أبدعت النجمة دلال أبو آمنة، وفرقة فنونيات للدبكة والرقص الفني الفلسطيني، مهرجان ليالي بيرزيت، وهو التقليد السنوي، الذي دأبت عليه جامعة بيرزيت سنوياً، لتحقيق جملة من الأهداف، منها دعم صندوق الطالب المحتاج.
ويحظى المهرجان، الذي تنظمه عمادة شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت، بدعم من شركة "جوال" وبنك فلسطين، وشركة مدى لخدمات الانترنت، وشركة السيارات الوطنية، وبدعم من وزارة الثقافة.
دلال أبو آمنة قدمت في المهرجان، عرضها الجديد "يا ستي"، وهو لوحة غنائية فنية شيقة من التراث الفلسطيني النسائي بالجليل، افتتحت به المهرجان ليكون العرض بمرافقة مجموعة من الجدات كبار السن وهن فرقة حافظات التراث، كنوع من التكريم لهن، ولنشر التراث بطريقة سمعية بصرية فريدة.
فرقة فنونيات للدبكة والرقص الشعبي الفلسطيني، قدمت عرضاً مبهراً جداً، فاستمتع الجمهور بلوحات الفرقة الفنية، والتي تؤرخ لشعب فلسطين وقضيته، بلوحات تدمج الفلكلور الفلسطيني بالمعاصرة.
وأبهرت فرقة فنونيات الجمهور بما قدمته من دبكة ورقص شعبي، وأمتعت الفرقة بلوحاتها فنية الوفد، واستعرضت الفرقة من خلالها التاريخ الفلسطيني، والمعاناة التي يكابدها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، وتطلعه للعيش بسلام والحصول على الحياة الكريمة.
وقدّمت الفرقة مجموعة من لوحاتها الفنية التي عبرت في قسم منها عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى الشهداء والجرحى، وعذابات أمهات الشهداء، وأخرى على وقع أغان من التراث الفلسطيني.
وفي السياق، قالت الفنانة أبو آمنة إن جامعة بيرزيت هي واحدة من أعرق الجامعات الفلسطينية، وعرفت بأنها معقل الحراك الثقافي والفني والوطني، وأبدت سعادتها الغامرة بتقديم مشروعها الفني الجديد "يا ستي" في الجامعة، وأمام طلبة الجامعة.
وبينت الفنانة الحسناء أن مشروع "يا ستي" يحكي قصص الجدات بطريقة عفوية، لتسترجع عبر فنها الجميل العائلة ما قبل نكبة العام 1948، وتعيد التذكير بتلك الأيام الجميلة، التي كان الشعب الفلسطيني يعيشها.
ولفتت إلى أن العمل الفني يهدف إلى إحياء تراث فلسطيني هام في الجليل الفلسطيني، لتذكير الشباب به، ولتقديم هذا الفن للجمهور للحفاظ عليه.
وحول المشروع، أكدت أن "يا ستي" هو عبارة عن لوحات تراثية وتحديداً التراث النسائي في منطقة الجليل، ويضم أيضاُ الغناء الرجالي، لإعادة إحياء التراث بطريقة عفوية، لسرد قصص الجدات بوقفات بين الوصلة الغنائية والأخرى، وهذا الحوار فيه من الفكاهة الكثير، ويعتريه بعض الحزن.
وتقدم أبو آمنة في هذا العمل الفني مجموعة من السيدات أو الجدات، لتستعين بهن وبثقافتهن التراثية، وهن "حارسات التراث"، ليتبارين فيما بينهن في الغناء وسرد الحكايا والقصص.
بدوره، أكد رئيس جامعة بيرزيت، د. عبد اللطيف أبو حجلة، أن ليالي بيرزيت هو مهرجان سنوي يحمل عدة رسائل سامية، أولها أن الشعب الفلسطيني، ورغم الاحتلال فهو شعب عاشق للفنون والموسيقى والتراث، ويحافظ على تاريخه وإرثه وفنونه، وأن الاحتلال لن يمنع الفلسطيني من الاستمتاع بالحياة.
أما ثاني أهداف المهرجان، وفقاً لرئيس الجامعة فهو الحفاظ على التراث الفلسطيني والفنون الشعبية الأصيلة، فالمهرجان هو أحد أساليب الحفاظ على الفنون والتراث والموسيقى التقليدية الفلسطينية.
