عطا الله شاهين " حينما عطفتْ عليّ بدفئها"

عطا الله شاهين " حينما عطفتْ عليّ بدفئها"
حجم الخط

غضبت مني ذات زمن بعيد صديقتي السلافية لسبب بدا لي تافها.. حاولتُ تهدئتها، لكنها ظلّتْ غاضبة. وخطتْ صوب الباب وفتحته لكي تغادرَ بعد أن أسمعتني كلمات جارحة، لكنها أدرات وجهها ورأتني أرتجف من شدّة البرد، ولاحظتُ في عينيها عطفا وودنتْ مني، وقالت: لا أستطيع ترككَ هنا تموت من شدة البرد، فقلت لها أدرك بأنك لا تريدنني أبقى بين حيطان غرفتي لأتجمد.. فلا تغضبي مني، لأي شيء، فدنتْ وقالت: حزنت عليك، حينما رأيتكَ ترتجف ولهذا جئتك بدفئي، فنظرتُ صوب عينيها وشعرتُ بدفءٍ غير عادي، فقلت لها: لو غادرت لتجمدت هنا، هل تريدينني أن أموت من البرد؟ فقالت كلا، لأنني ما زلت أحبّ فيك كل شيء، إلا كتاباتك عن فتيات ساحرات.. فلا تكتب غيري في النص، فقلت لها: لا تغضبي فأنت فتاة لا تحبين سوى الهدوء على جسد محروم من الحب منذ كنت طفلا ولهذا لن أكتب غيرك على جدران قلبي.. فالدفء من أنفاسك أروع ما أشعر به الآن، وفجأة استيقظتُ من نومي على صراخْ الجيران، الذين دائما يتشاجرون بالليل فأدركت بأنني كنتُ أحلمُ، لكنني في ذاك الحُلْمِ شعرتُ بلحظات دفءٍ رائع، حينما عطفتْ عليّ صديقتي السلافية بدفئها ذات زمن ولّى، وقتما كنتُ طالبا أتيتُ حينها للدراسة في بلد ما زلت أحبّها..