أجواء إيجابية

كيف عقبت الفصائل على تسلم الحكومة لمهامها بغزة؟!

كيف عقبت الفصائل على مجريات المصالحة وتسلم الحكومة لمهامها بغزة؟!
حجم الخط

لحظات تاريخية تعاصرها القضية الفلسطينية ومشاهد لطالما تمنى رؤيتها المواطن الفلسطيني وتطلعات لإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة لشقي الوطن طال أمدها.

في حشد جماهيري كبير استقبل أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف مكوناته وأطيافه وفد الحكومة الذي وصل أمس لغزة لتسلم مهامه كاملة بعد تفاهمات جرت في القاهرة بين وفدي حماس وفتح برعاية مصرية.

وعبر المواطنون خلال استقبالهم لوفد دولة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، عن أملهم في إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام سريعاً، مؤكدين على أن الوحدة هي صمام الأمان لنجدة المشرع الوطني الفلسطيني.

ترحيب فصائلي

أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، عبدالله عبدالله، على أن إنهاء الانقسام ضمن سلم أولويات حركته، لافتاً إلى أنها بذلت كل الجهود الممكنة لإتمام المصالحة.

وقال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس، أنور الزبون، إن حركته قدمت تنازلات كبيرة لإتمام المصالحة، بدايةً بحل اللجنة الإدارية، وإطلاق سراح المعتقلين، بالإضافة لتسهيلات أخرى لضمان تنفيذ التفاهمات الأخيرة.

من جهته عبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، عن ترحيبه بقدوم وفد الحكومة لغزة، مشيراً إلى أنها خطوة بالاتجاه الصحيح.

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ذو الفقار سورجو، إن الجبهة لعبت طوال فترة الانقسام دوراً كبيراً برفقة كافة الفصائل، من أجل إنهاء الانقسام.

خطوة إيجابية

وأثنى عبد الله، خلال حديثه لوكالة "خبر"، على حجم الاستقبال الكبير الذي حظيت به حكومة التوافق لدى وصولها غزة، مشدداً على أن وصول الحكومة وعقدها مؤتمراً صحفياً من غزة فاتحة خير لتوحيد القضية الوطنية في مواجهة مخططات التسوية وحرمان الشعب الفلسطيني من إقامة دولته.

وأوضح الزبون خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن حماس تضع على سلم أولوياتها تشكيل حكومة وحدة وطنية، يختارها الموطن الفلسطيني لكي يشعر شعبنا بنتائج المصالحة.

وأكد أبو ظريفة خلال حديثه لوكالة "خبر"، على أن حجم الحشد الجماهيري الذي استقبل الحكومة، يعبر عن تعطش الشعب الفلسطيني لطي صفحة الانقسام التي دفع ثمنها من كافة مناحي حياته.

ولفت سورجو، إلى أن الجبهة تدعم إعادة تشكيل النظام الفلسطيني، وإعادة صياغة منظمة التحرير على قاعدة الشراكة الكاملة، مؤكداً على ضرورة إشراك كافة الفصائل في الحوارات لضمان عدم العودة لمربع الانقسام.

لا عودة للوراء

طالب عبد الله، الكل بالعمل على تسليم حكومة التوافق كامل مهامها بغزة، لافتاً إلى أن ملفات كثيرة مطروحة على أجندة المؤسسة الوطنية، أولها توحيد القوانين والاستعداد لإجراء الانتخابات لضمان مشاركة الجميع في القرار السياسي.

وأكد الزبون، على أن إتمام المصالحة الفلسطينية على مرمى حجر واحد، داعياً إلى تفعيل المجلس التشريعي، ليضم تحت قبته نواب من كافة الأطياف السياسية، وتوحيد الجهد الفلسطيني في مواجهة التحديات.

ودعا أبو ظريفة حكومة التوافق إلى وضع خطة طوارئ لمعالجة كافة القضايا التي نتجت عن الانقسام، والبدء بمعالجة الملفات الحياتية التي يلمس من خلالها المواطن ثمرة المصالحة، حاصة الإعمار والموظفين والعلاج بالخارج، والمعابر.

وبيّن سورجو خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن الجبهة نظمت مع الفصائل الوطنية والإسلامية عدة فعاليات رافضة لاستمرار الانقسام، مرحباً بالأجواء الإيجابية الحالية الرامية للبدء في نظام فلسطيني سياسي جديد قائم على الشراكة.

وتابع عبد الله: "قوتنا الذاتية نستمدها بالتفاف شعبنا حول المشروع الوطني الفلسطيني، وعلينا بذل كل ما بوسعنا لتوفير الأمن والأمان لمواجهة تحديات الاحتلال والتضحية من أجل الوطن".

دور الفصائل

وبيّن أبو ظريفة أن الحركة الوطنية ستعقد اجتماعات مع الحكومة لطرح رؤيتها ومعرفة الدور المنوط بها لمساعدة الحكومة في تولي مسؤولياتها، ومواجهة العقبات التي تعترضها.

وشدد على ضرورة الابتعاد عن الثنائية بالعمل، مشيراً إلى ضرورة عقد حوار وطني فلسطيني شامل، لوضع آليات تنفيذ اتفاق (45) الذي يعتبر أساس كل التفاهمات الحالية.

وطالب أبو ظريفة الجميع بعدم التدخل في شؤون الحكومة، داعياً في ذات الوقت حكومة الوفاق الوطني إلى إشراك الجميع في المشاورات لمعالجة القضايا الرئيسية.

يشار إلى أن وفد حكومة التوافق برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وكافة الوزراء والمسؤولين الأمنيين، وصل إلى قطاع غزة ظهر أمس الإثنين عبر حاجز بيت حانون "إيرز" شمال القطاع، في زيارة هي الأولى بهذا المستوى منذ عام 2015م، لتسلم كامل المهام وفقاً لتفاهمات القاهرة التي جرت مؤخراً بين حركتي فتح وحماس.