كشفت صحيفة هآرتس العبرية أنه يتم بناء مستوطنة ليشم بوتيرة عالية لاستكمال كتلة استيطانية كبيرة في قلب الضفة الغربية، في الوقت الذي يوجد فيه من يتسلى بحل الدولتين، وفي الوقت الذي يعتبر فيه كل توجه فلسطيني يائس إلى مؤسسة دولية "أحادي الجانب" ومخل بالاتفاق. تسارع اسرائيل ببناء وحدات استيطانية بشكل كبير في الضفة الغربية ولا يعتبر ذلك خطوة أحادية الجانب.
وقالت جدعون ليفي واليكس ليباك في تقرير لهما في هآارتس العبرية، إن عشرات من المكعبات الاسمنتية مأهولة، والمئات ستُبنى ويتم بناءها حاليا، في الوقت الذي نتحدث فيه عن أمور أخرى، ويُستكمل التواصل الجغرافي من الشاطيء حتى اريئيل، ومن هناك إلى مفترق تفوح، معاليه افرايم وغور الاردن. خط مباشر وواضح لتقسيم الضفة الغربية، خط مباشر وواضح لوضع عصا أخرى في عجلة الفرصة الأخيرة الضعيفة لإقامة الدولة الفلسطينية.
وأضاف، انه بعد فترة قصيرة سيتم الانتهاء من بناء مستوطنة ليشيم ، وسيدخل إلى شققها الـ 600 بضعة آلاف من المستوطنين. موضحاً أن مستوطنة أريئيل وبناتها سيتم الاعتراف بها أيضا ككتلة استيطانية، وسيكون إجماع "إسرائيلي" على ضرورة عدم إخلائها إلى الأبد، وبالتالي موت الدولة التي لم تولد أبدا – فلسطين.
وقالت الصحيفة إن مستوطنة ليشيم التي يتم بناءها على التلال المحيطة بالقرى الفلسطينية التي تم مصادرتها (كفر الديك، بروقين، دير بلوط ورفات ) ستقضي على حل الدولتين إلى الأبد.
وأضافت، في القريب سيبدأ الاولاد يلعبون في الحديقة الجديدة وحينما يكبرون فلن يتحدث أحد معهم عن الدولة الفلسطينية أو عن المستوطنات. ولن يروي لهم أحد أن مستوطنتهم أقيمت على أراض فلسطينية، من أجل قتل الفرصة الأخيرة للحل السياسي. بل إنهم سيكبرون في مجتمع ديني قومي، مع أربعة اتجاهات هواء ومكان مصمم ومخطط جيدا، وسيعتبر مركز إسرائيل، ليس بعيدا عن الخط الأخضر المنسي – تل أبيب ومطار بن غوريون يوجدان في الأفق.
وأشارت الصحيفة إلى أن بداية مستوطنة "ليشم" كانت عبارة عن حي فيه 19 فيلا توقف البناء فيها لأسباب غير معروفة – هناك أكثر من رواية حول ما حدث – ومنذ ذلك الحين كان البناء مهجورا.
وأوضحت أن الجيش "الإسرائيلي" تدرب في هذه البيوت في الانتفاضة الثانية. وعندما استؤنف البناء على التل فوق صف الفيلات المهجورة في 2010، تم الحديث عن حي عالي زهاف، وتوسيع مستوطنة قائمة، حتى لا تحدث ضجة، رغم أنه كان عبارة عن إقامة مستوطنة منفصلة كلياً.
وأكد الكاتبان في الصحيفة أن اسرائيل مخادعة، فهي لا تبني "مستوطنة جديدة" بل فقط توسع ما هو قائم. لكن اليافطات تقود إلى ليشم وليس إلى عالي زهاف ولا حذاء. موضحان أن هذه المستوطنة تُبنى بمبادرات فردية، والشارع الذي يتجه إليها يُبنى على أراضي فلسطينية خاصة، وقد تدخلت ما تسمى بالمحكمة العدل العليا للحظة في هذا الامر، لكن البناء مستمر بدون ازعاج.