مراقبون يكشفون لوكالة "خبر"

تحليل هل تتوجه أنظار المقاومة نحو "كسر الصمت 2" للرد على جريمة النفق؟!

هل تتوجه أنظار المقاومة نحو "كسر الصمت 2" للرد على جريمة النفق؟!
حجم الخط

سرعان ما عادت أجواء الحرب والمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي لأذهان المواطن الغزّي، بعد تصاعد لغة التهديد بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، للرد على استهداف طائرات الاحتلال الحربية لنفق تابع للمقاومة شرق دير البلح وسط قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة البعض الآخر.

وعقبت فصائل المقاومة الفلسطينية على استهداف الاحتلال للنفق واستشهاد عدد من المقاومين، بأن الاحتلال سيدفع ثمن جريمته وأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، فيما أعلن جيش الاحتلال عن استعداده لأي سيناريو قادم مع قطاع غزة.

الرد على الجريمة

قال المحلل السياسي حسن عبدو، إن الاستهداف الإسرائيلي لنفق المقاومة أشبه بكمين أمني وسياسي، تم إعداده بعناية من قبل جيش الاحتلال لتغيير قواعد الاشتباك ومحاولة التحكم بقرار الحرب.

من جانبه، أوضح المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة د. حسام الدجني، إن جريمة إسرائيل باستهداف نفق المقاومة اليوم، هي جولة من جولات الصراع الممتد بين المقاومة والاحتلال.

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن هذه الجريمة تهدف إلى حرف مسار المقاومة واستفزازها، من خلال وضع أجندات على سيرالعملية السياسية التي ترعاها مصر، وأيضاً إرسال بعض الإشارات للإدارة الأمريكية.

وأشار عبدو إلى أن استهداف اليوم في منظور حركة الجهاد الإسلامي عدوان يستدعي مواجهة عسكرية، مؤكداً في ذات الوقت على أن الظروف التي تعيشها غزة معقدة والقرار صعب، لذلك فإن قيادة المقاومة وحدها من تقرر الذهاب نحو السلم أو الحرب. 

وبيّن الدجني في تصريح خاص بوكالة "خبر"، أن الاستهداف الإسرائيلي لأحد أنفاق المقاومة يحمل رسائل متعددة أولها على المستوى الدولي، كرسالة ضغط وتذكير للولايات المتحدة بضرورة مراعاة مصالح إسرائيل الأمنية كشرط للقبول بنتائج المصالحة الفلسطينية.

ورأى المدهون، أن مثل هذه العمليات تُفسد على جمهورية مصر العربية، ما تقوم به من إصلاح للواقع الفلسطيني، والتي من الممكن أن تؤثر على مجريات ملف المصالحة.

وأضاف الدجني، أن الرسالة الثانية تأتي في سياق المستوى الإقليمي، وهي رسالة للقاهرة التي رفضت إطلاعها على مجريات المصالحة وتفاصيلها، "ولسان حال تل أبيب يقول إننا فاعلون ومؤثرون بملف المصالحة وقادرون على قلب الطاولة فوق رؤوس الجميع، ما لم تراعي كافة الأطراف مصالحنا".

أما الرسالة الثالثة، فهي على صعيد المجتمع الإسرائيلي، لمحاولة "حرف الأنظار عن قضايا الفساد المتهم بها نتنياهو".

خلط الأوراق

ولفت عبدو، إلى أن الاحتلال يُريد أن يدفع قطاع غزة نحو مواجهة عسكرية جديدة، لإفشال ملف المصالحة الفلسطينية الذي ترعاه مصر، وأيضاً وضع سلاح المقاومة على طاولة الحوار.

وأوضح المدهون، أن الاحتلال يسعى لطرح العديد من التدخلات في المراحل القادمة، خاصة بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال وكيل وزارة الداخلية بغزة اللواء توفيق أبو نعيم، معتبراً أن رد المقاومة لم يكن متسرعاً، لأنه يدرس مع كافة الأطراف بما فيها مصر والسلطة الفلسطينية سبل الرد المناسب.

وأشار الدجني، إلى أنها محاولة إسرائيلية على المستوى الفلسطيني الداخلي لخلط الأوراق وتغيير قواعد اللعبة، بالإضافة إلى توجيه رسائل تهديد للقيادة الفلسطينية واستفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني.

المطلوب فلسطينياً

وأكد المدهون، على أن المقاومة جاهزة للرد على هذه الجريمة، إلا أنه لا يتحمل مسؤولية التصعيد أي جهة، موضحاً أن مصر سترد بقوة على هذه الجريمة، والمطلوب منها هو إدانة هذا العمل الإجرامي والضغط على "إسرائيل" لعدم تكراره.

وأوضح عبدو، أن إسرائيل تريد أن تختبر حكومة الوفاق الوطني، التي تسلمت قطاع غزة مؤخراً، مبيّناً أنها ستبرر هذا العمل الإجرامي لمصر، بأنها دافعت عن سيادتها وردت على اختراق حدودها وأمنها.

وبيّن الدجني، أن المطلوب هو تهدئة الميدان واتخاذ قرارات جماعية بمشاركة الجميع، لتفويت الفرصة على أهداف نتنياهو الخبيثة والإسراع بتطبيق المصالحة على قاعدة المصالح الفلسطينية والثوابت الوطنية.

ولفت المدهون، إلى أن الرد على هذه الجريمة سيكون جماعياً، مببّناً أنه لا أحد يتحمل مسؤولية الرد الفردي، وذلك لوعي الجميع بأن الاحتلال يحاول دفع المقاومة نحو الردود السريعة والمتهورة. 

وشدّد عبدو، على أن قرار التصعيد سيكون موحداً وصادر عن قيادة المقاومة، سواء قررت سرعة الرد أو تأجيله لأي وقت تراه مناسباً، لافتاً إلى ضرورة الانتباه لخطط الاحتلال الرامية لخلط الأوراق على الساحة الفلسطينية.

وشدّد المدهون على أن المقاومة أنضج وأوعى من قبل، ولكن من الممكن أن تقوم بعملية محدودة، موضحاً أن هناك العديد من الخيارات المطروحة أمام المقاومة، مع الحفاظ على ألا تكون المواجهة مفتوحة.

تهرب إسرائيلي

وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الحديث عن استخدام غازات خطيرة في عملية تفجير نفق للمقاومة شرق دير البلح وسط قطاع غزة، عصر اليوم الإثنين، غير صحيح وأنا لهدف من التفجير هو هدم النفق فقط.

وأشار في تصريح نقلته القناة العبرية العاشرة، إلى أن الجيش لم يكن يقصد استهداف مسؤولين كبار بسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مضيفاً أن الجيش لم يستخدم أية أسلحة ممنوعة دولياً خلال الاستهداف.

الجدير ذكره أن 9 مقاومين استشهدوا مساء اليوم الإثنين، وأصيب العشرات جراء قصف طائرات حربية إسرائيلية بخمسة صواريخ تحمل مادة سامة لنفق تابع للمقاومة شمال شرق دير البلح.