ويؤكد د. أبو حجلة أن الهدف الأساسي من تنظيم المهرجان سنوياً، هو رصد ريعه لصالح صندوق الطالب المحتاج في الجامعة، من خلال رعاية المهرجان من قبل مجموعة من الشركاء من القطاع الخاص، كشركة جوال، وبنك فلسطين، وشركة مدى لخدمات الانترنت، وغيرها، والتذاكر، لمساعدة الطلبة غير المقتدرين على مواصلة تعليمهم.
بدورها، أكدت محافظ رام الله والبيرة، د. ليلى غنام أن مهرجان ليالي بيرزيت، كما غيره من المهرجانات الثقافية والفنية والتراثية، هي رسالة فرح وسلام يوجهها شعب فلسطين للعالم، كما أنه تأكيد على محافظة الشعب الفلسطيني على ثقافته وموروثه وفنونه وموسيقاه الشعبية.
وشددت د. غنام على أن الرسالة الأهم من المهرجان، هي رسالة التعاضد التي تجسدها الجامعة والقطاع الخاص الفلسطيني، من خلال توفير الرعاية والدعم لمساعدة الطلاب غير المقتدرين على مواصلة تعليمهم في الجامعة، من خلال رفد صندوق الطالب المحتاج بالمال.
بدوره، أكد مدير العلاقات العامة في شركة جوال، ثائر أبو بكر إن شركة "جوال" تسعد كثيراً في أن تكون شريكاً في رسم الحالة الثقافية الفلسطينية، وتجسد ذلك من خلال رعايات وشراعات فنية وثقافية عديدة خلال العام الجاري، بدءاً بمهرجان فلسطين الدولي، ومهرجان الروزنا، وليس انتهاء بمهرجان ليالي بيرزيت، حيث تدعم شركة "جوال" نهاية الأسبوع مهرجان التراث الفلسطيني.
وشدد أبو بكر على أن سلسلة الرعايات والشراكات الثقافية والفنية التي تقدمها "جوال" تأتي للتأكيد على أهمية الثقافة والفن الفلسطيني، ولإيصال الصوت الفلسطيني الشاب وطاقاتهم المسجونة إلى العالم، ولنصب منصة من القطاع الخاص قادرة على تمويل ودعم الشباب ليوصل فنه وإبداعه وإمكانياته إلى العالم أجمع.
وأوضح أن شركة "جوال" سعيدة جداً بالشراكة الاستراتيجية مع مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية برمتها، وبجامعة بيرزيت باعتبارها صرحاً تعليمياً عريقاً، يقدم في كل يوم إبداعات وإنجازات على الصعد التعليمية والثقافية والفنية والعلمية.
من ناحيته، أكد مدير العلاقات العامة في بنك فلسطين، ثائر حمايل أن بنك فلسطين هو المؤسسة الأولى في فلسطين في دعم الثقافة والفنون والشباب، مشدداً على أن البنك يهدف إلى تطوير المؤسسات الفنية والثقافية والشبابية عبر دوره الاجتماعي ومسؤولياته تجاه المجتمع، الذي هو جزء منه.
وأضاف حمايل: نحن في بنك فلسطين فخورين لرعايتنا لهذا المهرجان الهام، وللمهرجانات الفنية والثقافية والتراثي كافة، فنحن نعتبر أنفسنا، ويتفق معنا الجميع، أن بنك فلسطين هو راعي الثقافة والفنون في فلسطين.
وأوضح حمايل أن الهدف الأسمى لبنك فلسطين، هو تعزيز الحالة الثقافية في فلسطين، بالإضافة إلى قناعته التامة بفكرة المهرجان، التي أطلقتها جامعة بيرزيت العريقة، والقائمة على دعم الطالب المحتاج، ولذلك فإن البنك يصر في كل عام، على رعاية المهرجان، لإسناد صندوق الطالب المحتاج.
وخلص حمايل إلى أن بنك فلسطين يؤمن كثيراً بأهمية مهرجان ليالي بيرزيت في دعم الطلبة المحتاجين مالياً، لذلك فإن البنك يرعى هذا المهرجان للعام الخامس على التوالي.
وتم تكريم الشركات والمؤسسات الداعمة للمهرجان، ومن ضمنها تكريم شبكة معا الإخبارية، حيث تسلم مراسل وكالة وفضائية "معا" في محافظة رام الله والبيرة، فراس طنينة الدرع الخاص بالمؤسسة، من رئيس الجامعة ومحافظ رام الله والبيرة وعميد شؤون الطلبة وممثل وزارة الثقافة.