صنف "المجلس الروهينغي الأوروبي" الممارسات التي يرتكبها جيش ميانمار ضد مسلمي الروهينغيا، منذ الجمعة الماضية، على أنها فصل جديد من الجرائم ضد الإنسانية.
وأكد المجلس في بيان صادر عنه، على أن "جيش ميانمار ارتكب خلال الأيام الماضية انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان، شمالي إقليم أراكان (راخين)، تتمثل باستخدام القوة المفرطة ضد مسلمي الروهينغيا".
وأوضح أنه "خلال يومين فقط قُتل العشرات من الروهينغيا، وتشرد الآلاف بعد نزوحهم من نحو 25 قرية شمالي أراكان، بسبب الاعتداءات التي تُمارس ضدهم باستخدام الأسلحة الآلية وطائرات الهليكوبتر".
وأشار إلى أن "جيش ميانمار عمد أيضًا إلى إحراق عدد من القرى باستخدام قاذفات الصواريخ".
وبحسب المجلس الأوروبي فإن "بعض القرويين في المناطق المعزولة يحاولون إيجاد مأوى لهم في الغابات، في حين يحاول البعض الآخر الفرار عبر حدود بنغلاديش شبه المغلقة".
وفي ذات السياق، دعا المجلس الروهينغي المجتمع الدولي إلى "اختبار مسؤولية الحماية عند التعامل مع أزمة الروهينغيا، التي تفاقمت خلال الآونة الأخيرة، عقب اندلاع اشتباكات واسعة بين القوات الحكومية ومسلحين في القرى الشمالية: مونغداو، وبوثيدونغ، وراثداونغ".
وطالب كلًا من منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بـ"دفع ميانمار باتجاه الالتزام بسيادة القانون والامتناع عن انتهاك حقوق الإنسان، وتفادي القوة المفرطة مع مدنييّ الروهينغيا".
وجدد المجلس الحقوقي تأكيده على "ضرورة إلزام ميانمار بالسماح بوصول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة بإقليم أراكان".
ويشهد إقليم أراكان منذ 25 أغسطس/آب، اشتباكات بين القوات الحكومية الميانمارية ومسلحين، نتج عنها مقتل 96 شخصًا، حسب تقديرات حكومية.
واندلعت الاشتباكات بعد أن شنّ مسلحون عدة هجمات منتصف ليلة الخميس الماضي، استهدفت 26 موقعًا تابعًا لقوات الشرطة وشرطة الحدود، وقوات الأمن في ولاية أراكان، بحسب الشرطة المحلية.
كما تأتي الهجمات في أعقاب تسليم الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان تقريراً نهائياً بشأن تقصي الحقائق في أعمال العنف ضد مسلمي الروهينغيا في ولاية أراكان إلى حكومة ميانمار.
ومنذ عام 2012، يشهد إقليم أراكان أعمال عنف بين البوذيين والمسلمين، ما تسبب بمقتل مئات الأشخاص، وتشريد مئات الآلاف، وفق تقارير حقوقية دولية.
ولجأ عشرات الآلاف من مسلمي الروهينغيا إلى مخيمات لجوء داخل الإقليم، وفي بنغلاديش، فيما حاول مئات التوجه إلى دول مجاورة أخرى، مثل ماليزيا وإندونيسيا.
ويشكل المسلمون في ميانمار نحو 4.3% من إجمالي عدد السكان، البالغ تعدادهم قرابة 51.5 مليونًا، بحسب إحصاء رسمي لعام 2014، كما ينحدر أغلب المسلمين في البلاد لأقلية الروهينغيا، التي يتركز وجودها بإقليم أراكان، الذي يعد أكثر أقاليم ميانمار فقرًا.
يجدر الإشارة إلى أن الحكومة تعتبرأقلية الروهينغيا "مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش"، بموجب قانون أقرته عام 1982، بينما تصنفهم الأمم المتحدة على أنهم "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم".
المصدر: الاناضول