الفلسطينية.
بدوره، قال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن القيق، إن للمصالحة أبعاد ثلاث، "الوطني، الاجتماعي، الأمني".
وفي الحديث عن البعد الاجتماعي، أوضح القيق أن تحصين الجبهة الداخلية لا يتم إلا بوحدة الشعب، التي من خلالها نستطيع مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أهمية تماسك وتحصين الجبهة الداخلية كي نعلو على جراحنا.
وفي البُعد الأمني، قال القيق: "يجب ألا نجعل الاحتلال يستغل ما يحدث من صراعات سواء داخلية أو خارجية؛ ولا بد من ترميم الجسم الداخلي، وعلينا البدء بمعالجة ما نمر به، ونحافظ على جبهتنا الداخلية".
وأكد على أن حماس ما زالت تسعى لتحقيق المصالحة خاصة المجتمعية مهما كلفها من ثمن، والتعالي على التنظيمات السياسية وتقديم القضية الوطنية قبل كل شيء، مضيفاً: "لن نترك للاحتلال مجال كي يستغل أخطاءنا ويستفيد منها لصالحه".