نظمت لجنة المصالحة المجتمعية، مهرجان كبير لـ14 شهيداً من حركتي فتح وحماس ارتقوا خلال أحداث الاقتتال الداخلي بين الحركتين صيف العام 2007م، لدفع الدية المحمدية لعوائل الشهداء.
جاء ذلك، اليوم الخميس في قاعة مركز رشاد الشوا بمدينة غزة، بحضور أولياء الدم، ورئيس لجنة المصالحة المجتمعية ناصر دغمش، وأعضاء اللجنة، وقادة الفصائل الفلسطينية، وأعضاء المجلس التشريعي، بالإضافة غلى نخبة من الوجهاء والمخاتير.
وأعلنت لجنة المصالحة المجتمعية برئاسة السيد ناصر دغمش قبل أيام، نيتها إقامة مهرجان كبير لعوائل 14 شهيداً ارتقوا خلال أحداث الانقسام، وذلك لدفع الدية المحمدية لعوائلهم، تمهيداً لإتمام الوحدة الوطنية بين كافة الفصائل خاصة حركتي فتح وحماس.
وجرى تسليم عوائل الشهداء الـ14 شيكاً بقيمة 50 ألف دولار أمريكي، بدعم إماراتي وذلك انصافًا وتعويضًا للضرر الذي لحق بهم، تطبيقاً لاتفاق المصالحة في العاصمة المصرية القاهرة عام 2011م.
ويعتبر المبلغ المالي الذي دفع لعوائل الشهداء وتوقيع هذه العوائل على اتفاقية المصالحة بمثابة "مخالصة وإقرار باستلام الحقوق كاملة،و بذلك تكون عوائل الشهداء قد أسقطت وتنازلت عن كافة حقوقها الشرعية والقانونية والعرفية المترتبة لها على المستوى المحلي والدولي.
وينص الاتفاق الذي وقعت عليه عوائل الشهداء على أن "هذا الاتفاق نهائي ولا رجوع فيه ولا يجوز النكوص عليه مهما كانت الأسباب واختلفت الدواعي ومهما طال الزمن، كما تقر عوائل الشهداء بعمل المطالبة بأي مطالبات مستقبلية غير المتفق عليها في هذا الاتفاق، ويعتبر هذا الاتفاق مسقطاً لأي شكوى أو مطالبات سابقاً أو لاحقاً".
بدوره، قال دغمش، إن لجنة التكافل أعدت برنامجاً على ثلاث مراحل يتضمن أولاً الشهداء، وثانياً الجرحى، وثالثاً الأضرار الجسدية والعينية، وصولاً إلى تمهيد الأجواء الفلسطينية لإتمام المصالحة الوطنية.
من جهته، أكد الناطق باسم حركة فتح "ساحة غزة"، على أن المصالحة المجتمعية هي المدخل الطبيعي لإتمام المصالحة الوطنية الشاملة، مشيراً إلى أن المصالحة أصبحت حاجة ملحة للشعب الفلسطيني.
ولفت محسن، إلى أن اللجنة ستنتهي مع نهاية شهر أيلول من إتمام الصلح ودفع الدية لذوي (50) شهيداً ارتقوا خلال أحداث الاقتتال بين حركتي فتح وحماس منتصف العام 2007م، معرباً عن أمله في أن تتكلل جهود اللجنة بالتمهيد لإتمام المصالحة الشاملة.
من جانبه، قال عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح، أشرف جمعة، إن المصالحة المجتمعية رسالة وطنية بامتياز، مؤكداً على أن الحوار هو الطريق الوحيد لإنهاء الانقسام.
وأوضح جمعة، أن المصالحة المجتمعية تؤكد أن التفاهمات مستمرة ومثبتة وستصل إلى مبتغاها، مشيراً إلى أن شعب فلسطين يريد أن يعيش بسلام وأن يطوي صفحة الانقسام.
الجدير ذكره أن اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة في العام 2011م، بين حركتي فتح وحماس ينص على تشكيل لجنة للمصالحة المجتمعية تقوم على دفع الدية المحمدية للعوائل التي فقدت أبنائها خلال أحداث الاقتتال الداخلي بين الحركتين عام 2006 و 2007م.