انطلقت عصر الخميس الماضي في محافظة رفح، أولى خطوات المصالحة المجتمعية التي تسير تجاه إنهاء الانقسام المستمر منذ أكثر من 10 سنوات من خلال زيارة ذوي شهداء الانقسام، وتوقيع وثيقة المصالحة المجتمعية.
وبدأ العرس الفلسطيني في محافظة رفح بالتزامن مع محافظتي خانيونس والشمال ، بمسيرة شعبية انطلقت من مكان التجمع بعد صلاة العصر بمشاركة كبيرة من جماهير شعبنا الفلسطيني، يتقدمهم نواب المجلس التشريعي، وقيادات من حركتي حماس وفتح "التيار الإصلاحي" والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية اضافة إلى الوجهاء والمخاتير في المحافظة متوجهًة إلى منزل ذوي الشهيدين ساهر السيلاوي وأحمد أبو حرب، الذين أعلنوا بدورهم قبولهم للصلح والعفو وإسقاط أي حقوق.
وفي كلمة للقوى الوطنية والإسلامية، رحَّب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي قذافي القططي بالحضور الكريم من قيادات الفصائل والوجهاء وبارك هذه الخطوة التي تقوم بها لجنة المصالحة المجتمعية في طريق إنهاء الانقسام البغيض، مقدمًا الشكر لعائلة الشهيد السيلاوي وكل العائلات التي قبلت الصلح والعفو.
وقال رئيس لجنة المُصالحة المُجتمعية في محافظة رفح صلاح أبو ختلة: "إن هذا اليوم سيؤسس لمستقبل قادم نعتز ونفتخر به، مشددا على نبذ الفرقة التي خلفها الانقسام لوحدة وطنية راسخة، نعتز بها ونُعيد أمجاد الكفاح الفلسطينيين أجل أن يعيش أبناء الشعب الفلسطيني بسلام وأمان.
بدورها باركت عائلة الشهيد ساهر السيلاوي هذه الخطوة التي ستكون نقطة الانطلاق تجاه تحرير فلسطين، حسب ما عبر به محمود سلامة أحد أقارب الشهيد لمراسل " وكالة خبر"، داعيًا كافة الفصائل إلى تكثيف الجهود والعمل على تأسيس الوحدة الوطنية.
وفي منزل عائلة الشهيد أحمد أبو حرب أثنى القيادي في حركة حماس عطا الله أبو السبح على ما تقوم به لجنة المصالحة التي تضم شخصيات من كافة الفصائل وتهدف إلى إنهاء ما نتج عنه الانقسام بين أطياف الشعب الفلسطيني لا سيَّما حركتي فتح وحماس.
وأكد فؤاد أبو حرب والد الشهيد "أحمد"، الذي أجهش بالبُكاء في حضرة رؤساء وأعضاء اللجنة وشخصيات وطنية وقيادات الفصائل لحظة توقيعه على ورقة القبول بالعفو والصفح عن القاتل لنجله، "بهذه الوحدة تقوى شوكة شعبنا، وتُضمد جراحه، وتصوب بوصلته، نحو تحرير أرضه، وتتكاثف جهود ليُغاظ عدونا، بوحدتنا ويخيب مسعاه، الذي لا طالما أردنا مُتفرقين مُتشتتين".
ونوه أبو حرب إلى أن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية هدفٌ نبيل، يلم شمل شعبنا ويوحد كلمته، ويضّمد جراحه؛ شاكرًا كل من ساهم في العمل لأجل إنجاز هذا الملف الكبير والمُهم وخاصة الفصيلان الكبيران فتح وحماس، اللذان يحثان الخطى نحو المُصالحة والوحدة بينهما وكافة مكونات شعبنا.
وتمنى من كل العائلات التي فقدت أبنائها سبب الأحداث الداخلية أن تحذوا حذوهم في قبول الصلح والعفو من أجل طوي هذه الصفحة السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني.
من جانبه شدد رئيس مجلس أمناء اللجنة الوطنية للتكافل الاجتماعي النائب عن حركة فتح في المجلس التشريعي ماجد أبو شمالة: أن هذه الخطوات هي أساس متين يبنى عليه في إطار انطلاق قطار المصالحة، والتي استندت على تأسيس المُصالحة الحقيقية بين أولياء الدم، الذين فقدوا أبناؤهم، خلال الأحداث الدامية عام 2007، وما سبقها من أحداث مأساوية.
وقال النائب أبو شمالة "لمراسل وكالة خبر": "ما حدث من إنهاء لملفات بعض ضحايا الأحداث، هو باكورة عمل مُرحب به، الكُل شارك به وسعيد لبدايته، ويأمل أن يتواصل حتى تعود اللحمة الوطنية، ونعود بعيدًا عن الخلافات بكل أشكالها وألوانها"؛ مُعبرًا عن أمله لهذه أن تستمر، وصولاً لمرحلة تُنهي خلالها كل ما حدث من أحداث مأساوية داخل قطاع غزة.
وشهد الجميع توقيع الوثائق النهائية بحضور الشهود لما تم التوافق عليه من تنازل أولياء الدم، والقبول بما تم الاتفاق عليه من موافقة لقبول جبر الضرر، وفتح صفحة جديدة، ونشر روح الحوار والمصالحة المجتمعية بين كافة الموطنين، ونبذ الكراهية والحقد والدفاع عن المصالح العامة.