الشباب وحماية المشروع الوطني

255
حجم الخط

بقلم / أحمد أبو حليمة : مسوؤل كتلة الوحدة الطلابية – جامعات قطاع غزة

عند الحديث عن دور الشباب في حماية المشروع الوطني الفلسطيني علينا أن نتذكر ونذكر بأهمية هذا الدور الذي يلعبه الشباب منذ بداية الثورة الفلسطينية والانتفاض في وجه آلة القمع والتشريد والقتل الإسرائيلية  التي بدأت منذ قدومه مغتصبا أرضنا ، إن دور الشباب في أي عملية بناء وتغير له ما يستند عليه وما يتأثر ويؤثر به،  ونجد أن في ظل غياب  الحياة الديمقراطية عن المجتمع وتعطل جميع  الاتحادات ومؤسسات وهيئات الدولة فإن واقع الشباب يتأثر بشكل كبير فمنذ بداية الثورة  الفلسطينية مروراً بالانتفاضة الأولى والثانية والانقسام الفلسطيني نجد أن هناك فترات من الركود للشباب لا يتعاطى كما يجب مع المهام الوطنية التي من المفترض أن يكون السد المنيع لها والمدافع عنها ،  وبعد قدوم السلطة قد بدأت بشكل ملحوظ ،  وتكرست اكثر بعد الانقسام الفلسطيني البغيض الذي وما زلنا له ضحية ورهينة طرفين يتلاعبون في مستقبلنا وطموحنا ولقمة الطعام والخبز ، إلي أن وصل الي ظاهرة في الوسط الشبابي  أسميها  " ظاهرة العزوف الشبابي عن المشاركة الوطنية " .  سياسة الاستبعاد والطمس لن تنتج الا جيلا جاهلا أو ثائرا ولكن حرى  بشعبنا أن يكون ثائرا ضد الانقساميين في هذا الوطن لان المدخل الرئيسي لمعالجة كافة المشكلات التي يعيشها شعبنا هي بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على أساس الشراكة الكاملة وليست المحاصصة التي لطالما انتهت بطريق مسدود وبعدها يتم اللجوء للفصائل لرأب الصدع و تخفيف الفجوة وهو ما  يمكن من إيجاد نظام سياسي غير مأزوم وذلك عبر تشريع الحياة الديمقراطية في الوطن ولجميع المجالس والاتحادات بما فيها مجالس الطلبة بالجامعات وعلى رأسها التشريعي والرئاسي والمجلس الوطني وتبني إستراتيجية وطنية بديلة تتناسب مع الاستحقاقات المقبلة لشعبنا وشبابه .

وعلى مؤسسات المجتمع المدني ان تلعب دورا ايجابيا في إطار تعزيز دور الشباب من خلال مشاريع تشغيليه وتنموية داعمة لتطلعات الشباب ومحفزة للطاقات الإبداعية وليس الاكتفاء بعقد ورشات العمل والندوات مع أهميتها ، فنحن بحاجة إلى فرص عمل والى من يحفز هذه الطاقات الإبداعية لدى الشباب .

وان توفرت مقومات الصمود لشعبنا "  الحرية – الكرامة – العدالة الاجتماعية "  – الرقابة على مؤسسات الدولة  وكذلك على الجامعات التي تتفرد بقراراتها والتي تتناقض مع القيم الوطنية  ، من رفع لرسوم الساعة الدراسية في ظل جوع وفقر وحصار وغياب الاستراتيجية الحقيقية لإعمار غزة ،  ومن قال ان غزة على وشك الانفجار فأقول ان غزة قد انفجرت ، في الحر هناك اسر منكوبة وفي الشتاء هناك اسر منكوبة ، فهناك الالاف من البيوت المدمرة ، بطالة ،  وهجرة لصالح الحظ الأوفر خارج البلاد ، وغلاء المهور والمعيشة فهذا كله انفجار في غزة التي صبرت وناضلت وضحت وقدمت الشهداء والاسرى والجرحى تسقط من كل الحسابات السياسية.

حكومة  الوفاق لا تعمل في غزة , وان ارادت ان تعمل يتم منعها والا لم تمنع لا تعمل والشعب رهينة خيارات  عشوائية وغير مدروسة فهناك من يريد دولة في غزة وهناك من يريد دولة بدون غزة ونحن نؤكد  ان لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة .